تتجه الأنظار موفّى الشهر الجاري إلى مدينة أنابوليس الأمريكية التي ستحتضن المؤتمر الدولي حول الشرق الأوسط والذي كان قد دعا إلى تنظيمه الرئيس بوش منذ أشهر. وبناء على المحادثات التمهيدية الجارية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لصياغة وثيقة مشتركة حول مختلف قضايا الوضع النهائي فإن عامل الإخفاق قد لازم هذه اللقاءات المتواصلة منذ شهرين حيث أكد أحمد قريع رئيس الوفد الفلسطيني أن المفاوضات التمهيدية لم تحقق أي تقدّم يذكر فيما أكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي سولانا منذ يومين في رام اللّه أن «هناك بعض الإنجاز المحدود لكن هناك أيضا عقبات ومصاعب يجب أن نذللها». لقد دعت وزيرة الخارجية الأمريكية خلال آخر زياراتها للمنطقة منذ أسبوع إلى ضرورة تطبيق المراحل الأولى من خطة خارطة الطريق التي كانت قد صاغتها الإدارة الأمريكية سنة 2002 والتي تنص على إقامة دولة فلسطينية. يؤكد الجانب الفلسطيني في هذا السياق أنه طبّق المرحلة الأولى من الخارطة والتي تدعوه إلى تعيين رئيس وزراء وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية لذلك فهو يطالب إسرائيل بتطبيق التزاماتها المنصوص عليها في الخطة والتي من ضمنها وقف الإستيطان وفتح المؤسسات الفلسطينية المغلقة في القدس. ولئن يعتبر الجانب الفلسطيني المؤتمر الدولي المرتقب موفى هذا الشهر ذا أهمية بالنسبة لقضيته فإن الطرف الإسرائيلي ما فتئ يقلل من شأن هذا اللقاء ويعتبره مجرّد اجتماع بين أطراف عربية وإسرائيلية بإشراف أمريكي للإستماع إلى نقاشات قد لا تدوم أكثر من يوم واحد. وفي هذا السياق يأتي الموقف السوري كطرف عربي معني بشكل رئيسي بمسألة السلام في المنطقة ليؤكد بناء على مصادر إعلامية أن مؤتمر أنابوليس «أخفق قبل أن ينعقد» إذ أشارت عدّة صحف سورية إلى أن حكومة أولمرت استعدّت للإجتماع على طريقتها التصعيدية سواء على أرض الواقع أو بالتصريحات المتتالية التي تؤكّد أنّها غير معنية باستحقاقات السلام..، مضيفة أنّ القائمين على المؤتمر «لا يعوّلون عليه.. ويعتبرونه مجرّد لقاء دولي...». وفي سياق متصل أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عن امكانية عقد اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب خلال الأيام العشرة الأخيرة من هذا الشهر لتحديد موقف عربي موحّد قبل عقد مؤتمر أنابوليس. وبناء على الحقائق الميدانية يبدو أنّ الهوّة بصدد الإتساع بين طرف فلسطيني يعوّل كثيرا على مؤتمر يفترض أن يتطرّق اعتمادا على وثيقة مشتركة للقضايا الرئيسية للنزاع مثل الحدود والدولة الفلسطينية ومصير اللاجئين والمستوطنات والقدس... وطرف إسرائيلي يرى في مثل هذه اللقاءات شكلا من أشكال الدعاية تتبادل خلالها المصافحات لتسويقها للرأي العام العالمي... وطرف أمريكي يبحث عن «انجاز سياسي» يغطي به الرئيس بوش اخفاقاته المتواصلة قبل نهاية مدته الرئاسية.