ام العرائس مدينة منجمية تحركت في اهاليها السواكن بعد صمت طويل واحساس بالقهر وانسداد ابواب التشغيل امامهم فبعد تراكمات وانعدام مقومات العيش الكريم تحرك سكانها واحتجوا على ما تعرضوا اليه من استفزاز ومس من كرامتهم خاصة بعد اقصائهم وتهميشهم فكانت الاعتصامات والاحتجاجات في سنة 2008 وتجددت خلال ثورة 14 جانفي ولتسليط الضوء على المنطقة والتعرف على اهم المشاغل بها " الصباح" تحدثت الى عدد من ابنائها. حافظ عيساوي ذكر لنا ان ام العرائس تنتمي الى الحوض المنجمي وبها 35 الف ساكن وتعيش اوضاعا مأساوية بالرغم من توفر عدد كبير من مناجم الفسفاط بها وثراء مخزونها الطبيعي والاثري والثقافي. محدثنا تذمر من تجاهل السلط لحقوقهم على امتداد قرن من الزمن ففي نهاية القرن التاسع عشر تم اكتشاف الفسفاط بها وتم انشاء المدينة وعمل بها في البداية عدد من المغاربة والاوروبيين اضافة الى ابناء المنطقة ووصل عدد العمال الى ما يقارب ال 15 الف عامل وتقلص العدد ليصبح الان الثلث فقط نتيجة تقشف شركة فسفاط القفصة وعدم ادخالها لعمال جدد وانعكس ذلك سلبا لتتفشى البطالة بالمنطقة وتبلغ نسبة مرتفعة مضيفا ان ابناء الحوض المنجمي حضروا في اعتصام مفتوح امام مقر الشركة بالعاصمة قصد المطالبة بتشغيل واحد من كل عائلة. بلقاسم يعقوبي 43 سنة واب لثلاثة ابناء عاطل عن العمل ذكر ان الشركة هي المتسببة في البطالة وعديد الامراض بالمنطقة وتستنزف ثروات المنطقة دون مراعاة للظروف الاجتماعية للمتساكنين مطالبا بضرورة تخصيصها لنسبة من الارباح لتوفير مشاريع جانبية تستقطب العاطلين وحاملي الشهائد ثم تساءل عن الغموض الذي يحوم حول صندوق تنمية الحوض المنجمي الذي بعث ولم تظهر من خلاله اية تنمية بالجهة اضافة الى غياب مشاريع تنموية. واضاف طارق الذيب (34 سنة) وهو جامعي مؤكدا على مراعاة المعطلين عن العمل وحاملي الشهائد والذين طالت بطالتهم وان تعمل شركة فسفاط قفصة على تشغيل فرد من كل عائلة وناشد السلط المسؤولة بتركيز ادارات تفتقر اليها المنطقة لاستقطاب البطالة اولا وتقريب الخدمة من المتساكنين ثانيا ولاحظ انه نتيجة التوسع العمراني فان احياء جديدة مهيأة تفتقر للماء والكهرباء خاصة بمدخل المدينة وطالب بربط الاحياء بشبكة التطهير ثم طالب بتشغيل المناجم غير المستغلة والتفكير في بعث مؤسسات تستغل المواد الاولية التي تزخر بها المنطقة على غرار التربة الحمراء واستغلالها في صناعة الاجر وكذلك المواد الخاصة بانجاز مربعات الارضية والجدران. وتذمر ابرهيم الاشهب صاحب شهادة عليا من مخلفات المغسلة اين تجمع كميات الفسفاط لغسلها مشيرا الى استغلال كميات كبيرة من المياه الجوفية علاوة على وجودها وسط المنطقة مما يقلق السكان عند اشتغالها حيث تتناثر الاتربة وتتراكم فوق الاسطح وتكون سببا في بعض الاضرار اللاحقة بها نتيجة الندى واقترح التفكير في تهيئتها لتكون مطابقة للمواصفات البيئية ثم تمسك بمطالبة شركة فسفاط قفصة بتعويضات عن الاضرار اللاحقة بالمنازل والامراض للمواطنين. واقترح كمال عيساوي ايجاد حافلات للتلاميذ الذين يتنقلون يوميا لمسافات تزيد عن 10 كيلومترات وتغييرالمسلك الحالي للطريق الرابط بين المغسلة والمنجم السطحي والذي يعتمده سواق الشاحنات لقصر المسافة وذلك لكثرة الضجيج وتناثر الاتربة وتضرر حالة الطريق واقترح تشغيل المستشفى القديم واستغلاله لخدمات الاستعجالي في الليل وذلك لبعد المستشفى الجديد.