تلقينا أمس بلاغا من النادي البنزرتي هذا نصه: لقد كان النادي الرياضي البنزرتي وما يزال ملتزما بالميثاق الرياضي حريصا على المصلحة العامة، متشبثا بالقيم الاخلاقية والتربوية التي انبنت عليها الرياضة التونسية. وكنا عبرنا عن هذه المعاني في بلاغنا الصادر عقب مباراتنا مع النادي الافريقي يوم 15 سبتمبر الماضي. لكن هل يعقل أن يحمل النادي الرياضي البنزرتي وحده أسباب تلك الاحداث وتبعاتها، هل من الحق والعدل أن يدفع وحده الثمن في أعمال اغلبها خارجة عن نطاقه، والا فبماذا نفسر هذا الوابل من القرارات القاسية والقصية الصادرة عن الرابطة الوطنية والجامعة التونسية لكرة القدم وهي قرارات أقل ما يقال عنها انها خارجة عن القانون الرياضي. وكأنما اراد صانعوها أن يتخذوا من النادي الرياضي البنزرتي اداة لتحذير غيره. نحن نقول مجددا أن القانون يعلو ولا يعلى عليه، وها هي العدالة قد اتخذت مجرها فيما يتعلق بما حدث خارج اسوار الملعب، فليطبقوا القانون الرياضي فحسب ويتجنبوا سياسة الكيل بمكيالين وينظروا بشيء من الاعتدال والموضوعية الى هذا النادي العريق الذي قدم خدمات جليلة للرياضة التونسية وهو يستعد للاحتفال بذكرى انبعاثه الثمانين. لقد استندوا في قراراتهم الجافة الى تقارير وإفادات تشير الى اجتياح ارضية الملعب من قبل جمهور النادي الرياضي البنزرتي وهذا بكل بساطة لم يحدث بشهادة كل النزهاء وكذلك بالنظر الى الشريط المتلفز للمقابلة، والصورة اصدق أنباء الكتب كما يقال مع الاعتذار للمتنبي. ورغم أن القانون الرياضي يجيز ادانة الفريق المحلي في حالة رمي الملعب بمقذوفات بحرمانه من اجراء مقابلة بدون حضور جمهور مع تأجيل التنفيذ وخطية فقد ارتأت الرابطة رفع العقوبة الى اربع مقابلات بتعلة انه تم الاعتداء على رسميين، ومفهوم الرسميين في قانوننا الرياضي هم فريق التحكيم ولم ير ما يفيد بأن أحدا من الجمهور اعتدى على الحكم ومساعديه. ومرة اخرى ان هذا الأمر لم يحدث اصلا. اضف الى ذلك السيل الجارف من القرارات الصادرة عن الجامعة ومنها القرار القاضي بحرمان النادي الرياضي البنزرتي من النقل التلفزي واقتطاع حصته المالية من العائدات التلفزية وتخصيصها لجبر الاضرار. في هذا المجال نقول أن النادي الرياضي البنزرتي يعاني من صعوبات مالية وعجز مالي هام ومثل هذا القرار سيكون له الوقع الكبير على خدمة اهداف الجمعية الرياضية والتربوية والتأطيرية. أما آن للحق أن يظهر كل طرف مسؤولياته كاملة، ولسائل أن يسأل لماذا استهداف النادي الرياضي البنزرتي؟ ألا يكفي أنه وقع اجباره على اللعب ثلاث مباريات في ظرف ستة أيام يوم الاربعاء 12 سبتمبر ضد النجم الساحلي، يوم السبت 15 سبتمبر ضد النادي الافريقي ويوم الثلاثاء 18 سبتمبر ضد الشباب السعودي؟ وتم تعيين حكم من العاصمة ليدير مباراته مع فريق من العاصمة، وزادوا على ذلك بنوع من التشفي الاعلان عن القرارات العقابية ضده قبل ساعات من لقائه مع الشباب السعودي. والجميع يعلم انه هو الممثل الرسمي لكرة القدم التونسية في دوري أبطال العرب ولم يكلف احد من الرابطة أو الجامعة نفسه حتى مهمة الحضور بملعب المنزه.إن النادي الرياضي البنزرتي بقدر حرصه على تطبيق القانون بقدر ما يطالب بأن يطبق القانون وفق نصوصه وعلى الجميع بدون محاباة. عاش النادي الرياضي البنزرتي وعاشت الرياضة التونسية نقية من كل الشوائب. رئيس النادي الرياضي البنزرتي