قرطاج وات تقبل الرئيس زين العابدين بن علي خلال موكب رسمي انتظم صباح امس الخميس اوراق اعتماد سفراء جدد لعدد من الدول الشقيقة والصديقة بتونس وهم على التوالي السادة والسيدات: بياترو بيناسي سفير الجمهورية الايطالية اثار محمود سفير جمهورية الباكستان الاسلامية بارامبريت سينغ رانداو سفير جمهورية الهند ساوداتو ندياي ساك سفيرة جمهورية السينغال ميليكاكوبريلو فيليبوفيتش سفيرة جمهورية صربيا تينا جورتيكا لايتينان سفيرة جمهورية فنلندا بيار كومبرنوس سفير سويسرا داو ديو تيان سفير جمهورية فيتنام الاشتراكية سابيتو كانييد الاوفاري سفير جمهورية البنين ورحب رئيس الجمهورية بالسفراء الجدد متوجها اليهم بالكلمة التالية: «بسم الله الرحمان الرحيم أصحاب السعادة تقبلنا منذ حين اوراق اعتمادكم سفراء لدولكم الشقيقة والصديقة بتونس. وهي مناسبة اعرب فيها عن شكري وتقديري لاشقائي واصدقائي قادة دولكم واحملكم اليهم خالص تحياتي راجيا لهم السعادة والتوفيق ولشعوبكم مزيد التقدم والازدهار. كما يطيب لي ان ارحب بكم وان اؤكد لكم حرصنا على توفير افضل الظروف لاداء مهامكم وتيسير سبل الاتصال بكم والحوار معكم. اصحاب السعادة ان مبادئ السلم والامن وقيم الحوار والتعاون هي الاساس الذي تبنى عليه العلاقات الدولية في كنف الاحترام المتبادل والشراكة المتضامنة. واننا نعتبر السفير حلقة وصل نبيلة وامينة ترسخ تلك المبادئ والقيم وتدفع علاقات الاخاء والصداقة والتعاون بين دولته ودولة الاعتماد. اصحاب السعادة لقد دخلت تونس بكل ثقة وتفاؤل طورا جديدا في مسيرتها التنموية الشاملة وذلك بالشروع في انجاز البرنامج الذي رسمناه لبلادنا للفترة 2009 /2014 تحت شعار «معا لرفع التحديات». وهو برنامج وطني طموح التفت حوله شتى مكونات المجتمع التونسي من احزاب ومنظمات وجمعيات ومؤسسات ومختلف هيئات المجتمع المدني. ويهدف هذا البرنامج الى اثراء المكاسب والانجازات التي حققناها في مجالات تعزيز المسار الديمقراطي التعددي وتطوير المشهد الاعلامي وصيانة حقوق الانسان وتكريس دولة القانون والمؤسسات. كما يهدف هذا البرنامج الى الارتقاء بمؤشرات التنمية في شتى الميادين لا سيما منها ما يتعلق بتحسين ظروف عيش المواطنين والمواطنات والاحاطة بالفئات ذات الاحتياجات الخصوصية واكساب اقتصاد بلادنا القدرة على الاندماج في محيطه الاقليمي والدولي. وقد حرصنا على ان يكون لدبلوماسيتنا دور نشيط في التعريف بخياراتنا وبرامجنا وتوسيع قاعدة التعاون والشراكة مع البلدان الشقيقة والصديقة من مختلف انحاء العالم. فعلى المستوى المغاربي ستواصل تونس عملها الدؤوب من اجل الارتقاء بعلاقاتها بالبلدان المغاربية الى افضل المستويات وهي تعمل في تعاون وثيق مع بقية الدول المغاربية الشقيقة من اجل استكمال بناء اتحادنا المغاربي باعتباره خيارا تاريخيا واستراتيجيا لشعوبنا لا محيد عنه اما على المستوى العربي فان بلادنا لا تدخر جهدا في تعزيز علاقاتها بالدول العربية الشقيقة والمساهمة معها في اضفاء المزيد من النجاعة والشمولية على عملنا العربي المشترك. ونحن نجدد التأكيد بالمناسبة ان القضية الفلسطينية تظل على الدوام مبعث انشغالنا العميق الى ان يسترجع الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه الوطنية المشروعة في اقامة دولته المستقلة على ارضه وتتوصل اطراف النزاع في الشرق الاوسط الى حل عادل وشامل ودائم يتيح لها المجال لصرف جهودها نحو الاعمار والتنمية. واننا نثابر كذلك على مساندة مسيرة اتحادنا الافريقي لكي تنعم قارتنا بالسلم والاستقرار وتترسخ فيها مقومات التنمية. كما اننا نولي علاقاتنا مع بلدان الضفة الشمالية للبحر الابيض المتوسط الاهمية التي تستحقها ونعمل باستمرار على اكسابها المزيد من التوسع والرسوخ. اما علاقاتنا مع الاتحاد الاوروبي فقد بلغت مرحلة من التطور تؤسس اليوم لمرتبة الشريك المتقدم مع هذا الاتحاد. ونحن نحرص ايضا على تمتين علاقات الصداقة والتعاون مع بلدان القارتين الاسيوية والامريكية ونسعى الى اثرائها في سائر الميادين. ونحن نأمل ان تتوفق منظمة الاممالمتحدة بمساندة قوية ودائمة من سائر اعضاء الاسرة الدولية الى القضاء على بؤر التوتر والنزاع والعنف والى التخفيف من افات الفقر والمرض والكوارث الطبيعية التي تعصف بالعالم حتى يستتب الامن والسلام والاستقرار وتعيش البشرية في امان واطمئنان وازدهار. اصحاب السعادة أجدد في الختام ترحيبي بكم وانا على يقين بانكم لن تدخروا جهدا من اجل اثراء فرص التشاور والتعاون مع دولكم في جميع الميادين خدمة لمصالحنا المشتركة وتعزيزا لاسس الامن والسلام في العالم راجيا لكم اقامة طيبة ببلادنا والنجاح والتوفيق في مهامكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».