في لقاء مع بعض المواطنين التونسيين الذين عادوا مؤخرا من جحيم أحداث ليبيا، أكدوا لنا أن حجم المعاناة كبير في هذا البلد وأنهم تعرضوا للنهب والسلب وحتى الضرب عندما توجهوا نحو مطار بنغازي للعودة إلى تونس، وقد مروا بمواقف صعبة وحرجة وكانوا يسألونهم «أنتم تساندون من؟» فكانت الاجابة نحن معكم والحقيقة أننا مع الحق فقط وهمنا الوحيد هو العودة سالمين إلى بلادنا رغم ما تعرضنا له من نهب لأموالنا ومكتسباتنا التي حاولنا حمل البعض منها ولكن دون جدوى. كل هذا يهون أمام ما شاهدناه من أحداث مؤلمة ومحزنة، فقد شاهدنا بأعيننا عددا مهولا من الجثث منتشرة في الشوارع بل أكثر من ذلك كنا نرى بعض من «الجنود» يحرقون ما يفوق ثلاثمائة جثة يبدو أنهم كانوا يفعلون ذلك من أجل طمس هوية القتلى وعددهم الحقيقي وهذا المشهد كان مرعبا ومؤلما في غياب منظمات حقوق الإنسان وجمعيات الصليب الأحمر، مما فسح المجال أمام هؤلاء لارتكاب أبشع الجرائم ليس في حق الشعب الليبي فقط بل في حق عمال أجانب من مصر وتونس وبلدان أخرى. ويقول هؤلاء، إننا نخشى على المواطنين هناك وعلى مصيرهم الغامض في غياب تحرك دولي سريع، وقد طالبوا الحكومة التونسية بالتحرك لحماية أبنائها المحاصرين في طرابلس وتحميل القذافي ونظامه مسؤولية أمنهم وسلامتهم. ويقول هؤلاء أيضا أن كل من تمكن من الوصول للمطارات فهو محظوظ خصوصا وأن أغلبهم سلبت منه أمواله وبالتالي يجد صعوبة في كراء وسيلة النقل تنقله إلى أقرب مطار، علما وأن أسعار النقل تشهر ارتفاعا جنونيا في هذه الفترة التي استغلها البعض للابتزاز.