تتركز اهتمامات السلط التونسية والمبعوثين الدوليين الذين يتوافدون يوميا على منطقة رأس جدير بالجنوب التونسي والمخيمات التي أقيمت هناك للاجئين خلال الأيام الأخيرة على متابعة الأوضاع على الحدود وأساسا في ما يتعلق بترحيل كافة المهجرين بأسرع وقت ممكن باتجاه بلدانهم. وتعتبر الجالية البنغالية الأكثر تدفقا على منطقة رأس جدير خلال هذه الأيام، كما أنها تبقى الأكثر حضورا داخل مخيم الشوشة بالجنوب التونسي،حيث تفيد أخر الإحصائيات أن عدد أفرادها قد بلغ إلى غاية يوم أمس 13745 كما تفيد معطيات قدمها مطلعون من الأمن التونسي على الحدود إمكانية تزايد أعداد البنغاليين الوافدين من ليبيا خلال هذا الأسبوع ليبلغ عددهم أكثر من 20 ألفا، خاصة وأن عددهم يقدر بنحو 55 ألفا في ليبيا. وبقدر تزايد عدد البنغاليين الوافدين على تونس يوميا، فإن الإشكال المتعلق بترحيلهم باتجاه بلدهم يبقى الشغل الشاغل للسلط التونسية وكافة المنظمات الإنسانية الدولية الحاضرة ، خاصة وأنه يشار إلى صعوبة التجاوب مع السلط البنغالية بخصوص موضوع ترحيل جاليتها، وعدم توفر ما يكفي من إمكانيات نقل توفرها بعض البلدان الأوروبية لترحيل البنغاليين، وأيضا نتيجة المسافة الطويلة بين بنغلاداش وتونس مما يصعب معها اعتماد بواخر لترحيلهم عبر البحر بأعداد كبيرة. وكان حضور البنغاليين بتونس وكثرة أعدادهم داخل مخيم الشوشة القريب من بوابة رأس جدير قد بدأ يثير بعض الصعوبات، حيث سجلت أمس بعض المناوشات بينهم وبين بعض الجاليات الأخرى الحاضرة هناك، وقد أفاد بعض المتابعين لوضع الجاليات على الحدود صعوبة تأقلم هذه الجالية مع بقية الأطراف المهجرة نتيجة عادات وتصرفات كانوا يأتونها هناك رفضتها الجاليات الأخرى مما تسبب في عراك معهم لمنعهم من إتيان بعض الأفعال كالإستحمام في حالة عراء أمام الجميع أو غيرها من الممارسات التي ترفضها عادات وتقاليد بقية الجاليات الأخرى. وقد أفاد رئيس بلدية بن قردان أنه تم بالتنسيق مع الإتحاد الجهوي للشغل بمدنين توجيه عدد من الطلبة المتطوعين للمساهمة في حملات نظافة بالمنطقة المحيطة بالمخيمات. كما شرع من ناحية أخرى في إعداد فضاء جديد بنصب خيام تحسبا لكل الطوارىء خلال الأيام القادمة. بحث سبل ترحيل البنغاليين مثل البحث في سبل ترحيل الجالية البنغالية عن تونس بأسرع وقت ممكن محور لقاء جمع السيد محمد الناصر وزير الشؤون الاجتماعية بمدير المنظمة الدولية للهجرة وممثل المندوبية السامية لشؤون اللاجئين. وحسب ما أفادنا به السيد فرج السوسي المدير العام لديوان التونسيين بالخارج الذي حضر اللقاء فقد تقرر تعزيز الرحلات نحو بنغلاديش لتصل إلى 10 رحلات في اليوم، وذلك باعتماد أسطول جوي تشارك فيه أعداد من طائرات الدول الأوروبية التي سبق أن تولت ترحيل الجالية المصرية في الأيام الفارطة، خاصة بعد تراجع عدد المصريين بتونس. كما تم الاتفاق على تعزيز العنصر البشري لتسهيل إجراءات ترحيل البنغاليين وذلك بمشاركة النقل الجوي التونسي باعتماد طائرتين للغرض، وتطوير أساليب ترحيل هذه الجالية بتسهيل وصولهم إلى مطار جربة جرجيس حسب أولويات وصولهم إلى مخيم الشوشة من ناحية وتنظيم إجراءات السفر بشكل مسبق. كما وقع من ناحية أخرى تدارس إمكانيات مساهمة المنظمة الدولية للهجرة في إعادة الإدماج المهني للتونسيين العائدين من ليبيا ومساعدة ديوان التونسيين بالخارج على وضع آليات جديدة لدعم مشاركة المهجرين التونسيين في التنمية. السفير الأمريكي بتونس في رأس جدير تحول السيد قوردن قراي سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبتونس أمس إلى المنطقة الحدودية برأس جدير أين تابع بالبوابة الحدودية عملية استقبال المهجرين من ليبيا، ثم زار مخيم الشوشة القريب من الحدود للإطلاع على ظروف إيواء وأكل وإقامة المهجرين، وما يتصل بكافة الخدمات الموجهة لهم داخل المخيم. وعبر السفير الأمريكي في تصريح خص به مراسلنا ميمون التونسي عن استعداد الحكومة الأمريكية لدعم المجهودات التونسية في استقبال المهجرين متوجها بالشكر لتونس حكومة ومكونات مجتمع مدني وشعبا على كل ما يذل من جهد لاستقبال المهجرين من ليبيا. وأشار السيد قوردن قراي إلى أن الولاياتالمتحدة قد رصدت 30 مليون دولار للمنظمات الإنسانية العاملة بتونس بهدف دعم أنشطتها لهذا الغرض. وعن سؤال تعلق بالمساهمة في ترحيل المهجرين إلى تونس باتجاه بلدانهم، وخاصة منهم البنغاليين أفاد السفير بأنه لم يكن مطلعا على الموضوع، ولم تكن له معلومات واضحة. وأشار بأنه تحدث داخل مخيم الشوشة لعناصر من هذه الجالية، مفيدا أنه أعلم ببعض الصعوبات التي يعيشونها. وأكد أنه سيعمل في وقت قريب على دعم كل مجهودات المنظمات الإنسانية والتونسية الرامية إلى تسريع ترحيل الجالية البغالية حتى لا يمثل بقاؤها بتونس عبءا على الجميع، خاصة وأن الظروف بالمنطقة الحدودية التونسية وما تشهده من تواصل توافد المهجرين يمكنها أن تتواصل لأسابيع وقابلة للتطور باتجاه ظروف أشد وطأة وصعوبة. ومن ناحية أخرى أفادت مصادر من مخيم الشوشة أن المخيم استقبل خلال يوم أمس 37 مواطنا مصريا و460 صوماليا و515 ماليا و252 نيجيريا و872 غانيا و13745 بنغاليا و19 تشاديا و19 باليا وبذلك يكون عدد الوافدين علبه قد بلغ 16040 مواطنا من جنسيات مختلفة. أما بالنسبة لأعداد المهجرين الذين اجتازوا أمس بوابة رأس جدير فإنهم يتوزعون حسب جنسياتهم إلى 1414 بنغاليا و636 ماليا و421 سودانيا و203 مصريا و26 تونسيا و536 ليبيا وموريطانيا وهنديا واحدا و2 من الجزائر و12 مغربيا و3 نيجيريا وبذلك يكون عدد الذين اجتازوا أمس بوابة رأس جدير 3645 مهجرا . عمليات ترحيل المهجرين وأفاد السيد الطاهر القاسمي من مطار جربة جرجيس الدولي أنه تم أمس برمجة 13 رحلة جوية باتجاه عديد البلدان وهي تتوزع إلى 8 منها باتجاه مصر واحدة باتجاه غانا و2 باتجاه بنغلاديش وواحدة باتجاه دبي وبذلك سيتم ترحيل 2800 مواطنا باتجاه بلدانهم. متابعة: علي الزايدي ميمون التونسي