وجهت الكلمات التي القيت امس في اليوم الاول للمؤتمر الدولي حول الارهاب الذي تستضيفه تونس رسائل عديدة الى صناع القرار السياسي والاعلامي والثقافي حول ضرورة محاصرة التوترات التي تتسبب في تصاعد مظاهر التطرف والارهاب في العالم . ومثلما جاء في كلمة الرئيس زين العابدين بن علي فان «المتامل فيما يقع شرقا وغربا من حوادث تصدم الضمير الانساني بعنفها وبشاعتها سرعان ما يدرك خطورة ما وصل اليه تنامي الكراهية والعداوة بين البشر». وقد أوضح خطاب رئيس الدولة أن «مشاعر الخوف والحذر التي اعقبت احداث 11 سبتمبر 2001 قد دفعت بالعلاقات القائمة بين المجتمعات العربية والاسلامية والمجتمعات الاوروبية والامريكية الى وضع يسوده الشك وسوء الفهم.» وبعيدا عن تبرير الواقع هنا وهناك حذرت عديد الكلمات وبينها خطاب الرئيس بن علي وكلمة الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمال الدين احسان اوغلي والمديرالعام للايسسكو عبد العزيز التويجري من مخاطر استغلال «المتطرفين من الجانبين» للنقائص والسلبيات المتراكمة اقتصاديا وسياسا واجتماعيا «لاثارة الاحقاد وتاجيج الفتن»... «فقامت الاصولية الغربية بتكريس كره الاجانب والتنظير لصراع الثقافات وصدام الحضارات. واوغلت الاصولية الاسلامية في الرجعية والتطرف لتتصرف باسم الاسلام وهو منها براء ولتفرض اتجاهاتها الفكرية والعقائدية بالعنف والارهاب.» إلا أن أهم ما في هذا المؤتمر الدولي أنه تناول ظاهرة الارهاب من حيثاسبابها العميقة ومنها الاحساس بالظلم والضيم والحرمان والتهميش واغتصاب الحقوق.. ان الارهاب سلوك عدواني مناف لكل المعايير الاخلاقية والدينية والاجتماعية والحضارية. ومن الطبيعي ان يجتمع اكثرمن مائة مثقف وعالم من الاديان السماوية الثلاثة من أجل تعميق الحوار وانهاء حالة سوء التفاهم بين الشعوب والثقافات والحضارات ..لان منهج الحوارخير اداة لنشر قيم التسامح والحوار في صفوف الشباب في محتلف البلدان بما في ذلك في الدول الاوربية والولايات المتحدة حيث انتشرت اصوليات دينية متطرفة لا تقل خطورة عن تطرف الجماعات المورطة في العنف والارهاب في العالم الاسلامي . في نفس الوقت لا بد من القضاء على الاسباب السياسية للتطرف والارهاب ومنها مثلما جاء في كلمتي الرئيس بن علي والامين العام للامم المتحدة بان كيمون تسوية النزاعات والحروب ومنها الصراع العربي الاسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من دولة مستقلة بحدود آمنة ...فضلا عن دعم خيار الاصلاح السياسي والشفافية وتحسين اوضاع الحريات وحقوق الانسان والتفاعل مع مشاغل الشعوب.