البرلمان ينظر في تقرير لجنة التشريع العام حول مقترحي القانونين عدد 15 و 28 لسنة 2023    وفد صيني رفيع المستوى يبحث فرص تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين تونس وبكين    كمبوديا وتايلاند تتبادلان إطلاق النار في تجدد للاشتباكات الحدودية    مباراة ودية: التعادل يحسم مواجهة النادي الصفاقسي والشبيبة القيروانية    إيكيتيكي ينضم إلى ليفربول قادما من أينتراخت    طقس اليوم: الحرارة تصل إلى 47 درجة مع ظهور الشهيلي    درجات الحرارة القصوى لهذا اليوم..    فقدان طائرة ركاب روسية تقل نحو 50 شخصا    الشرطة الهندية تعثر على "سفارة وهمية" وتعتقل "السفير"    حرارة الصّيف تُضاعفها..حذار من التسّممات الغذائيّة    أزمة فرنسية بسبب إعادة الممتلكات الأفريقية المنهوبة خلال فترة الاستعمار    الأردن.. انطلاق فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون    تاريخ الخيانات السياسية (24) رأس الأمين بن هارون الرشيد    معالم وآثار: مدرسة سيدي محرز: تحفة حفصية جمعت بين العلم والإحسان    أولا وأخيرا: الجنة الضائعة وكذبة القرن    التقليص من كميّة الملح في الخبز    على خلفية ارتفاع درجات الحرارة وتقلبات الطقس: وزارة الفلاحة تحذّر    وزير الدفاع يشرف على تخرج دفعة جديدة لضباط الصف من مدرسة الاختصاصات الجوية ومدرسة ضباط الصف لجيش الطيران    سليانة: الأمطار تُسعف أعوان الإطفاء في جبل دحر والسيطرة على النيران    من نجم عالمي إلى أسير مرض صامت: الوجه الآخر لمعاناة بروس ويليس    مباراة ودية: تعادل النادي الصفاقسي وشبيبة القيروان 1 - 1    تعزيز أسطول النقل العمومي: تونس تقتني حافلات من الصين والسعودية وسويسرا    المنستير: بعد حجبه خمس سنوات استئناف تنظيم مهرجان النسيج بقصر هلال ببرمجة 10 عروض فنية متنوعة    حرب على الفوضى وسط العاصمة: إزالة 12 نقطة انتصاب عشوائي في حملة مشتركة    اتحاد بن قردان: تمديد عقدي باسم زمزم وعطا العكروت    البرلمان يصادق على اتفاقية ضمان للمساهمة في تمويل الستاغ لاستيراد الغاز الطبيعي    عاجل: بمناسبة عيد الجمهورية: الإفراج عن 742 سجينا في إطار السراح الشرطي    صعوبات مالية ترافق الدورة ال43 من المهرجان الصيفي بسيدي بوزيد    هل ستنخفض درجات الحرارة هذه الليلة؟    الكاف: العنف الزوجي يستأثر بأكثر من 78 بالمائة من العنف المسلط على النساء    الدورة الرئيسية للتوجيه الجامعي تنطلق اليوم والاعلان عن نتائجها في هذا الموعد    بيضة واحدة في الأسبوع قد تحميك من هذا المرض الخطير    عاجل/ إندلاع حريق بجبل في برقو    وزير الفلاحة في زيارة ميدانية إلى ولاية صفاقس    قفصة: ارتفاع صابة الفستق إلى 4289 طنا خلال الموسم الفلاحي الحالي    كوكب الأرض يدور بوتيرة أسرع هذا الصيف.. وهذه تأثيراته    عاجل/ الترفيع في أسعار هذه الأدوية..    تونس: موظف بنك يتحصّل على 2300 دينار...ويخسر نصفها في الأداءات!    هذا ما قاله مستشار ترامب عن لقاءه مع رئيس الجمهورية.. #خبر_عاجل    نحو التقليص من كمية الملح في الخبز بنسبة 30%..    حزن في إيطاليا بعد وفاة سيليست بين نجم فيورنتينا السابق    بطولة العالم للرياضات المائية: أحمد الجوادي يستعد للمشاركة في المسابقة    ترامب يتهم أوباما بالخيانة ويدعو إلى محاكمته..    تدهور الحالة الصحية لبروس ويليس: الممثل أصبح عاجزًا عن الكلام والقراءة    شوية راحة: نهاية موجة الحر من عشية الجمعة بسبب ''التيار النفاث''...شنيا حكايته    فظيع/ وفاة ثلاثيني بعد سقوطه من سطح المنزل..وهذه التفاصيل..    شنوّة أغلى بلاد عربيّة في''الاصونص'' ؟    أول تعليق من راغب علامة بعد منعه من الغناء في مصر    بنزرت: القبض على 12 شخصا من دول إفريقيا جنوب الصحراء كانوا يستعدون"للحرقة"    الصوناد تدعو التونسيين إلى التبليغ عن الإشكاليات عبر هذا الرقم الأخضر    في نهار: 590 تدخل للحماية المدنية.. شنوا صاير؟    وفاة أسطورة الروك «أمير الظلام» أوزي أوزبورن    وزارة الفلاحة:جلسة عمل حول التقرير السنوي القطاعي للمياه 2024    كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم للسيدات - تاهل المغرب ونيجيريا الى الدور النهائي    التونسي عزيز دوقاز يواصل تألقه ويتأهل إلى الدور الثاني في دورة سيغوفي الإسبانية    عرض "سينوج-أوديسي" في مهرجان الحمامات الدولي: مزيج متقن بين التراث والتجريب    شمس تختفي لمدة طويلة.. الكسوف الكبير يجي على قريب    بسبب ''قُبلة'' من فتاة: منع راغب علامة من الغناء في مصر    









هل انتحر المهاجران التونسيان في معتقل مودينا الإيطالي أم قُتلا؟
«الأسبوعي» التي انفردت بنشر الخبر محليا تنفرد مجددا بزيارة عائلتي الضحيتين
نشر في الصباح يوم 05 - 11 - 2007

إمام تونسي قال أن جثة أحد القتيلين تحمل آثار عنف في الرأس!
الأسبوعي القسم القضائي: كانت «الأسبوعي» انفردت محليا بنشر خبر وفاة مهاجرين تونسيين في ظروف مسترابة داخل مركز الأعتقال الوقتي بمودينا الإيطالية في ظرف يومين إثر أعمال شغب
قام بها عشرات من المهاجرين السريين الغاضبين الذين أضرموا النار في الأغطية الصوفية والحشايا وأبدوا عصيانا أثناء تدخل الحراس لتهدئتهم وهو ما استدعى تدخل أعوان الحماية المدنية لإخماد النيران والشرطة للسيطرة على الوضع.
وقد أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الأبتدائية بتونس بفتح تحقيق في الغرض لكشف ملابسات الحادثتين المنفصلتين ومتابعة منا للواقعتين قمنا بزيارة عائلتي الضحيتين الأولى بولاية صفاقس والثانية بولاية القصرين.
في بيت المهاجر مهدي بن كريم (صفاقس)
تشكيك في الرواية الإيطالية ومطالبة بالحقيقة
صفاقس الاسبوعي:مهدي بن كريم شاب تونسي في منتصف عقده الثالث اصيل ولاية صفاقس حلم كغيره من الشبان بالجنة الموعودة هناك في اوروبا بعد ان توقفت مسيرته الدراسية مبكرا.. تمكن سنة 1998 من تحقيق هذا الحلم والوصول الى الاراضي الايطالية بطريقة سرية وهو لم يتجاوز بعد ربيعه السادس عشر.. لتنطلق رحلة الغربة والامل في تحقيق طموحات واهداف طالما راودته قبل ان تتحطم دفعة واحدة على صخرة واقع قاس ربما لم يكن مدرجا في حساباته.. لينتهي منذ ايام جثة هامدة في ظروف غامضة بمركز الاعتقال الوقتي للمهاجرين غير الشرعيين بمدينة «مودينا» الايطالية «الاسبوعي» وبحثا عن معطيات اضافية اتصلت بعائلة الضحية:
من المستشفى.. الى المعتقل!
عاد سعيد شقيق الضحية بوجع ذاكرته عدة سنوات الى الوراء قائلا ان مهدي (من مواليد 1982) انقطع مبكرا عن الدراسة والتحق بالعمل الى جانب الوالد في الميدان الفلاحي الذي من الواضح انه لم يلب طموحاته خاصة في ظل نجاح العديد من شبان الجهة في الهجرة الى اوروبا وتركيز بعضهم على المظاهر الخداعة من سيارات فارهة والبسة فاخرة. ومن هذا المنطلق فقد عمل اخي مهدي على الهجرة الى ايطاليا الى ان تمكن من ذلك منذ تسع سنوات صحبة عدد من اصدقائه فشل خلالها في الحصول على اوراق الاقامة الشرعية، وفي هذا الصدد اعلمنا قبل وفاته بمدة وجيزة اثر اتصال هاتفي انه قدم مؤخرا ملفه المتضمن لكل الوثائق المطلوبة الى السلطات الايطالية في محاولة لضمان اقامة شرعية دون مشاكل، لكن القدر والصدفة ارادا له غير ذلك اذ اعتقله الامن الايطالي على اثر اصابته بوعكة صحية استوجبت نقله الى المستشفى وهناك اكتشفوا عدم امتلاكه لاوراق الهوية والاقامة فتم ارساله بعد علاجه الى مركز اعتقال المهاجرين غير الشرعيين بمودينا الذي لم يبق بين جدرانه سوى ايام معدودة قبل ان يصلنا خبر موته».
مهدي لم ينتحر!
وعن ظروف وفاة شقيقه المسترابة يواصل سعيد حديثه قائلا انهم علموا به عن طريق اصدقائه في ايطاليا وعن طريق وزارة الخارجية التونسية بعد يوم من الحادثة، ثم عن طريق جريدة «الاسبوعي» التي اوردت الخبر مؤكدا ان الرواية الايطالية غير مقنعة البتة وان فرضية الانتحار تبقى مستبعدة جدا لعدة اسباب اهمها ان مركز الاعتقال بمودينا سجل حالتي وفاة متتاليتين لمهاجرين تونسيين في مدة زمنية لا تتجاوز اليومين على اثر اعمال شغب انتهت باضرام النار في الحشايا والاغطية داخل المركز وهو ما يدل دلالة واضحة عن عدم رضاء المعتقلين عن اوضاعهم ورغبتهم في التغيير التي تحيل بالضرورة على الامل والتشبث بالحياة وهو ما يناقض فرضية اليأس والانتحار هذا اولا اما ثانيا فشهادة امام احد المساجد هناك الذي اكد لاصدقاء الهالك انه لاحظ اثناء غسل الجثة اثار عنف في مؤخرة الرأس دون تسجيل اية علامات اخرى تدل على الاختناق سواء على مستوى الرقبة او الوجه واضاف: «هذا دون ان نهمل الحديث عن كاميراهات المراقبة المنتشرة في زوايا المركز والتي بامكانها رصد مختلف حركات وسكنات المعتقلين، ثم كيف يقدم على الانتحار من قدم ملفه كاملا الى السلطات الايطالية للحصول على اوراق الاقامة الشرعية؟.. وفي غياب الاجوبة المقنعة لم يتبق امامنا سوى المطالبة بتحقيق منصف عله يخفف عنا الامنا وعذاباتهم في انتظار تقرير الطبيب الشرعي الذي سيصدر حسب السلطات الايطالية في غضون ثلاثة اشهر من تاريخ الوفاة.
انور غ
في بيت المهاجر منعم العجولي (القصرين)
رفض لحكاية الانتحار والأمل في الطب الشرعي التونسي
القصرين الأسبوعي:منعم العجولي هو أيضا شاب تونسي في منتصف العقد الثالث من عمره، أصيل ولاية القصرين، أنقطع عن الدراسة منذ عدة سنوات ونظرا لمستواه التعليمي المتواضع فإن الحظ لم يسعفه للعثور على موطن شغل قار لذلك بات يحلم بالحلّ «الأسهل» وهو «الحرقان» الى إيطاليا التي صورها له بعض معارفه على أنها «جنّة وفيها بريكاجي». ولأنه لم يجد من يوضح له صورة مستقبله في بلاد الطليان جيّدا فقد تدبر أمره قبل نحو ثلاثة أعوام و«حرق» الى ايطاليا غير أنه عاد منذ أيام الى مسقط رأسه جثة في صندوق بعد وفاته في ظروف مسترابة بمركز للأعتقال الوقتي بمودينا الإيطالية.
«الأسبوعي» أتصلت بعائلة الضحية بحثا عن معطيات جديدة
الحلم
تقول عائلة منعم أن أبنها من مواليد 12 مارس 1984، فشل في دراسته فأنقطع عنها وراح يبحث عن مورد رزق قارولكنه لم يفلح لتواضع مستواه التعليمي فظل يعمل بين الحين والآخر في الحضائر الى أن «عشّشت» فكرة الهجرة الى اوروبا في رأسه وراح يحلم باليوم الذي سيصل فيه الى إيطاليا حيث حسبما صورها له بعض الأصدقاء عالم المال والسيارات الفارهة حتى قرر المشاركة في عملية إبحار خلسة متناسيا مآسي «الحرقان» والمصاعب التي سيواجهها في بلد تقاليده غير تقاليدنا.
أجواء جديدة
أنطلقت الرحلة غير الشرعية من أحد الشواطىء ونجح في الوصول الى الأراضي الإيطالية رفقة بعض التونسيين حيث فوجىء بأجواء أخرى وعادات لم يعشها ولم يترب عليها ورغم ذلك فقد حاول التأقلم مع وضعيته الجديدة للحصول على ما جاء من أجله (المال). وبدأ يشتغل دون أية ضمانات بأعتباره غير حامل لأية وثيقة تخوّل له الإقامة بالتراب الإيطالي في الأثناء كان يهاتف عائلته للسؤال عن أحوالها وأحوال الأقارب والأصدقاء ويعدها بتحقيق أحلامه وأحلامها في العودة الى البلدة بسيّارة فارهة ويشيّد المنزل ويبعث المشروع التجاري ولكن كل هذه الأحلام تبخرت فجأة.
إيقاف وهروب
تقول عائلة منعم أن أبنها وبسبب إقامته غير الشرعية وقع في قبضة أعوان الأمن بإيطاليا وأودع معتقلا للمهاجرين غير الشرعيين لقضاء عقوبة مدتها شهران غير أنه تمكن من الفرار بعد مضي شهر من زمن أعتقاله وبعد نصف شهر فقط وبينما كان يتجول رفقة صديق له بمدينة كومو ألقي القبض علىه مجددا وأودع هذه المرة معتقل «مودينا».
أحداث شغب ووفاة مسترابة
وأضاف أحد أشقاء منعم انه مات في ظروف مسترابة في غرفته إثر أحداث شغب شهدها المعتقل حيث أضرم عشرات المهاجرين الغاضبين النار في الأغطية والحشايا وتصادموا مع أعوان الحراسة قبل أن يتدخّل رجال الأمن والحماية المدنية للسيطرة على الوضع.
وذكر ان العائلة علمت بالخبر يوم 20 أكتوبر الفارط عن طريق أعوان الأمن قبل أن يطالعوه في صحيفة «الأسبوعي» بعد يومين وأضاف أن أبنهم ليست له أية مشاكل تدفعه الى الأنتحار لذلك فهم يطالبون بمعرفة حقيقة وفاته الغامضة التي سيكشفها تقرير الطبيب الشرعي التونسي ويرفضون الرواية الإيطالية التي تشير الى انتحاره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.