حصلت الفائدة، وعلى أكثر من مستوى. هذا ما حصل حوله إجماع التونسيين، جمهورا وفنيين وإعلاما بعد التعادل ضد منتخب فرنسا ليلة الأحد في ملعب رادس. فالمردود العام للاعبينا، رغم ما اعتراه من نقاط ضعف وأخطاء، أعاد الروح لمنتخب كبّلته جراح عديدة وعصفت به الخيبات. والتعادل، حتى ودّيا، ضد منتخب بحجم وخبرة وطموحات «الديكة» له من الإيجابيات الكثير فقد نجحت المصالحة مع الجمهور الذي حضر بكثافة غير متوقعة وساند المنتخب ووقف إلى صف اللاعبين. كما كشفت المباراة أن مشكل المنتخب ليس في غياب اللاعبين الممتازين ولا في رغبتهم على اللعب والنجاح...بل في حسن اختيار اللاعبين وحسن تأطيرهم والدمج الذكي بين اللاعبين المحليين والمحترفين بأوروبا. ومن نقاط الضوء في مردود «النسور» نجاح سامي الطرابلسي في اختيار أفضل تشكيلة ممكنة وأنسب خطط تكتيكية لمواجهة منتخب صلب لعب من أجل فوز معنوي. وفي المقابل، عرّت مباراة فرنسا الودية محدودية إمكانيات أكثر من لاعب لا يمكن إلاّ أن يكون لاعب أندية ولا منتخب وأغلب هؤلاء، حتى ممن ينشطون خارج تونس، أخذوا فرصا عديدة ولا فائدة من منحهم المزيد منها! تضاؤل ثقة الفرنسيين في منتخبهم ويحسب لمنتخبنا ما شكّله من صعوبات لنظيره الفرنسي على الميدان وهو ما اعترف به دوميناك ولاعبوه والصحافة الفرنسية لكن مستوى اللقاء ونتيجته النهائية زادت من شكوك الفرنسيين في قدرة منتخبهم على النجاح في جنوب إفريقيا. ورغم محاولة بعض لاعبي فرنسا التأكيد على أن المباراة كانت فرصة لهم لاختبار بعض الخطط وتطبيق بعض الأفكار، إلاّ أن إجماع الرأي العام والفنيين ووسائل الإعلام الفرنسية حاصل حول ضعف مستوى منتخبهم ومحدودية إمكانيات عديد اللاعبين وهو ما دفع العديد من الفرنسيين إلى التساؤل عن جدوى دعوة هنري للمشاركة في المونديال والغاية من تجاهل أكثر من لاعب قادر على الإضافة وأبرزهم «المغاربة» حاتم بن عرفة وكريم بن زيمة وسمير نصري!