أسفرت الأحداث التي شهدتها مدينة قصر هلال يوم الثلاثاء 1 مارس عن حوالي 184 جريحا منهم 4 حالات خطرة ومن بينهم الشاعر محمد أمين بن علي الذي أصيب بطعنة سكين أحالته علي الإنعاش وأدمت قلوب أصدقائه ومن ناضلوا معه جنبا إلى جنب سواء في اتحاد الطلبة أو أيام ثورة 14 جانفي 2011. محمد أمين، شاعر وسجين سياسي سابق في الحركة الطلابية يتم استهدافه منذ سنوات وذلك بسبب نضاله المتواصل ضد نظام بن علي ورموزه لأنه كان ناطقا بلسان الشعب وممن ناضلوا من اجل أن تكون للكلمة سطوتها ونفاذها ومن اجل أن تعود للشعر في تونس قيمته وللشعراء حقهم في الكرامة والحياة. ومهما كانت الأيادي المتسببة في هذا الاعتداء أو الداعية له نقول أن الضربة موجعة وأنها آلمتنا وحزت في أنفسنا. فتأثير هذا الاعتداء يتجاوز شخص محمد أمين ليشمل كل التونسيين ويسيئ إلى الشعراء خاصة وتونس اليوم كلها شعراء كل على طريقته (ولو أن الطعنة اصابتة وحده ولو انه وحده الذي يتعذب الآن جسديا ويصارع الموت). خاصة ان الغاية من هذا الاعتداء كانت في الأساس إشاعة البلبلة والفتنة وتكريس الجهويات والانقسامات لكننا لن نقع في الفخ وسنلملم جراحنا ونتحد مع بعضنا البعض للنهوض ببلدنا لنمنع عنه الأخطار المحدقة. سنلتف حول تونسنا ونتجاوز أخطاء بعضنا البعض ونغفر ونسامح لنواصل المسيرة ونغير ونتغير نحو الأفضل وقد أصبح هذا اليوم متاحا. لقد نالت السكين من جسد محمد أمين واستهدفت الشعر والشعراء وآلمتهم ولكنها لم تنل من إيمانهم بضرورة اجتثاث الأفكار الهدامة المفرقة والباثة للفتنة وأقنعت الجميع بوجوب الالتفاف حول تونس لحمايتها من العابثين الذين يتربصون بها وبثورتها المجيدة. استهدفت السكين الجسد ولكنها لم تخترق المبادئ ولم تشتت الكتلة ولن تشرخ الروح التي يسطع فيها نور يتلألأ ويشع من حبات تراب كل شبر في هذا الوطن العزيز الذي يتوزع فيه أهلنا من بنزرت إلى برج الخضراء ولكن مقر سكناهم الأصلي هو العين والقلب. ان المجني عليه في هذه القضية في الحقيقة ليس محمد أمين ولا شعراء تونس الذين نحترمهم ونرفض أن يستهدفوا لا بالكلمة ولا بالفعل وإنما هم الذين طعنوه اوتسببوا في إيذائه من قريب او بعيد وهم شريحة من المظلومين الذين تم تهميشهم وعانوا الظلم حتى أصبحوا سلاحا في يد من لا يخاف الله في هذا الوطن وفي أهله لذا نريد أن تكون هذه الحادثة فرصة لنصلح ما أفسده النظام السابق وغرسه فينا من جهويات وحب للذات وذلك بالقول والعمل الصالح والالتفاف حول بعضنا البعض. يقول الله تعالى في كتابه الكريم :» ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم» صدق الله العظيم.