سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فوارق كبيرة بين الجهات والولايات الساحلية والداخلية والسبب عزوف الأطباء عن العمل في بعض الجهات رغم الاجراءات المتخذة لدعم الجهات الداخلية بأطباء الاختصاص:
80% من أطباء الاختصاص يعملون في المناطق الساحلية! تونس-الصباح: رغم الإجراءات المتخذة لدعم الجهات الداخلية بالاختصاصات الطبية والتي مكنت على سبيل الذكر من المرور من 70 إلى 200 اختصاص في الولايات ذات الأولوية خلال السنوات الفارطة، ما تزال الفوارق كبيرة بين الولايات الساحلية والمدن الكبرى وبين الولايات الداخلية في ما يتعلق بأطباء الاختصاص وبشكل أقل حدة في اختصاص الطب العام. فحسب آخر الإحصائيات المتوفرة تفتقر عدة ولايات على غرار توزروزغوان وتطاوين وسليانة وسيدي بوزيد إلى الحد الأدنى من أطباء الاختصاص ولا يتجاوز عددهم في الولايات الخمسة المذكورة ال40 طبيب اختصاص في حين أن ولاية تونس لوحدها يعمل فيها أكثر من 30% من مجموع أطباء الاختصاص العاملين في كامل أنحاء الجمهورية، تليها على التوالي ولاية صفاقس ثم أريانةفسوسة ونابل وبن عروس إذ تشكل مع ولاية تونس أكثر من 60% من مجموع أطباء الاختصاص. وتشكل ولايات الساحل الشرقي مجتمعة قرابة 80% من أطباء الاختصاص. ومن خلال التوزيع الجغرافي لمهنيي الصحة ذوي الشخصية المادية (طب عام، طب اختصاص، أطباء بيولوجيين، صيادلة، سلك شبه طبي) يتضح أن 44% منهم موجودون بمنطقة تونس الكبرى تليها ولاية صفاقس ثم ولاية سوسة فنابل وبنزرت والمنستير. أي المناطق الساحلية والمدن الكبرى، ويوجد أقل عدد من مهنيي الصحة ذوي الشخصية المادية بولايتي توزر (40) وقبلي (38)، تليها ولايات زغوان وسليانة وتطاوين. عزوف الأطباء عن العمل بالجهات ويظل الاشكال قائما للولايات الداخلية خصوصا منها ولايات الوسط الغربي والجنوب الغربي في ما يتعلق أساسا بافتقار مستشفياتها المحلية والجهوية إلى أطباء اختصاص وافتقار معظمها إلى بعض الاختصاصات مثل طب القلب والانعاش والتوليد. ويعزو مراقبون إلى أن السبب الرئيسي لهذا النقص راجع إلى عزوف الأطباء بشكل عام على العمل بالمناطق الداخلية رغم الحوافز والامتيازات التي تمنحها الدولة لتشجيع هؤلاء على العمل بهذه المناطق ربما لأسباب تتعلق برغبة معظم الأطباء على الاستقرار للعمل بالمناطق الساحلية والمدن الكبرى حيث الكثافة السكانية العالية من جهة وتوفر جميع المرافق الحيوية والحياتية وأيضا القرب من الأهل والعائلة... وهناك سبب أخير وجيه إذ تشير آخر الأرقام المتوفرة أن 65% من أطباء الاختصاص هم من النساء وهو ما يفسر عدم الرغبة في التنقل للعمل بالجهات. أكثر من 4300 طبيب جدير بالذكر أن العدد الجملي لمهنيي الصحة المسجلين بمختلف أنحاء الجمهورية بلغ إلى تاريخ 31 ديسمبر الماضي ما يناهز 8549 موزعين بين 8271 من ذوي الشخصية المادية و278 من ذوي الشخصية المعنوية (مراكز تصفية الدم، مراكز مختصة، مصحات، مسديي خدمات) وينتمي 52% من مهنيي الصحة ذوي الشخصية المادية إلى السلك الطبي بواقع 4305 أطباء موزعين حسب الاختصاصات بين 2046 طب عام (48%)، و2231 طب اختصاص (51%) و28 أطباء بيولوجيين. بينما يأتي السلك الموازي للطب في المرتبة الثانية بنسبة تقارب 37% بواقع 3086 موزعين بين 1282 أطباء أسنان وأطباء أسنان مختصين (42%) و1626 صيادلة وصيادلة بالجملة (52%) و178 صيادلة بيولوجيين (6%)، ويمثل السلك شبه الطبي ومعاون طبي 11% من المجموع. يذكر أيضا أن ولاية صفاقس تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد مراكز تصفية الدم بنسبة 13% بينما تأتي ولاية تونس في المرتبة الثانية تليها كل من ولايتي أريانة وبن عروس بما يقارب 8 مراكز لكل منهما. كما يرتكز أكثر من 50% من مسديي الخدمات (آلات طبية، تجهيزات..) خاصة بولاية تونس تليها في الدرجة الثانية ولاية أريانة.