تونس الصباح:الكثير من التغييرات ستطرأ على النظام التربوي خلال السنوات القادمة لكن السواد الأعظم من الأولياء لا يعلمون عنها شيئا.. كما أن العديد من المربين لا يدركون الصورة التي ستكون عليها المدرسة مستقبلا ولا يعرفون الخطوط الكبرى لنظام التربية والتكوين خلال السنوات القادمة.. ومن الإجراءات الجديدة التي ستحدد مصير الناشئة والتي مازالت غامضة في أذهان الناس نجد التوجه نحو الربط بين التربية والتكوين والتعليم العالي.. وللتعريف بهذا التمشي يجدر بوزارة التربية والتكوين تنظيم لقاءات إعلامية بالأولياء لإطلاعهم على آخر المستجدات في هذا الشأن خاصة وأن الكثير منهم ليست لهم دراية بتوصيات الاستشارة الوطنية للتكوين المهني التي انتهت إلى اعتماد هيكلة جديدة تضمن التكامل بين منظومتي التربية والتكوين. وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى أن موضوع الترابط بين منظومتي التربية والتكوين حظي بنصيب ملفت للانتباه في برامج الوزارة خلال المخطط الحادي عشر.. وتفسر الوزارة سبب هذا التوجه باستفحال ظاهرة الانقطاع المدرسي المبكر عن التعليم التي لم يتم القضاء عليها رغم الجهود المبذولة لذلك.. إضافة إلى أن إقبال الشبان على التكوين المهني لم يبلغ طاقة الاستيعاب القصوى رغم تنوع الاختصاصات وتعددها. ويعد الربط بين المنظومتين ربطا هيكليا هدفا لا يمكن تحقيقه إلا بإحداث معابر في الاتجاهين تساهم في خلق تفاعل حقيقي بينها وإيجاد آليات لتوجيه التلاميذ نحو مسالك التكوين المهني أو توجيه المتكونين نحو مسالك التعليم العام. ومن أهم خصائص التوجيه في إطار هذه الهيكلة نذكر تمكين تلاميذ المرحلة الإعدادية بداية من السنة الثامنة من التعليم الأساسي إما من الدراسة في مسلك التعليم العام أو من الدراسة في مسلك ذي طابع تقني مع إمكانية الالتحاق مجددا بالتعليم العام بعد التقييم. وينتظر أن يتم تنظيم مسلك التكوين المهني في ثلاثة مراحل وتدوم المرحلة الأول سنتين وتختم بشهادة الكفاءة المهنية وتتفرع المرحلة الثانية إلى مسلكين فرعيين متوازيين مسلك فرعي يفضي إلى مؤهل التقني المهني ويوجه إليه المحرزون على شهادة الكفاءة المهنية وكذلك تلاميذ السنة الثانية من التعليم الثانوي ومسلك فرعي يفضي إلى البكالوريا المهنية ويوجه إليه المتفوقون من المحرزين على شهادة الكفاءة المهنية وتلاميذ السنة الثانية من التعليم الثانوي ومرحلة ثالثة تدوم سنتين على الأقل تختتم بمؤهل التقني السامي ويوجه إليها المحرزون عل شهادة البكالوريا المهنية. وتقرر أن تشهد فترة المخطط الحادي عشر للتنمية وفق ما ورد في التقرير المتعلق بقطاع التربية، تمكين المتعلمين من المسلكين من إعادة التوجيه في ضوء تقييم مكتسباتهم ومؤهلاتهم وتمكين حاملي مؤهل التقني المهني من اجتياز امتحان البكالوريا المهنية وتمكين المحرزين عليها من التوجه سواء إلى مؤهل التقني السامي أو إلى المسالك الملائمة في التعليم العالي مع توفير إمكانية مواصلة التكوين بالنسبة لمن دخلوا إلى سوق الشغل وذلك عبر التكوين المستمر..