حلت صباح أمس السيدة مارغريتا بورفار المبعوثة الخاصة لوزير الشؤون الخارجية الإيطالي بالمنطقة الحدودية رأس جدير، وتابعت المجهودات التي تبذل لاستقبال المهجرين من ليبيا وظروف إقامتهم في مركز الشوشة الذي يتولى الجيش الوطني الإشراف على تسييره. وتابعت المبعوثة الإيطالية من خلال جولة قامت بها داخل مركز الشوشة المجهودات التي تبذل لإيواء المهجرين على اختلاف جنسياتهم، متحدثة إلى البعض منهم، ومطلعة على الخيام التي وضعت لإقامتهم وما يتوفر بها من أفرش وأغطية وغيرها من المعدات التي توفرت لكافة المهجرين. واثر الجولة الميدانية التي طافت خلالها أرجاء المخيم الذي يتسع لأكثر من 20 ألف مهجر عبرت المبعوثة الايطالية لمراسلنا ميمون التونسي برأس جدير عن شكرها وامتنانها للمجهودات التي بذلها الشعب التونسي لاستقبال المهجرين منذ اندلاع الأزمة بليبيا، معتبرة المد التضامني الذي تم بتونس مع كافة المهجرين لم يسبق أن تم بهذا المستوى في أية جهة من جهات العالم، وهو يترجم في تجلياته عن القيم الإنسانية المترسخة في شعب تونس. كما التقت السيدة مارغريتا بورفار بوالي مدنين نبيل الفرجاني وتقدمت له باسم الحكومة الايطالية بأحر تشكراتها لكل مكونات المجتمع المدني في بن قردان وكذلك لكل الشعب التونسي على ما قام به من جهود تجاه كل الوافدين عليه من ليبيا وما قدمه من مساعدات للجميع شملت كافة الجوانب المتصلة بالإيواء والإطعام وتوفير سبل الراحة وخاصة مجهودات الترحيل التي بذلت للجميع باتجاه بلدانهم. كما عبرت عن استعداد الحكومة الإيطالية لبعث مشاريع تنموية بجهة بن قردان بهدف الحد من الهجرة السرية واعتبرت ذلك مجهودا مشتركا بين البلدين لا بد من النظر إليه نظرة ايجابية تخدم مصالح كل الأطراف، وتضمن العمل القار والاستقرار للشباب التونسي في بلده. وأعلنت أيضا أن الحكومة الايطالية قررت المساهمة في عملية إجلاء المهجرين من ليبيا في اتجاه تونس، وخاصة منهم البنغال، الذين تكاثرت أعدادهم بالحدود التونسية ومازالت عملية ترحيلهم بطيئة. كما زار السيد محمد الناصر وزير الشؤون الاجتماعية أمس البوابة الجنوبية رأس جدير، أين تابع عملية استقبال المهجرين من ليبيا، وتابع في جولة أخرى ظروف إقامة المهجرين بمركز الشوشة، وعقد ندوة صحفية أشاد فيها بالمجهودات التي بذلها الجيش الوطني ومختلف الأطراف الناشطة والمسؤولة على المستوى الجهوي والمحلي ببن قردان وولاية مدنين. كما عقد وزير الشؤون الاجتماعية جلسة عمل مع المدير العام لشؤون اللاجئين، خصص لموضوع اللاجئين البنغال وسبل ترحيلهم. وقد علم مراسلنا أن المدير العام لشؤون اللاجئين أفاد بأنه تمت برمجة ترحيل 600 منهم أمس، وينتطر استرسال سفرهم إلى بلدهم بداية من اليوم بناء على تعهدات قامت بها بعض البلدان. كما توجه بالثناء على الشعب التونسي على ما قام به من مد تضامني وما ترسله كافة الجهات من قوافل تضامنية على امتداد الأيام الفارطة وهي تؤكد تضامن الشعب التونسي وتماسكه. وعن دور اللجنة الوطنية لاستقبال التونسيين العائدين من ليبيا أفاد الوزير أن هذه اللجنة تسهر على حسن استقبالهم، وتعمل على الإطلاع عن الظروف التي عادوا فيها خاصة في علاقة بما تركوه من مستحقات في ليبيا، ذلك بالعمل على التصريح بها وتوثيقها لتكون محل متابعة في وقت قادم. كما حل أمس برأس جدير ومركز استقبال المهجرين بالشوشة السيد أحمد كرمنو وزير الدولة لرئاسة مجلس الوزراء السوداني، والتقى بالمهجرين السودانيين مستفسرا عن ظروف إقامتهم بتونس. وأعرب وزير الدولة السوداني عن عميق شكره وارتياحه لكل التونسيين بما أبدوه من حسن استقبال للجالية السودانية القادمة من ليبيا ، مبرزا على وجه الخصوص التضامن التونسي الواسع مع كل المهجرين رغم تكاثر أعدادهم التي تعد بعشرات الآلاف. كما التقى الوزير السوداني محمد الناصر وزير الشؤون الاجتماعية التونسي وتباحث معه سبل ترحيل المهجرين السودانيين من تونس وأطلعه على الاجراءات التي اتخذتها السلطات السودانية في هذا الجانب. وعلى صعيد آخر أفاد مراسلنا أنه ينتظر أن تحل برأس جدير خلال الساعات القريبة القادمة كاتبة الدولة للحكومة الإيطالية، وتندرج زيارتها في إطار مجهودات التعاون الدولي مع تونس يخصوص إقامة وترحيل المهجرين القادمين إليها من ليبيا. ترحيل المهجرين من تونس وأفادت مصادر من مطار جربة جرجيس أن عملية ترحيل المهجرين باتجاه بلدانهم تجري بنسق سريع ومتواتر، خاصة بعد أن توفر جسر جوي يشارك فيه طيران عديد البلدان. وعلمنا أنه تمت أمس برمجة 27 رحلة لإجلاء 4500 مرحل من ليبيا باتجاه بلدانهم وتتوزع الرحلات المشار إليها على 16 رحلة باتجاه القاهرة، ورحلتين نحو داكار، ببنما برمجت رحلات باتجاه الفيتنام والسودان وبتغلداش ودبي وعمان وباكستان وغانا. تغطية: علي الزايدي ميمون التونسي