عدت يوم الأحد أحد الأصدقاء في القسم الجراحي في مستشفى جامعي بمدينة المنستير ففوجئت ايجابا بحالة الخدمات : غرف لشخصين في كل منها مريض واحد.. والأهم أن تلك الغرف مجهزة طبيا بتجهيزات أكثر تطورا من غرف كثير من المصحات الخاصة حسب طبيب مختص رافقني في زيارة ذلك الصديق كما تتميز غرفة التجميل في الغرفة بنظافتها وبكونها مجهزة بحمام عصري ( "بانو")..لم أر مثله في كل المصحات التي زرتها.. وتلك التي أقمت بها في العاصمة.. لما شاءت الاقدار أن أكون من بين زبائنها.. بل إن من مميزات الطاقم شبه الطبي في المستشفى العمومي أنهم يعملون وفق توقيت قانوني.. بينما تمتد حصة قسم من الممرضين والممرضات في المصحات الخاصة 24 ساعة (نعم 24 ساعة ليلا ونهارا).. أي أن خدمات اعوان المستشفيات افضل..إذا توفرت الادارة الحسنة.. خامرتني الشكوك أول الامر..رغم أن صاحبنا المريض معلم في أحد المدارس الاساسية.. ولا يمكن أن نفترض وجود محاباة خاصة له.. استفزني الفضول الصحفي فقمت بجولة في كامل القسم فاذا ببقية الغرف من نفس النوعية.. نظيفة وراقية.. وفي كل منها سريران فقط.. انتقلت الى قسم آخر في نفس العمارة من نفس المستشفى ( قسم التوليد ) فاكتشفت أن حالة بعض الغرف سيئة.. ولا تختلف عن بقية المستشفيات.. رغم ذلك بقيت متفائلا.. لم يزعجني نصف الكأس الفارغ.. بل استبشرت ب"نصف الكأس المليان ".. بقيت متفائلا.. لأن الحالة المادية لاغلب المرضى وزوارهم في القسم "العصري والنظيف " تؤكد أنهم من أبناء الطبقات الشعبية.. فحبذا لو تعمم تجربة هذا القسم من مستشفى فطومة بورقيبة بالمنستير على بقية اقسام هذا المستشفى الجامعي الجهوي الذي يؤمه مرضى من عدة ولايات.. وحبذا لو تعمم التجربة على مستشفيات بقية الجهات..