تعرضت منطقة جرادو الواقعة على بعد حوالي 20 كيلومترا جنوب ولاية زغوان في السنوات الأخيرة إلى عمليات استنزاف لثرواتها من قبل مقربين من العائلة الحاكمة باعتبارها منطقة فلاحية وسياحية غنية بالثروات الطبيعية فضلا عن التعسف على الحياة الهادئة لمتساكنيها بعد أن انتصبت بالجهة عديد الهياكل والمؤسسات التي تشكل خطرا محدقا بصحة وحياة الإنسان كمركز معالجة النفايات الصناعية والخاصة، الذي دخل طور العمل منذ حوالي سنتين إضافة إلى ثلاثة مقاطع للحجارة تنتصب منذ سنوات على مقربة من المنطقة السكنية التي يقطنها أكثر من أربعة آلاف ساكن. مما تسبب في حالة من الاستياء العميق للمتساكنين بالجهة الذين يناشدون ضرورة تدخل الهياكل والسلط المختصة من أجل وضع حد للمظالم التي تعرضوا لها وبالتالي الحد من الأضرار الجسيمة المادية والصحية والبيئية الناجمة عنها. علما أن هذه المؤسسات والمشاريع الاستثمارية لا تشغل أبناء الجهة وإنما تعتمد يد عاملة من خارجها رغم توفر الكفاءات في مختلف الاختصاصات. واحتجاجا على الوضع الخطير الذي ترزح تحته الجهة ومتساكنوها، دخل المواطنون بجرادو من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية في اعتصام مفتوح أمام مقر مركز النفايات الصناعية والخاصة، الذي ينتصب وسط المدينة، وذلك منذ يوم الاثنين الماضي رافعين شعارات منددة بالمظالم والاستنزافات التي لحقت المنطقة بتفريط الدولة في أكثر من ألفين و500 هكتار من الأراضي الفلاحية في شكل شركات إحياء لفائدة مقربين من النظام البائد رغم مطالبة شبان الجهة خاصة من حاملي شهائد التعليم العالي للاستثمار في المجال الفلاحي نظرا لما تزخر به الجهة من مناضلين وكفاءات مقابل ارتفاع عدد العاطلين عن العمل من مختلف الشراح العمرية إلا أنهم لم يجدوا الآذان الصاغية من الأطراف المسؤولة بالجهة. وتركزت مطالب المعتصمين أساسا على ضرورة وضع حد لمخاطر مقاطع الجحارة نظرا لتسببها في حدوث كوارث بيئية ومخاطر صحية تتمثل في سحب كثيفة من الغبار تغطي المنطقة حيث يعاني جراء ذلك المواطنون من مرض بالجهاز التنفسي إضافة إلى أصوات عمليات تفجير مقاطع الحجارة باستعمال "المفرقعات" التي تقض المضاجع ليلا ونهارا، فتحول سكون المدينة إلى ما يشبه "الغوغاء" والجمال إلى فوضى حيث تتناثر الحجارة في الطرقات مما تسبب في عديد الحوادث المرورية القاتلة. وأجمع المعتصمون على مطالبتهم بتدخل عاجل للسلط المسؤولة بالبلاد لإتخاذ الاجراءات الضرورية الكفيلة بإعادة الحياة إليهم بدءا بتغيير مقر مركز النفايات الصناعية والخاصة الذي تسبب في إلحاق أضرارا بالمائدة المائية بالجهة فضلا عن المخاطر الأخرى الناجمة عن تسرب بعض المواد السامة وتبخر المواد الكيميائية أثناء معالجة النفايات واسترجاع الأراضي الفلاحية وتوزيعها على شبان ومناضلي الجهة ووضع حد لمقاطع الحجارة خاصة أن هذه المشاريع قد أثرت سلبيا على حياة المواطنين وساهمت في تردي الإنتاج الفلاحي. من جهة أخرى أكد السيد بشير الزيّر( رئيس المجلس القروي بجرادو) أنه سبق أن تم التطرق إلى خطورة الوضع في هذه المدينة -التي تعيش أشبه ما يكون بالموت المعنوي- في المجالس الجهوية وأن الحل للخروج من هذا الوضع المأساوي يتمثل في إجلاء "البؤر" الخطيرة التي تنتصب بها وفتح أبواب الاستثمار في ثرواتها الفلاحية والطبيعية والسياحية أمام أبنائها لأن الأهالي مصممون على مواصلة الاعتصام إذا لم تجد مطالبهم الآذان الصاغية من قبل وزارة البيئة وبقية السلط الوطنية والجهوية