في اطار انشطة المنتدى الثقافي بصفاقس نظم نادي السينما «الطاهر شريعة» بفضاء المسرح البلدي لقاء فكريا مع المخرج الجيلاني السعدي حول شريطه «عرس الذيب» الذي بدا محملا بدلالات رمزية منفتحة على كل التأويلات من خلال طرحه لقضايا العنف الجسدي والفراغ الثقافي والاخلاقي التي بدأت دائرتها تتسع ليس لدى فئة المراهقين فقط وانما حتى لدى بعض الكهول، الا انه وكعادة اغلب الافلام التونسية لم يخل من الاسقاطات الجنسية الموظفة لاغراض تجارية مفضوحة، فعلى سبيل المثال لا الحصر اخفى المخرج الجيلاني السعدي جسد البطلة «سلوى» في مشهد الاغتصاب الجماعي الذي تعرضت له من قبل ابناء حارتها في حين تعمد كشفه دون موجب وبشكل ممطط في مشهد الاستحمام، وعندما سألناه عن الدلالات او الرؤى التي تقف وراء هذا الاختيار.. تصوروا بماذا اجاب «ما اعلمه ان امهاتنا واخواتنا عندما يستحممن فانهن ينزعن ثيابهن؟!!» بل اكثر من ذلك فقد قدم نصائح ثمينة للعائلة التونسية ودعا كل فرد ان يشاهد الفيلم بمفرده حتى لا يصاب بالحرج ولكن هل سيرفض المخرج الجيلاني السعدي ان يعرض شريطه على شاشة التلفزة التونسية؟ ام انه في هذه الحالة سيفرض ان يكون لكل فرد جهاز تلفزيون خاص به؟!! وبعيدا عن المنطق الاخلاقوي في الحكم على مستوى الاشرطة السينمائية التونسية فان اجماع جل المخرجين على العزف على وتر مشاهد العرى والجنس و«تدوير الحزام» في الكباريهات والخمارات يطرح اكثر من نقطة استفهام غير بريئة يرجعها البعض الى الاكراهات التي يمارسها الممولون الاجانب المرتبطة كما يرون بطبيعة المجتمعات العربية التي تعاني من عقد كبت جنسي مزمن! رجاء.. تخلصوا من هذه الكليشيات التي سجنتم فيها انفسكم وحلقوا عاليا بافكاركم فالمجتمعات التونسية والعربية في حاجة الى ان تتناولوا قضاياها المصيرية والجوهرية باكثر عمق.