اتسم الوضع نهار أمس على الحدود الجنوبية التونسية سواء بنقطة العبور رأس جدير أو في أكبر مخيم تابع للجيش الوطني بالشوشة وغيره من المخيمات التي انتصبت هناك لإقامة المهجرين من ليبيا، وكذلك بمطار جربة والميناء التجاري بجرجيس وبمدينتي بن قردان ومدنين بحركية كبرى تركزت بالأساس على ترحيل الآلاف من المهجرين من ليبيا باتجاه بلدانهم. وأشار مراسلا "الصباح" ميمون التونسي ونايلة الورتاني من الحدود أنه تم منذ أول أمس انطلاق جسر جوي تم عبره إقلاع 60 طائرة من مطار جرجيس باتجاه عديد البلدان، كان من أبرزها الوجهة المصرية، حيث تم ترحيل 11 ألف مسافر باتجاه القاهرة وبكين والفيتنام والخرطوم ودبي كما تم اليوم برمجة 36 رحلة عبر الطائرات في اتجاه القاهرة سوف تنقل 7200 من المهجرين المصريين إلى جانب 5 رحلات أخرى ستنقل 1003 مهجرين باتجاه الصين ورحلة باتجاه الفيتنام يتم عبرها ترحيل 250 من جنسيات مختلفة. ويشارك في هذا الجسر الجوي المؤمن من مطار جربة جرجيس الدولي شركات طيران أوروبية من عديد البلدان أبرزها من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا إلى جانب خطوط طيران عربية من دبي ومصر وكذلك 7 طائرات تابعة للخطوط الجوية التونسية. ويشار إلى أن مطار جربة جرجيس قد سجل من خلال هذا الخط الجوي حركية قصوى لم يشهدها من قبل حيث باتت تقلع منه طائرة كل بضعة دقائق. ولأجل تأمين كافة هذه الرحلات في أوقاتها وعدم تأخر إقلاع الطائرات في مواعيدها تم بالتنسيق مع المخيمات والجيش الوطني وحافلات النقل الموضوعة للغرض وغيرها من وسائل النقل الخاصة التي وضعها أصحابها على ذمة المهجرين تواتر إيصال المهجرين ونقلهم على مدار الساعة ألى المطار، وفي ساعات مبكرة قبل مواعيد السفر وذلك للقيام بكافة الإجراءات مسبقا والبقاء في حالة استعداد للسفر، وهو ما سهل حركية المطار ونقل المسافرين. في مخيم الشوشة وأفادت مراسلتنا نايلة الورتاني من مخيم الشوشة التابع للجيش الوطني أن هذا المخيم مازال يعج بالمرحليين من مصريين وبنغاليين على وجه الخصوص، وأن أعداد العابرين لبوابة رأس جدير مازال يتزايد خاصة من أصحاب هذه الجنسيات. وبينت مراسلتنا أن هناك صعوبات في تنظيم المهجرين البنغال لصعوبة اللغة، وأيضا لعادات لا يودون التنازل عنها رغم مرونة الجيش الوطني والطاقم الطبي وكافة مكونات المجتمع المدني في التعامل معهم. وقد أبدوا أمس نوعا من التعنت والعصيان، رافضين ترقب الحافلات لتقلهم من بوابة رأس جدير باتجاه مخيم الشوشة، قاطعين مسافات على الأرجل، مما أحدث بعض الصعوبات لدى الجيش والأمن في إقناعهم وأثار بعض البلبلة في صفوف المهجرين من جنسيات أخرى. أخبار زائفة كما يشار إلى أن إحدى القنوات العربية الحاضرة على عين المكان كانت قد استغلت هذا الوضع لتمرر أخبارا مفادها إنخرام الأمور بالمخيمات وعلى الحدود التونسية الليبية، الأمر الذي أثار غضب مكونات المجتمع المدني بالجهة وألاهالي ببن قردان ولوم ممثلي هذه القناة على نقل أخبار خاطئة ولا أساس لها من الصحة. وقد أبرز ممثلون عن المنظمات الأهلية ببن قردان كان قد أكدها الطاقم الصحي والأمن والجيش الوطني أن العناية متواصلة بكافة المهجرين، حيث تم منذ وصول وفودهم إلى تونس توزيع 180 ألف أكلة كما توفير مخيمات تستوعب أكثر من 30 ألفا منهم مع توفير لوازم الأغطية والأفرشة للجميع. وحضر أطار طبي يتكون من 80 فردا بين أطباء وإطار شبة طبي يتولون متابعة الوضع الصحي للمهجرين، علاوة على ما توفر من أدوية ومعدات صحية أخرى ومتطوعين يسهرون على كافة المجالات. وبين الإطار الطبي الحاضر بالحدود التونسية أنه يقوم منذ 20 فيفري الماضي بمعدل 550 عيادة في اليوم وأجرى 4 عمليات جراحية كللت جميعها بالنجاح.. وأفاد مراسلنا ميمون التونسي أن السيد أندرو سيشال وزير التنمية البريطاني قد زار أمس المنطقة الحدودية والمخيمات وعاين الأوضاع هناك، كما التقى أيضا بالعديد من مكونات المجتمع المدني بالجهة وزار المهجرين البنغال وطمأنهم بخصوص ترحيلهم وأختتم جولته على الحدود الجنوبية التونسية بعقد ندوة صحفية أبرز فيها بالخصوص استعداد بلاده للتعاون مع تونس على جميع المستويات مشيرا إلى تقديم 36 ألف غطاء صوفي مع جلب خيام تتسع ل 9 آلاف شخص. وبين أيضا أن بلاده قد سخرت 3 طائرات لنقل المهجرين من تونس وينتظر أن تتولى هذه الطائرات بداية من اليوم نقل 10199 بلقانيا إلى بلدهم. كما أفاد مراسلنا بأن المنظمة الدولية للهجرة قد تدخلت منذ أول أمس لترحيل البنغاليين، حيث تولت ترحيل 178مواطنا منهم في مرحلة أولي ، وينتظر أن تتولى القيام برحلات أخرى في هذا الاتجاه بداية من اليوم. تغطية علي الزايدي ميمون التونسي نايلة الورتاني