أعلنت موسكو أمس رسميا عن قرار رئيسها ميدفييف منع القذافي وأفراد عائلته من زيارة روسيا ومن إجراء أي عمليات مالية فيها . هذا الموقف جاء في وقت تحدثت فيه مصادر غربية عديدة عن احتمال حصول توافق في الكواليس بين واشنطن وبقية عواصم الدول العظمى على تمكين القذافي وأبنائه من الاستقرار بسلام وامن في روسيا في صورة انسحابهم الآن من الحكم ووقف حمام الدم الذي بات الشعب الليبي ضحيته الأولى . موقف موسكو تزامن مع جولة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى أوربا وتونس ومصر لإجراء محادثات تشمل عدة ملفات من بينها مصير القذافي وطريقة تعامل العالم مع الثورة الشعبية الليبية التي توشك ان تكمل شهرا كاملا وتطورت من مسيرات احتجاج جماهيرية الى مواجهات مسلحة وعمليات قصف بالاسلحة الثقيلة. إن استبعاد سيناريو «الفرار نحو موسكو» قد يزيد الأوضاع تعقيدا على الأرض في ليبيا في ظل حرب لا متكافئة ضحاياها مدنيون أبرياء وعسكريون من الشعب الليبي الشقيق يجدون أنفسهم مضطرين لقتال بعضهم بشكل درامي: قوات نظامية منحازة للثوار في الشرق وأخرى الى القذافي غربا. ورغم الخلل في ميزان القوى فان بين ايدي كل من تلك القوات اليات ثقيلة وطائرات ومخازن ذخيرة قد يؤدي عدم وجود دولة موحدة لمراقبتها الى فوضى في ليبيا وفي كامل المنطقة. إن المستجدات في ليبيا خطيرة جدا وتردد المجموعة الدولية في حسم الموقف في اتجاه يضمن سيادة الشعب الليبي وحرمة ترابه وثرواته ، قد يؤدي قريبا الى كارثة انسانية داخل الشقيقة ليبيا والى انتهاكات اخطر لحقوق الانسان الليبي والعربي . لا بد إذن ان تضغط المجموعة الدولية بوضوح على بيكين وحليفاتها اللاتي تعطل تحرك مجلس الامن الدولي في اتجاه حل ينقذ الشعب الليبي من 42 عاما من الاستبداد والفساد ومن مذابح واعمال قمع خطيرة جدا للمعارضين بمختلف تياراتهم . ولتعلم دول اوربا المترددة في دعم مبادرات فرنسا اتجاه الشعب الليبي أن فشل الشعب الليبي في فرض التغيير نحو الديمقراطية سيعني دفع ملايين من ابنائه ومن شعوب المنطقة نحو التطرف والعنف .