مثّل الترتيب الذي أسنده التقرير الدولي 2007-2008 لمنتدى دافوس حول التنافسية مفاجأة سارة لتونس في ظرف اقتصادي دولي حسّاس تميز باضطراب النمو جراء الارتفاعات المفاجئة والمذهلة لأسعار العديد من المواد الأولية التي أثّرت سلبا على اقتصادات دول عتيدة على غرار العديد من الدول الأوروبية. فقد رتّب منتدى دافوس أو المنتدى الاقتصادي العالمي تونس ضمن مراتب مشرفة جدا من ضمن 131 دولة شملها التقرير فهي الاولى في إفريقيا والعالم العربي لما تؤمنه لمناخ الاستثمار من ظروف طيبة... وهي كذلك الاولى عربيا وافريقيا في مجالي التعليم العالي والتكوين والتجديد وهي صنفت كذلك الثانية افريقيا وعربيا في مجال احكام التصرف في الانفاق العمومي... وبذلك تكسب بلادنا نقطة ضمن هذا التصنيف لترتب 32 عالميا متقدمة على دول أوروبية على غرار ايطاليا واليونان وسلوفاكيا والبرتغال... وصدور هذا التقرير عشية احتفالات بلادنا بالذكرى العشرين للتغيير يعتبر شهادة صادقة لما تحقق لتونس من مكاسب في عهد التحول في ظل قيادة الرئيس زين العابدين بن علي... شهادة تعكس الجهود الهامة المبذولة لبناء أسس اقتصاد متفتح وصلب وقادر على مواجهة التحولات السريعة التواتر التي أضحى يعيشها عالمنا اليوم.. تحوّلات غيرت الكثير من المفاهيم وعدلت من ترتيب الأولويات في أجندات التعاملات الدولية. ولأن التغيير في دلالاته ومفاهيمه العميقة جهد يومي متواصل لتحويل الحال إلى حال أفضل منه دون وضع سقف لطموحاتنا في شتى مجالات الحياة... فإننا دوما توّاقون للأفضل وللأمثل اقتصاديا كما اجتماعيا أو إنسانيا أو سياسيا... فالأرقام والمعطيات والدلالات على غرار ما أورده منتدى دافوس وإن كانت تشريفا لوطننا وشهادة نعتزّ بها فإنها لا تثنينا عن التوق دوما لماهو أسمى وأفضل فكل من لا يتطور في شتى مجالات الحياة يتأخر ولنا في الحاضر كما في التاريخ أمثلة ودلالات عديدة.. وصدق المثل الصيني عندما قال «لا تخش التقدم البطيء ولكن احذر أن تبقى جامدا».