33 ألف مريض مقيم سنويا.. وأكثر من 380 ألف عيادة تونس الصباح: على مساحة 10 هكتارات وفي ربوة مقابلة للمدينة العتيقة، وفي محيط يجمع اغلب مستشفيات العاصمة وكليات الطب وادارات الصحة وخاصة وزارة الصحة العمومية يتواجد مستشفى شارل نيكول هذا المستشفى الذي يعد من اكبر المستشفيات التونسية والذي يعد اول مستشفى من حيث نسبة الاقبال عليه من قبل المرضى سواء للايواء او للعيادات الخارحية او كذلك لقسمه الاستعجالي. مستشفى شارل نيكول سجل في سنة 2006 مثلا 33 الف حالة قبول لمرضى في مختلف اقسامه التي ينفرد ببعضها دون بقية المستشفيات مثل قسم الامراضي الوراثية والخلقية وطب الشغل والطب الشرعي الى جانب طبعا بقية الاقسام العادية كامراض الانف والحلق والحنجرة والجراحة العامة وامراض النساء والتوليد وجراحة العظام وامراض الرئة.. فمستشفى شارل نيكول يضم جميع الاقسام الطبية حتى تلك المتوفر لها مستشفيات خاصة كالكسور والعظام (القصاب) او الرئة (اريانة).. هذا الكم الهائل من الاقسام ووجود اغلب الاسماء المشهورة في عالم الطب بتونس داخل هذا المستشفى جعل الاكتظاظ السمة الطاغية عليه.. والاكتظاظ بالطبع يخلق الفوضى والمشاكل التي تصل احيانا الى العنف اللفظي والمادي والاعتداء على الاطارات الطبية وشبه الطبية والاعتداء على تجهيزات المستشفى. اكتظاظ رهيب «الصباح» تجولت في اروقة المستشفى من عيادات خارجية واقسام وصولا الى القسم الاستعجالي.. ولاحظت شساعة المساحة الجملية للمستشفى وتعدد اقسامه والاكتظاظ الكبير الموجود في كل الاقسام تقريبا حيث كانت كل الاسرة محجوزة تقريبا من قبل المرضى. وعلمت «الصباح» ان عدد أسرّة المستشفى تتجاوز ال1047 سريرا وان الاقامة في المستشفى تتراوح بين يومين و41 يوما وان معدل الاقامة هو 7 ايام. هذا الاكتظاظ الكبير في المستشفى تؤكده الارقام كذلك حيث ان سنة 2006 مثلا شهدت استقبال 267549 مريضا في العيادات الخارجية و103903 مرضى في العيادات الاستعجالية كما تم اجراء 25373 عملية جراحية خلال نفس العام اي بمعدل 51،69 عملية يوميا!! داخل العيادات الداخلية لاحظت «الصباح» ضيق الغرف فغرفة من المفروض ان تحتوي على 4 اسرّة تضم الان 6 وهو ما يقلق المريض وكذلك الاطار الطبي وشبه الطبي ويبدو ان الضرورة حتمت ذلك.. فالاغلبية تفضل مستشفى شارل نيكول على غيره من المستشفيات نظرا للخدمات الراقية والكبيرة التي يقدمها ونظرا للتجهيزات المتطورة المتوفرة فيه وكذلك لتواجد اسماء معروفة تشرف على اغلب اقسام المستشفى. القسم الاستعجالي الذي يعد البوابة الاولى للمستشفى نلاحظ حركيته واكتظاظه من الباب الخارجي المحاذي مباشرة للشارع الرئيسي 9 افريل ولحركة المرور الكبيرة في هذا الشارع بحيث يفتقر قسم الاستعجالي لساحة او لحديقة تسبق بوابته الداخلية وهو ما مثل مشكلا كبيرا حيث يضطر اغلب المرضى واغلب المصاحبين لهم للبقاء على الطريق امام امتلاء قاعة الانتظار زيادة على ذلك فالشكل المعماري للقسم الاستعجالي يمكن ان يسبب بدوره التوتر ويخلق مشاكل ويتسبب حتى في العنف داخل القسم فنفسيا من المفروض ان يجد المتواجد في هذا القسم سواء كان مريضا او مرافقا ملاذا للترويح عن النفس والانتظار في هدوء بعيدا عن المرضى الآخرين.. ولو في ساحة او حديقة جانبية لكن ان يبقى الجميع محاصرا في مكان ضيق يجمع المريض والمرافق والمصاب في حادث مرور واحيانا الذي وافاه الاجل في مكان واحد فذلك امر غير مقبول.. تنجر عنه ضغوطات اضافية ومشاكل تؤدي في غالب الاحيان الى العنف اللفظي والمادي وتعرقل عمليات العلاج والتشخيص.. عنف واعتداءات على الاملاك العامة وهذا ما لاحظناه داخل القسم الاستعجالي فملامح وآثار عمليات العنف بادية للعيان.. فالمتأمل في تجهيزات عذا القسم يلاحظ الابواب المهشمة واثار اعتداءات على تجهيزات المكان والتي تصل احيانا الى الاعتداء على الآلات الخاصة بالمستشفى وهي آلات جد مكلفة. هذا العنف يمتد وفي كثير من الاحيان الى الاطار الطبي وشبه الطبي ويصل احيانا لحد التهديد بآلات حادة وضرب الطبيب والاعتداء على الممرضين والممرضات. الصيدلية.. وغياب بعض الادوية وامام صيدلية المستشفى كانت الطوابير طويلة وكانت الاغلبية غير راضية عما حصلت عليه.. فالصيدلية لا يتوفر لديها كل الادوية التي وصفها الطبيب مما يضطر البعض الى استكمال ما لم يحصل عليه من دواء على حسابه الخاص من الصيدليات الخارجية.. هذا الوضع لم يعجب الكثيرين الذين اشتكوا من ذلك بعد ان كانوا يأملون في الحصول على كل الادوية من صيدلية المستشفى بعد ان دفعوا مبلغ 4 دنانير وخمسمائة مي كمعلوم للفحص وللدواء!!! تحقيق: سفيان رجب تصوير: وكالة شعيرات