مهرجان الاسكندرية الدولي للسينما: السينما التونسية في المسابقة الرسمية بشريط «عرس الذيب» لجيلاني السعدي تونس - الصّباح: الدّورة (23) الجديدة لمهرجان الاسكندرية الدولي للسينما تنطلق يوم 7 سبتمبر الجاري لتتواصل إلى غاية يوم 11 منه، مجموعة أفلام عربية وغربية وآسيوية ستكون حاضرة ضمن المسابقة الرسمية للتنافس على الفوز بالجوائز الأولى. السينما التونسية تدخل المسابقة الرسمية للدورة 23 لهذا المهرجان السينمائي الدولي بشريط «عرس الذيب» لجيلاني السعدي فما هي حظوظ هذا الشريط في ضمان التتويج للسينما التونسية؟ جريئة... أم فضائحية؟ قبل محاولة الاجابة عن هذا السؤال لا بدّ من الإشارة إلى أن شريط «عرس الذيب» وهو الشريط الطويل الثاني في رصيد المخرج التونسي جيلاني السعدي بعد شريطه الأول «خُرمة» قد سبق له أن شارك في الدورة الأخيرة لأيام قرطاج السينمائية وقد منحته لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة آنذاك جائزة النقاد منوّهة بما أسمته «جُرأة» الشريط في ملامسة قضايا وظواهر اجتماعية مسكوتا عنها (التهميش الاجتماعي لبعض الفئات ومظاهر العنف والاغتصاب والكبت...). على أن فريقا آخر من النقاد ذهب - في المقابل - إلى اعتبار شريط «عُرس الذّيب» شريطا عنيفا وفضائحيا تجاوز فيه مخرجه الحدود الفنية ليسقط في خطاب الإثارة والمباشراتية الفجّة (صورة وكلمة).. والواقع، أن من شاهد «عُرس الذّيب» لجيلاني السعدي لا بدّ أن تكون «صدمته» - أو على الأقل - أثارته مشاهد العنف والجنس الصاخبة التي حفل بها الشريط الذي يروي صورا من حالات التهميش والكبت التي تعيشها يوميا مجموعة من الشبان الصعاليك في الشوارع والأزقة الخلفية للمدينة العتيقة خاصة في الساعات الأخيرة من الليل... ولعل مشهد الاغتصاب الجماعي الذي ترتكبه مجموعة من الشبان وكانت ضحيته احدى المومسات سيبقى - لفظاعته - منقوشا في ذاكرة كل من شاهد هذا الشريط. منافسة قوية ومهما يكن من أمر، وسواء اعتبر شريط «عُرس الذّيب» شريطا «شجاعا» و«جريئا» أو اعتبر «وقحا» و«فضائحيا» فإنه - وهو يدخل المسابقة الرسمية للدورة 23 لمهرجان الاسكندرية الدولي للسينما - سيواجه منافسة قوية - لا فقط - من قبل الأفلام الغربية والآسيوية المشاركة بل وحتى من الأفلام المغاربية... ذلك أن السينما الجزائرية - مثلا - نجدها تدخل المسابقة الرسمية بشريط «ظلال الليل» للمخرج ناصر بختي وهو شريط حاصل على جائزة الصقر الذهبي في مهرجان الفيلم العربي السابع الذي انتظم مؤخرا بمدينة روتردام الهولندية. بدورها السينما المغربية ستكون منافسا جديا للسينما التونسية في هذه الدورة الجديدة من مهرجان الاسكندرية الدولي للسينما وذلك من خلال شريط «يا له من عالم رائع» للمخرج فوزي بن سعيد... هذا فضلا عن الحضور الذي ينتظر أن يكون «قويا» للسينما المصرية في هذه الدورة (23) لمهرجان الاسكندرية الدولي للسينما وكذلك الشأن بالنسبة للسينما اللبنانية التي تدخل المسابقة الرسمية بشريط «فلافل» للمخرج ميشال كمّون. ويبقى الأمل - مع ذلك - معقودا على شريط «عُرس الذّيب»لجيلاني السعدي في أن يسجل «حضورا» لافتا في هذه الدورة الجديدة من مهرجان الاسكندرية الدولي للسينما خاصة أنه شريط يبشر - كما يذهب إلى ذلك بعض النقاد - بخطاب سينمائي شجاع وواقعي و«مختلف» في السينما التونسيةالجديدة.