سرت وات شارك الرئيس زين العابدين بن علي امس السبت بمركب واقادوقو بمدينة سرت بالجماهيرية العربية الليبية في اشغال المؤتمر الاستثنائي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة وألقى رئيس الدولة خلال هذه القمة كلمة اكد فيها ان تطوير منظومة العمل العربي المشترك مشروع استراتيجي وحيوي بالنسبة الى مستقبل الامة العربية مشددا على ضرورة ايجاد ارضية اتفاق تضمن انخراط الجميع في تجسيمه والالتزام به مع ايلاء البعدين الاقتصادي والاجتماعي ما يستحقانه من اهمية لتحقيق التكامل المنشود بين البلدان العربية. وبعد ان ذكّر بالظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة العربية شدد الرئيس زين العابدين بن علي على اهمية احكام التشاور والتنسيق بين الدول العربية من اجل الاهتداء الى السبل الكفيلة بمواجهة التحديات الكبرى المطروحة على الاقطار العربية. وبين ان التحديات والرهانات الناجمة عن تقلبات النظام الاقتصادي العالمي تتطلب استحثاث الخطى لاضفاء المزيد من الحركية والنجاعة على منظومة العمل الاقتصادي العربي المشترك بما يعزز التكامل والاندماج ويرفع من القدرة التنافسية للمجموعة العربية في تعاملها مع مختلف التكتلات الاقتصادية الاقليمية. وأكد سيادة الرئيس في هذا السياق ضرورة العمل على متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي انعقدت بدولة الكويت الشقيق في شهر جانفي 2009 لاسيما ما تعلق منها بدعم البنية الاساسية الرابطة بين الدول العربية ببعضها البعض وتأمين التواصل بينها وتفعيل المبادرة المتعلقة بتمويل مشاريع القطاع الخاص الصغرى والمتوسطة والتدرج نحو الانسياب الكامل للمنتوجات والخدمات والاستثمارات في الفضاء العربي علاوة عن تنفيذ خطة التنمية الاجتماعية. ودعا رئيس الجمهورية على صعيد اخر الى تمتين علاقات الدول العربية مع دول الجوار ودعم علاقات التضامن والتعاون بينها على اساس الثقة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير مبرزا اهمية اقامة حوار بناء مع دول الجوار يقوم على الوفاق والتعاون والتضامن وفي شكل منتدى او منتديات تكون رافدا مكملا لاطر الحوار القائمة على غرار الحوار العربي الافريقي والحوار العربي الاوروبي ومنتدى التعاون العربي التركي. وشدد الرئيس زين العابدين بن علي على ان تطوير هذا الحوار وتعميقه من شانه تعزيز قدرة الدول على التعامل مع المتغيرات الاقليمية فضلا عن تأمين الدعم والمساندة للقضاياالجوهرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية معربا في هذا الصدد عن الامل في ان تؤدي المساعي الدولية الجارية الى استئناف المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية حتى يتحقق الانفراج المنشود ويتم التوصل الى سلام دائم وعادل وشامل في المنطقة. وفي ما يلي النص الكامل لهذه الكلمة:
«بسم الله الرحمان الرحيم حضرة الاخ القائد معمر القذافي أصحاب الجلالة والفخامة والسمو معالي الامين العام لجامعة الدول العربية حضرات السادة والسيدات يسعدني ان اتوجه بخالص الشكر وفائق الامتنان الى الاخ القائد معمر القذافي لما حظينا به منذ حلولنا بهذا البلد الشقيق من حفاوة الاستقبال وكرم الوفادة مجددا للاخ القائد احر التهاني بالذكرى الحادية والاربعين لثورة الفاتح العظيم ومتمنيا للشعب الليبي الشقيق اطراد التقدم والازدهار. ويطيب لي ان اعرب عن بالغ التقدير للجهود الدؤوبة التي يبذلها الاخ القائد خلال رئاسته لمجلسنا من اجل خدمة القضايا العربية ودفع العمل العربي المشترك. كما اشيد بالسعي المحمود الذي يقوم به معالي الامين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى للارتقاء بعمل الجامعة وتطوير ادائها.
السيد الرئيس
لقد اتفقنا في قمتنا العادية الماضية بسرت في مارس 2010 على الالتقاء مجددا في دورة استثنائية بالجماهيرية العربية الليبية الشقيقة اعتبارا للظرف الدقيق الذي تمر به منطقتنا العربية. وهو ما يستوجب احكام التشاور والتنسيق فيما بيننا من اجل الاهتداء الى السبل الكفيلة بمواجهة التحديات الكبرى المطروحة على اقطارنا. ويستاثر موضوع تطوير منظومة العمل العربي المشترك بالاهمية التي يستحقها في جدول اعمالنا حتى نرفع من نجاعة هذا العمل ونواكب بكفاءة واقتدار التحولات العميقة والمتسارعة التي يشهدها عالمنا للدفاع عن قضايانا وتطوير اوضاعنا وحماية مصالح شعوبنا. وتندرج هذه المهمة الحيوية في اطار المسار الاصلاحي الذي اجمعنا على انتهاجه منذ قمة تونس سنة 2004 باعتباره السبيل الامثل لتحقيق ما نتوق اليه من تطوير وتحديث في اوطاننا وفي عملنا العربي المشترك وذلك بما من شانه ان يعزز مقومات الرقي الاقتصادي والاجتماعي باقطارنا ويدعم حضور امتنا العربية على الساحتين الاقليمية والدولية. ان تطوير منظومة العمل العربي المشترك مشروع استراتيجي وحيوي بالنسبة الى مستقبل امتنا وحري بنا ان نسعى قدر جهدنا لايجاد ارضية اتفاق تضمن انخراط الجميع في تجسيمه والالتزام به مع ايلاء البعدين الاقتصادي والاجتماعي ما يستحقانه من اهمية لتحقيق التكامل المنشود بين بلداننا. وانطلاقا من تقديرنا للروابط التاريخية والحضارية العريقة التي تجمع دولنا بدول الجوار فاننا ندعو الى تمتين علاقاتنا مع هذه الدول على اساس الثقة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير ودعم علاقات التضامن والتعاون بيننا. ونحن نرحب في هذا السياق باقامة حوار بنْاء مع دول الجوار في شكل منتدى او منتديات تكون رافدا مكملا لاطر الحوار القائمة على غرار الحوار العربي الافريقي والحوار العربي الاوروبي ومنتدى التعاون العربي التركي. وينبغي ان يقوم هذا الحوار في نظرنا على الوفاق والتعاون والتضامن وان يرتكز على القطاع الاقتصادي خاصة لخدمة اغراض التنمية في منطقتنا العربية ومحيطنا المباشر. واننا نعتقد ان تطوير هذا الحوار وتعميقه سيعززان قدرة دولنا على التعامل مع المتغيرات الاقليمية التي تؤثر في مصالحنا وتسهم في توثيق علاقات الصداقة والتعاون مع بلدان الجوار فضلا عن تأمين الدعم والمساندة لقضايانا الجوهرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي ما تزال تشكل جوهر النزاع العربي الاسرائيلي ومبعث انشغال عميق لدولنا وشعوبنا. واذ نؤكد دعمنا الثابت والموصول للشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله المشروع من اجل استرجاع حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حقه في اقامة دولته المستقلة على ارضه فاننا نهيب مجددا بالاطراف الدولية الفاعلة ولاسيما اللجنة الرباعية ان تمارس مزيدا من الضغوط على اسرائيل للحيلولة دون الاستمرار في سياستها الاستيطانية وتهويد القدس والتنكر للشرعية الدولية ومرجعيات العملية السلمية. ونحن نأمل ان تؤدي المساعي الدولية الجارية الى استئناف المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية حتى يتحقق الانفراج المنشود ويتم التوصل الى سلام دائم وعادل وشامل في المنطقة.
السيد الرئيس
ان التحديات والرهانات الناجمة عن تقلبات النظام الاقتصادي العالمي والتي ما تزال اثارها وانعكاساتها السلبية تلقي بظلالها على عديد المناطق في العالم تدعوناالى استحثاث الخطى لاضفاء المزيد من الحركية والنجاعة على منظومة العمل الاقتصادي العربي المشترك بما يعزز مسيرتنا نحو التكامل والاندماج ويرفع من القدرة التنافسية للمجموعة العربية في تعاملها مع مختلف التكتلات الاقتصادية الاقليمية. ويتعين علينا في هذا السياق ان نعمل على متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي انعقدت بدولة الكويت الشقيق في شهر جانفي 2009 لاسيما ما تعلق منها بدعم البنية الاساسية الرابطة بين الدول العربية ببعضها البعض وتأمين التواصل بينها وتفعيل المبادرة المتعلقة بتمويل مشاريع القطاع الخاص الصغرى والمتوسطة والتدرج نحو الانسياب الكامل للمنتوجات والخدمات والاستثمارات في الفضاء العربي علاوة عن تنفيذ خطة التنمية الاجتماعية.
السيد الرئيس
أجدد في الختام شكري وتقديري للاخ القائد معمر القذافي لاستضافته الكريمة لقمتنا ولحرصه الشخصي على توفير افضل الظروف لانجاح اعمالها راجيا ان تكلل اعمال قمتنا بقرارات تسهم في تطوير العمل العربي المشترك وفي تحقيق تطلعات شعوبنا الى مزيد التعاون والتكامل في كنف الامان والاستقرار. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». وكان الرئيس زين العابدين بن علي قد حلّ صباح امس السبت بالجماهيرية العربية الليبية حيث يشارك فى اشغال المؤتمر الاستثنائي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة وفى القمة العربية /الافريقية الثانية. وقد أقيم لرئيس الدولة بمطار سرت الدولي موكب استقبال رسمى حيث كان اللواء مصطفى الخروبي عضو مجلس قيادة الثورة الليبية في مقدمة مستقبلي سيادة الرئيس. وادلى الرئيس زين العابدين بن علي بالتصريح التالي: «يطيب لي وأنا أحل بالجماهيرية العربية الليبية العظمى الشقيقة ان اعرب عن سعادتي بتواجدي على هذه الارض الطيبة للمشاركة في اشغال القمة العربية الاستثنائية والقمة الافريقية العربية تلبية لدعوة كريمة من اخي القائد معمر القذافي قائد الثورة. واذ اتوجه بجزيل الشكر للاخ القائد على حفاوة الاستقبال وحسن الوفادة فانني اود الاشادة بمعالم النهضة الشاملة التي تشهدها الجماهيرية الليبية منوها بالانجازات والمكاسب التي تحققت للشعب الليبي الشقيق في ظل القيادة الحكيمة للاخ القائد. كما أود ان أثمن جهود الاشقاء بليبيا من اجل توفير احسن الظروف لنجاح هاتين القمتين باعتبارهما تشكلان محطة هامة على درب تعزيز العمل العربي المشترك من جهة واعطاء الدفع اللازم للتعاون الافريقي العربي من جهة اخرى. وستكون القمتان مناسبة سانحة للتباحث وتبادل الآراء مجددا مع اشقائنا قادة الدول العربية والافريقية لمزيد تعزيز التضامن والتآزر بين بلداننا من اجل مواجهة التحديات الماثلة امامنا بما يمكن من دعم مقومات الامن والاستقرار والتنمية لفائدة شعوبنا كافة. والله اسأل ان يوفق جهودنا لما فيه خير ومصلحة امتنا العربية وقارتنا الافريقية وان يكلل اشغالنا بالنجاح».