حكاية المرتزقة الذين ثبت أن العقيد القذافي استعملهم لقمع ثورة الحرية الليبية ليست حكاية «يتيمة»، بل تخفي وراءها حكاية «رد جميل « من زعماء وحركات تمرد افريقية ساعدهم القذافي في بسط سيطرتهم على بلدانهم في القارة السمراء.. ويبدو أن جزء من المحاكمات التي يجب على الاممالمتحدة أو الليبيين القيام بها من الضروري أن تطال هؤلاء المتآمرين في أكبر المجازر التي شهدتها ليبيا والمنطقة ضد شعب أغلبه أعزل. الاعترافات التي حصل عليها أهالي المدن المحررة الليبية ليست تغريدا خارج السرب ولا هي مجرد محاولة لتشويه صورة القذافي، بل جزء من قائمة كاملة من الحقائق الثابتة حول تورط العديد من الزعماء الأفارقة في حمامات الدم التي صنعها العقيد. فعندها أطلق هذا «الرجل» مشاريعه الغريبة في القارة الأفريقية ثبّت أقدامه من خلال دعم حركات التمرد وتغذية الأزمات الحدودية وغيرها؛ عبر استثمارات ضخمة كان يمكن أن تصرف لصالح الشعب الليبي..لكن القذافي اصطاد بها ولاء أناس ينتفع منهم هذه الأيام. هذا التعاون اليوم بين هاذين الطرفين كانت ضحيته دماء ليبية بريئة وقد شهد شاهد من أهل هذا «التكتل» حيث ذكرت صحيفة كينية أن قائد القوات الجوية الكينية ومسؤول بارز آخر، أقروا بوجود مرتزقة كينيين من بين الأجانب الذين استقطبهم معمر في حربه على ليبيا. وحسب محللين فإن وجود هؤلاء المرتزقة هو من الأسباب الرئيسية التي دفعت ببعض قوات الجيش إلى الانشقاق والانضمام إلى المحتجّين. التواطؤ الأفريقي مع مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية في ليبيا «ارتقى» إلى مستوى المنظمة الأفريقية التي أمسكت عن التعليق حول ما يدور من أحداث في ليبيا، الاتحاد الأفريقي مطالب بالتبرؤ من القذافي قولا من خلال إدانة واضحة لجرائمه وفعلا عبر منع المرتزقة من الولوج إلى التراب الليبي.