تونس الصباح: تعتبر متابعة تطور أسعار النفط في السوق العالمية الشغل الشاغل هذه الأيام للمواطن وتكاد تسمع الحديث عن أسعار المحروقات في كل مكان ،والحقيقة أن هذا الموضوع أصبح حديث الناس منذ فترة طويلة وتحديدا مع بداية النسق التصاعدي الجنوني لأسعار الذهب الأسود وتجاوزها لكل التوقعات واقترابها السريع من عتبة المائة دولار للبرميل. وحديث الناس بمختلف شرائحهم عن ارتفاع أسعار المحروقات مرده الأساسي الحيرة التي تنتاب الكثيرين وخاصة أصحاب السيارات حين يجدون أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر كما يقول المثل: الخيار الأول مواصلة استعمال السيارة الخاصة في التنقل وقضاء الشؤون مقابل دفع فاتورة استهلاك الوقود المكلفة بسبب ارتفاع الأسعار التي يثقلها أكثر الاستهلاك المضاعف بسبب اكتظاظ حركة المرور وقضاء ساعات في طوابير السيارات لا سيما في أوقات الذروة. والخيار الثاني الاقبال على وسائل النقل العمومي وتوفير مصاريف الوقود مقابل دفع فاتورة اشكاليات النقل العمومي من ازدحام وتأخير في مواعيد السفرات وغياب تواتر السفرات بشكل منتظم وتقادم بعض التجهيزات وغيرها من النقائص المسجلة في المترو والحافلات والقطارات#0236 الأكيد أن استعمال النقل العمومي يعد من بين الحلول المطروحة لمواجهة الانعكاسات السلبية لارتفاع أسعار المحروقات وهو الخيار الأنسب للمجموعة الوطنية للتحكم في الاستهلاك ومواصلة نسق التنمية غير أن الأكيد كذلك أن خدمات النقل العمومي كبديل عن النقل الخاص بحاجة من هذا المنطلق أكثر من اي وقت مضى إلى تأهيل وتطوير لتجاوز النقائص الموجودة وبحاجة أيضا إلى الاسراع في تنفيذ بعض المشاريع المبرمجة ضمن مخطط التنمية. مشاريع ذات أولوية من المواضيع ذات الأولوية والتي لا تحتمل التأجيل وسيكون لها انعكاس إيجابي على خدمات النقل العمومي وعلى مستوى الاقبال على خدمات هذا القطاع ،يشير البعض إلى ضرورة العمل على إيجاد مسالك خاصة للحافلات وهو مطلب لا يعتبر جديدا فقد تمت المطالبة به في أكثر من مناسبة يفتح فيها موضوع اشكاليات النقل العمومي،والمطالبة بممرات خاصة للحافلات مرده أن تاخر سفرات الحافلة سببه اكتظاظ حركة المرور في العاصمة وفي المدن الكبرى. من المطالب الملحة الأخرى لتطوير خدمات النقل العمومي ،العمل على تفعيل المشاريع الخاصة بشبكة النقل الحديدي واحداث شبكة من الخطوط الحديدية السريعة ذات طاقة نقل عالية من 20 إلى 40 ألف مسافر في الساعة وفي كل اتجاه تتماشى وكثافة الحركة بين العاصمة والمدن المجاورة لها وبسرعة تجارية عالية تصل إلى 35 كلم في الساعة تماشيا مع ما جاء في الاقتراحات ضمن الدراسة الاستراتيجية التي تم إنجازها مؤخرا لتطوير قطاع النقل الجماعي سيما بعد أن تراجعت حصة هذا الأخير إلى صالح النقل الخاص. تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الدراسة الاستراتيجية في مجال تطوير النقل الجماعي تطرقت إلى إحداث المزيد من خطوط الحافلات في مسارات محمية وتهيئة أقطاب مركزية للترابط ومآوي سيارات إلى جانب وضع برنامج لاحداث شبكة من الخطوط الحديدية السريعة تتوزع كالتالي: - خط تونس- المحمدية عبر أحياء المروج وبئر القصعة ونعسان والمغيرة وفوشانة بطول 19.4كلم وسيستفيد من هذا الخط حوالي 280 ألف ساكن. - خط تونس- المنيهلة عبر باردو ومنوبة ودوار هيشر - التضامن بطول 19.2 كم وسيستفيد منه حوالي 330 ألف ساكن. - خط تونس السيجومي عبر الملاسين والزهور والزهروني وسيدي حسين بطول 13.9 كم وسيستفيد من الخط حوالي 280 الف ساكن. - خط تونس - شمال أريانة عبر الشرقية وبرج الوزير ويضاف إلى هذه الشبكة خط حمام الأنف وبرج السدرية الموجود حاليا والذي ستتم كهربته وتأهيله قريبا.