توفيق الغربي سيتبرع بالثلث مع اقتناعه بأن الربح متأت من عرق الشعب جلول الجلاصي ينجز استوديو ضخما ويساعد أبناء الملاسين ويدعم فريقها علياء بلعيد ستزكي منها ثم تشتري سانية وتضمن مستقبل ابنها سليم محفوظ يقتني سانية على البحر ويشيد مركزا ثقافيا لتكوين الشباب درصاف مملوك تشيّد مسرحا وتسافر أما عزيزة بولبيار فتبني دارا للمسنين وتساعد أخوتها قال الجاحظ منذ القرن الثاني للهجرة على لسان أبطاله «المال المال وما سواه محال.. والدرهم هو القطب الذي تدور عليه رحى الدنيا» فكرة صاحبت الانسانية دهورا وأحقابا والى يوم الناس هذا يبقى الدينار شاغل الكبار والصغار.. يشقى المرء من أجل توفيره ويتعب ليتمكن من جمع أكبر قدر منه لاسعاد ذاته وعائلته وكل المحيطين به. ومنذ فترة دلفت الى بيوتنا برامج تجعلك تمنّي النفس بالثروة السريعة بالأموال الوفيرة. «دليلك ملك» حصة جعلت التونسي يحلق بعيدا هناك مفكرا في المليار.. والمليار هو الذي أوحى لنا بهذا التحقيق فسعينا الى الاقتراب من بعض الفنانين وسألناهم: إن فزت بمليار فكيف تصرفه وكانت المواقف المختلفة والطريفة. مليار ..فيق يا توفيق بداية حوارنا حول المال ومخطط التصرف في هذا المبلغ الضخم الذي قد يلج حساب أحد مبدعينا كانت مع الممثل توفيق الغربي صاحب التجارب المختلفة، توفيق عرف ببساطته وتلقائيته واستعداده الدائم للتحاور في شتى المواضيع بادرنا قائلا: «كلمة مليار وحدها لها وقع كبير على النفس انه مبلغ يغري ويدفع الى التفكير في كيفية التصرف فيه، لو كتب لي أن أربح مثل هذا الكم الكبير من المال فإنني سأنجز به الكثير والكثير ولكن لابد أن أذكر لك في البداية ان هذه الاموال هي من عرق جبين الشعب والآن دعني أتخيل». ويضيف توفيق «سأحاول أن أقسم المليار كالآتي 150 ألف دينار أتبرع بها الى جمعية بسمة لمساعدة المعوزين وخاصة الاطفال الذين يحتاجون الى المساعدة والاخذ بأيديهم لأنهم أمل البلاد وعمادها، هذه النقطة الاولى والبقية تأتي 150 ألف دينار لصندوق 26 - 26 تدعيما لروح التضامن وترسيخا للحس الوطني، 50 ألف دينار أخصصها لأدفع لأحد البنوك الذي اقترضت منه مالا لأتحصل على منزل وأنا الى الآن مرهون ومهدد بالطرد من قبر الحياة» ويواصل توفيق تقسيمه لهذا المبلغ الخرافي 80 ألف دينار أدخرها على موت على حياة، ثم يا سيدي ابن سيدي 25 ألف دينار، أقتني سيارة لزوجتي أما بقية الحسبة فكلها لابنائي أضمن بها مستقبلهم الدراسي» ويضحك توفيق «لأستيقظ - فيق يا توفيق كل هذا خيال في خيال . إن حلم الثراء وكسب المال بالزهر أصبحا من الهواجس السلبية التي تخامر الاذهان ان مثل هذا التفكير يجعل الناس يتواكلون وينسون ان المال يأتي بالعمل بالجهد - بالخدمة- وليس بمثل هذه الطرق، إن الفنان بتفانيه وبانتاجاته يمكن أن يوفر مبلغا كبيرا والمثال على ذلك الأمين النهدي الذي كسب المال بالعرق، بالتعب وليس بمثل هذه الخيالات والافتراضات» ويضيف توفيق «ليت التونسي ينسى التواكل والايمان بضربة الحظ. في تونس خيرات كثيرة وهي تحتاج الى من يتعهدها وسيأتي الخير الكثير والمال العميم». احلم يا سليم وزيد احلم... يتدخل الممثل القدير سليم محفوظ في تحقيقنا. هذا المبدع المسكون بهاجس الاضافة وصاحب التجارب الكثيرة والخبرة الطويلة أدلى بدلوه ذاكرا «آه لو يتوفر لي هذا المبلغ فستحدث نقلة نوعية كبيرة في حياتي لأن للانسان مجموعة من الأحلام والآمال بعضها يمكن أن يتحقق بفعل الزمن لكن لفيفا آخر يحتاج الى أموال كثيرة ليتحول من الذهن الى الواقع وأنا أطمح الى تحقيق أشياء عديدة أولها اقتناء سانية على البحر تكون بالنسبة ليّ أفضل مكان للراحة والاستجمام فأنا أحب الهدوء والسكينة وأطمح الى مثل هذه الأماكن التي يخلد فيها الانسان الى ذاته في لحظة تفكير وتخلص من أعباء الحياة». ويمتد بنا الحديث مع سلومة الذي يضيف «أطمح أيضا الى تشييد مركز ثقافي كبير لتكوين الشباب وتلقينهم الاصول الصحيحة للمسرح حتى نبتعد عن الرعواني -ودز يخطف - ثم بعد هذا ألتفت الى العائلة لأوفر كل حاجياتها «وما ينقصها ويزيدها» وسأكون سخيا معها لانها رأس المال» قلنا له هل ستكتفي بهذا فضحك وأضاف «انتظر قليلا فهذه الفرصة لا تتاح كل يوم مازلت أتخيل سأسافر وحلمي أن أزور هولندا وخاتمة المطاف هي الحج الى بيت الله الحرام أنا وزوجتي ثم أعود الى موطني لأن تونس ما كيفاهشيء».. المليار فلوس.. برشة فلوس أردنا أن نصافح في هذا التحقيق فنانا جوالا بين ضروب شتى فالرجل تشوف نحو فضاءات فنية مختلفة - العزف- الغناء التقليد والتمثيل وقد استطاع أن يجمع بحنكة كبيرة بين هذه الرؤى المختلفة ، جلول الجلاصي اعطيناه هذا المليار وتركناه يتصرف فقال «المليار فلوس برشة فلوس لذلك لا يمكن أن يصرفه الانسان هكذا دون تفكير، المليار يجب أن يوظف بترو وعقلانية فهو لا يأتي الا مرة واحدة في العمر» ويواصل جلول حديثه قائلا «أول ما أنجزه ستوديو للانتاج الفني وسأبدأ بتوفير كل الحاجيات التقنية وستكون من أعلى طراز من أحسن ما يوجد في الساحة، سأنطلق بستوديو للتسجيلات الصوتية والبقية تأتي بعد ذلك سيكون هذا الفضاء الكبير محتويا على كل ما يحتاجه المبدع، ثم بعد ذلك سألتفت الى العائلة والاقارب خاصة الذين يحتاجون الى المساعدة ثم بعد ذلك هناك شريحة يجب أن تتمتع بجزء من هذا المال وأقصد بذلك زملائي الفنانين فكثير منهم يحتاج الى المساعدة ولن أنسى أولاد حومتي فأنا من أصيلي الملاسين وأحبابي هناك أولى بأموالي ولن أغفل جمعيتي الاولمبي للنقل ذلك النادي العريق الذي هو في أشد الحاجة الى الماديات» ويقول جلول «كما سأسعد صغار الملاسين بالهدايا وبأعذب الاشياء، سأرمم الجامع هناك وأبني مدرسة وختاما سأوفر ما ينقصني وأضمن مستقبل أولادي بطريقة شريفة». تياترو كبير بالمليار جلال الدين السعدي صاحب الاعمال العديدة ، والانتاجات الناجحة تلفزيا، اذاعيا ومسرحيا كان احد المتخيلين سألنا قائلا: «هل لجريدتكم مجموعة من الصناديق بمبالغ مختلفة فقلنا له يا جلال دعنا نحلم ونفكر بطرافة فقال: «لنتوكل على الله ولكن لي حلم واحد سأنجزه بالمليار تياترو كبير وفقط فالبنية الاساسية المسرحية ناقصة أريد مسرحا ضخما تتوفر فيه كل التجهيزات». أزكي أولا حتى يبارك الله لي في المال من تونس كان تألقها لكنها تشوفت الى فضاءات موسيقية مختلفة نوعت تجاربها ونجحت في أن تكون نقطة مضيئة في خانة الاغنية التونسية والعربية علياء بلعيد كانت معنا في تحقيق هذا الحلم - حلم المليار وقالت علياء منذ البداية ودون تردد «أول ما أفعله أزكي حتى يبارك الله في هذه الاموال ثم بعد ذلك انجز مشروعا لابني سليم يضمن به مستقبله، كما أفكر في شراء سانية أنا مغرومة بالفلاحة» تسألنا علياء بقي الكثير من هذا المبلغ فقلنا لها بالطبع فتواصل وتلتفت الى شقيقتها التي تجلس أمامها «لن أنساك سأعطيك نصيبك لكن قبل ذلك سأخصص نسبة 10% من المبلغ لأعطيه للتلاميذ رفاق ابني في المركز الذي يتعلم فيه، والبقية فسأودعها البنك» نظرنا الى علياء وقلنا لها في ممارستك الكثير من الاعمال الخيّرة فقالت «صدقني أقول هذا دون رياء ودون تبجح انها الحقيقة ولا شيء سواها» بعض المال للسفر والاكتشاف نواصل حوارنا حول المليار مع وجه من الوجوه المسرحية والتلفزية التي أحبها الجمهور هي تلقائية تدرس كل خطواتها الفنية لتطور نفسها وتبقى متألقة على الدوام درصاف مملوك تقول عن المليار «أول شيء أفكر فيه بناء مسرح يجده الممثلون خير سند لهم في التمارين وفي تقديم مختلف انتاجاتهم فالبنية الاساسية في هذا المجال ناقصة كثيرا لذا وجب الالتفاف اليها وتوفيرها بكل متطلباتها، كما سأتبرع ببعض الاموال للفقراء والمعوزين ولن أنسى نفسي اذ سأشتري منزلا على ذوقي ثم أسافر لأرى الدنيا أنا أعشق السفر وأطمح الى زيارة كل أوروبا وأمريكا لأكتشف مختلف الثقافات والحضارات». المليار منه سأساعد أخوتي من الفنانات القديرات عزيزة بولبيار، هذه المبدعة التي وهبت حياتها للفن ولم تدخر أي جهد لتقديم الاضافات تقول عزيزة «المليار مبلغ هام جدا، أطمح الى أن أخصص جزءا كبيرا منه لبناء دار للمسنين انه عمل خيري هام أتمناه وأصبو الى تحقيقه من كل قلبي، أجل دار للمسنين تتوفر فيها كل الضروريات وكذلك الكماليات أنا أولي عطفا خاصا لهذه الشريحة في صلب المجتمع» وتواصل عزيزة بولبيار حديثها قائلة «أرنو أيضا الى تشييد قاعة للتمارين المسرحية فالفنان يتعب كثيرا ليتمرن فيقطع بعض أهل المسرح الكيلومترات لايجاد مكان يفجرون فيه طاقاتهم» ولم تتوقف عزيزة بولبيار عند هذا الحد بل واصلت «أقوم كذلك بعمرة وحجة لقد ذهبت الى تلك الاراضي وشعرت بقيمة البقاع المقدسة» وذكرت الفنانة عزيزة بولبيار «عائلتي كذلك اريد أن اسعدها فوالدي ترك منزلا تقطن به الآن ست عائلات انهم اخوتي وبينهم بعض الخلافات البسيطة أريد أن أفضها وأوفر لكل واحد منهم منزلا مستقلا -نحب نوسع عليهم» وتضيف عزيزة باكية «لقد عدت منذ أيام من طرابلس كنت في زيارة لأحد أشقائي يعيش هناك وهو أصغر مني وهو مصاب بمرض السكري وأجرى عمليات عديدة قطعت رجلاه إنه يعيش ظروفا صعبة ليتني أجد كيف أساعده بكرسي متحرك أو برجلين اصطناعيتين.