الحمامات - الصباح: انطلق صباح أمس بمدينة الحمامات المنتدى الدولي لتكنولوجيات المعلومات والاتصال للجميع، «تونس زائد2 » تحت شعار «الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال.» جاءت هذه الندوة الدولية كتتمة ومواكبة تطور تطبيق ما قررته القمة العالمية لمجتمع المعلومات وما جاء في اعلان تونس الصادر عن هذه القمة .وكذلك دفع و إثراء للحوار حول السبل الكفيلة بتدعيم الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال بالدول النامية وبالدول الإفريقية خاصة. ويشارك في ندوة الحمامات عدد كبير من الوزراء المشرفين على قطاع تكنولوجيات المعلومات والاتصال بإفريقيا ورؤساء مؤسسات دولية من القطاع الخاص الناشط في هذا المجال من 30 بلدا من إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا وكذلك المنظمات الدولية والإقليمية على غرار منظمة مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية والبنك الإفريقي للتنمية والإتحاد الدولي للاتصالات والاتحاد الإفريقي والبنك العالمي واللجنة الاقتصادية الإفريقية. الى جانب حوالي 500 مشارك يمثلون بنوك الأعمال ومستثمرين وخبراء ومكاتب الدراسات والاستشارات الدولية. شراكات وعقود وفي كلمته الافتتاحية اكد السيد الحاج قلاعي وزير تكنولوجيات الاتصال ان الغاية المشتركة من تنظيم هذا المنتدى هو المساهمة في توفير فضاء لتعميق التفكير وتبادل وجهات النظر وتقاسم افضل التجارب وايجاد الحلول العملية لتفعيل قرارات القمة العالمية حول مجتمع المعلومات المنعقدة بتونس منذ سنتين والتي أوكلت مهمة المتابعة الى المجلس الاقتصادي والاجتماعي وبالخصوص الى لجنة الاممالمتحدة للعلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية. وأضاف السيد قلاعي ان موضوع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال من المواضيع الاساسية التي تم تناولها خلال قمة 2005 والتي تم التنصيص على اهميتها في الوثائق الصادرة عنها. وقال إن هذه الشراكة علاوة على كونها فرصة للنهوض بالاستثمار وحلا لايجاد مصادر التمويل لمختلف المشاريع تعد نموذجا جديدا للاعمال يقطع مع الطرق المتداولة ويحد من العلاقات المعهودة بين القطاعين العام والخاص والتي تتسم احيانا بالحذر المفرط والمصلحة الانية. من جهته اكد السيد كوسباك شوتيكول المستشار الخاص للامين العام لمنظمة مؤتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية ان هذا المنتدى شكل مناسبة هامة لاقامة شراكات وتحويل الالتزامات الى عقود اساسية مؤكدة الانجاز، وذكر أن شبكات هواتف الجوال حولت اليوم المعلومة الى أمر سهل المنال يمكن تداوله من قبل الجميع وان منتدى تونس زائد 2 فرصة كبيرة للتعاون بين العام والخاص من أجل النهضة المعلوماتية في اغلب الدول وبدوره أكد الدكتور طلال أبو غزالة نائب رئيس الأئتلاف العالمي لتكنولوجيات المعلومات والاتصال والتنمية ان تونس تحتل المرتبة الاولى في المنطقة على مستوى القدرة التنافسية من أجل الفوز بجائزة ميكروسوفت. وان ما حققته في هذا المجال يعد شيئا جيدا . وأكد الدكتور ابو غزالة على ضرورة استثمار الاموال الطائلة المتاتية خاصة من الارتفاع الهائل لاسعار النفط في دفع تكنولوجيات الاتصال، وقال انه من الضروري اليوم دراسة النظام العالمي الجديد الثاني الذي دخلنا مرحلته بعد ان ولى النظام العالمي الجديد الاول وانتهى. وأضاف بان أحسن طريقة للتنبؤ بالغد هو الدرس والبحث في افريقيا التي ستنمو قبل 2050 وستلتحق بالبلدان المتقدمة في ذلك الموعد. وأضاف «نحن مصدرين لرؤوس الاموال والاستثمارات ويجب ايجاد مناخ مناسب للاستثمار وتكنولوجيات المعلومات احدى هذه الوسائل» من جهته ذكر السيد ماندلا غانتشو نائب رئيس البنك الافريقي للتنمية المكلف بالبنية الاساسية والقطاع الخاص أنه من غير الممكن افريقيا ان تتجاهل تكنولوجيات المعرفة والاتصال تظل في اخر القافلة ويجب ان تتضافر الجهود لتلتحق افريقيا بالركب من اجل تحقيق اهداف قمة مجتمع المعلومات2005 . واضاف بان الضرورة تشير الى الالتزام الكافي من اجل تحسين وسائل الاتصال في افريقيا واستعمالها من اجل الحد من الفقر والبؤس في هذه القارة. وقال «يجب الاعتراف بان استثمارات القطاع العام لا تكفي للتنمية وان النهوض بوسائل الاتصال والمعرفة من مفاتيحها اللازمة الشراكة بين القطاعين العام والخاص وهو الامر الكفيل بجلب الاستثمارات». بدورها اشارت السيدة للة بن بركة نائبة الكاتب التنفيذي للجنة الاقتصادية لافريقيا التابعة للامم المتحدة الى ما حققته تونس في مجال تكنولوجيات الاتصال واحتلالها لمرتبة دولية مشرفة في هذا المجال وقالت بان تسريع التنمية في ظل فضاء اقتصادي جديد يرتكز اساسا على تكنولوجيات الاتصال والمعلومات. وعددت السيدة بن بركة النتائج التي تحققت اليوم في هذا المجال وابرزها الانتشار الكبير لمجال الهواتف الجوالة وهذا التطور مرده الشراكة القائمة بين القطاعين العام والخاص. من جهته تحدث السيد الهادي الجيلاني رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية مؤكدا على أن تونس أصبحت ملتقى دائما لمختلف الفاعلين في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعرفة. واكد الجيلاني أن قمة تونس لمجتمع المعلومات كانت قمة ناجحة وكانت فرصة كبيرة اجتمعت فيها عديد الاطراف الهامة للتباحث حول تكنولوجيات الاتصال والمعلومات .وقال «في تلك القمة انتبهنا الى ان العالم اصبح قرية صغيرة وان الدور اصبح للشراكة بين القطاعين العام والخاص». واضاف انه ومنذ 2005 حققت تونس قفزات عملاقة في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات واحتلت عديد المراتب الاولى وتمكنت من العبور من اقتصاد قائم على الاستثمار الى اقتصاد قائم على الخلق والتجديد، وقال ان تونس بعد قمة 2005 عرفت فيضا من الاستثمارات في قطاع تكنولوجيات الاتصال والمعلومات والمعرفة الرقمية جعل منها فضاء هاما لتكنولوجيات الاتصال ودعا الدول الافريقية المتطورة الى فتح الابواب لتستفيد منها بقية الدول الافريقية مع التفكير في شراكة حقيقية وفاعلة. خمس جلسات وانطلقت ظهر امس الجلسات الخمس المنتظرة والمبرمجة في هذه الندوة بمشاركة وزراء من عدد من الدول الإفريقية ورؤساء مؤسسات عالمية وخبراء دوليين متخصصين في مشاريع الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال. وتتمحور أشغاله حول المقاربات العملية الجديدة والواعدة في مجال الاستثمار والشراكة بين القطاع العام والخاص وتقديم تجارب أنجزت بنجاح في عدد من البلدان. كما سيتناول المؤتمر إشكاليات الاستثمار والتنمية في ميدان تكنولوجيات المعلومات والاتصال بإفريقيا. وينتظر أن يتناول المشاركون في هذا المنتدى موضوع إيجاد الصيغ الملائمة لتطوير الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص في إطار حصص هامة تتعلق الحصة الأولى بتقييم الاستراتيجيات الوطنية وآفاق تطوير الشراكة بين القطاع العام والخاص. وتتناول الحصة الثانية الآفاق والفرص المتاحة للاستثمار وتقديم أفضل الطرق المعتمدة في هذا المجال من قبل عدد من البلدان والمؤسسات الدولية. وتتطرق الجلسة الثالثة إلى المستلزمات المتصلة بالمحيط المساند لتطوير الشراكة بين القطاع العام والخاص. وتأخذ الحصة الرابعة بالدرس مسالة الشراكة بين القطاع العام والخاص لتطوير شبكات السعة العالية وتطوير المنتوجات والخدمات عبر الهاتف. وتقدم الجلسة الخامسة أمثلة ونماذج الأعمال التقنية والمالية المتعلقة بالشراكة بين القطاعين العام والخاص.