الأمين العام للمنتظم الأممي قريبا في تونس حل أمس بمنطقة رأس جدير بالجنوب التونسي سفير الإمارات العربية بتونس مصحوبا بوفد عن الهلال الأحمر الإماراتي، وقد تولى الإشراف على تركيز مستشفى إماراتي متنقل إلى جانب فريق أماراتي بيئي سيتولى مساعدة بلدية بن قردان القيام بحملة نظافة واسعة تشمل مخيم الشوشة وبقية المخيمات المنتصبة هناك، وذلك بالتعاون مه بقية المنظمات المنتصبة هناك وعلى وجه الخصوص المنظمة السويسرية الإنسانية للأغاثة، وذلك بوضع حاويات تم جلبها للغرض، واعتماد أساليب نظافة متواصلة بالتعاون مع المبادرة الأهلية ببن قردان التي وضعت مجموعة من الشباب على ذمة هذه المنظمات. كما أفاد مراسلنا ميمون التونسي من الحدود أنه ينتظر حلول الأمين العام للمنتظم الأممي بتونس خلال هذه الأيام وتحوله إلى منطقة الجنوب للإطلاع على أوضاع المهجرين، ومتابعة مسار العناية بهم وطرق إقامتهم وترحيلهم باتجاه بلدانهم. كما أكد أنه سيتم خلال الأيام الأربعة القادمة تركيز مخيم ثالث جديد لاستقبال المهجرين بمنطقة الشوشة يتسع ل 5000 آلاف شخص ويمكن توسعته لإيواء 15 ألف شخص عند الضرورة. كما أشار إلى أن الهلال الأحمر السويسري قام من ناحيته بتركيز 10 خيام تمسح كل منها 33 مترا مربعا مع توفير 3300 غطاء صوفي.
الوضع الصحي بالمخيمات
وبخصوص الوضع الصحي للمهجرين بالمخيمات أفاد الدكتور زهير الفقي مبعوث وزارة الصحة للمنطقة الحدودية أنه تم تسجيل 50 إصابة بمرض القرنية على مستوى العيون و10 حالات إصابة الجرب و100 حالة إسهال، وقد تم مباشرة المصابين بسرعة وعزلهم في خيام صحية خاصة قصد الحيلولة دون تسرب العدوى لغيرهم من المهجرين. كما سجل حضور عدد هام من الأطباء المتطوعين من تونس، الى جانب وصول 25 طبيبا من الجزائر مع تركيز مستشفى متنقل مغربي وحضور عدد من الأطباء المغاربة. ويشار من ناحية أخرى إلى أن " اتصالات تونس" تولت تركيز 3 نقاط اتصال لتقديم خدمات مجانية لكل المهجرين. وقد تم تركيز هذه النقاط بكل من بوابة رأس جدير ومخيم الشوشة ومطار جربة. وقد بلغ عدد المكالمات المسجلة عبر هذه النقاط من الساعة 8 من صباح أمس وحتى منتصف النهار 2000 مكالمة كانت باتجاه بلغاريا والسودان والفيتنام ومصر. كما تولت شركة تونيزيانا إرسال قافلة إلى رأس جدير محملة بالأدوية وغيرها من المعدات، وتم توجيهها لتعزيز المجهودات الجارية بمخيم الشوشة التابع للجيش الوطني. وبخصوص وصول المساعدات والقوافل الخيرية أفادت مراسلتنا نايلة الورتاني أنها تصل من كل جهات البلاد، وقد عجزت منظمات المجتمع المدني والمتطوعين بمنطقة الجنوب على استيعابها، مما جعلها تتوجه بنداءات إلى الجميع قصد الإعلام مسبقا بتوجه المساعدات حتى يقع التأكد من إمكانية اعتمادها، كما دعت كافة الجهات إلى ترشيد عمليات التضامن مع إمكانية توجيهها إلى جهات أخرى تكون أيضا في حاجة إليها. وأشارت مراسلتنا إلى أنه تم تركيز ملعب لكرة القدم أحدث حيوية على المهجرين وأخرجهم من دائرة المخاوف التي كانت مرتسمة على وجوههم. وحول تدفق المهجرين من بوابة رأس جدير علمنا أن سجل تراجع هام للجنسية المصرية في حين تكاثر عدد البنغال ليصل إلى حدود دخول 10 آلاف منهم نهار أمس، وذلك إلى جانب وصول بعض الجنسيات الأخرى من باكستانيين ونيجيريين وعراقيين، كما سجل دخول 600 عنصر غير حاملين لوثائق وسيتم ترحيلهم إلى وجهاتهم المبتغاة.
وتتواصل عمليات الإجلاء بنسق عام سواء من مطار جرية جرجيس الذي مثل جسرا جويا في كل الاتجاهات باعتماد أسطول جوي تشارك فيه عديد البلدان. وقد تم أمس تسجيل 19 رحلة من بينها 13 باتجاه القاهرة حملت 2600 مهجرا ، وكذلك 3 رحلات باتجاه الصين تولت نقل 600 صينيا ورحلة باتجاه الفيتنام أقلت 350 مهجرا من جنسيات مختلفة، واخرى إلى داكار حملت 200 مهجرا وٍرحلة أخرى باتجاه الكويت حملت 170 مهاجرا. وتفيد مصادرنا من الجنوب التونسي أن عمليات ترحيل المهجرين تجري بنسق هام خاصة في صفوف الجالية المصرية التي مثلت في الفترة الأخيرة الثقل الأهم، وقد سجل تراجع واضح في حضورها بتونس، لكنها تفيد أن المهجرين البنغال يمثلون الآن الثقل الأكثر، خاصة أنه توجد جملة من الصعوبات في ترحيلهم ويجري تدارسها مع أطراف ومنظمات أممية لتسهيل مهمة ترحيلهم. متابعة: علي الزايدي ميمون التونسي نايلة الورتاني