بقلم: خالد نجاح لم اكن أتصور يوما أن تكون على مثل حالك الآن وراء القضبان يأمرك سجانك بالطاعة والإنضباط لقوانين الحبس بعد أن كنت أنت تعطي التعليمات و تصدر الاوامر وتأذن بقمع من كان خارج صفك، لكني لا أعتقد أن سجانك سيقمعك بل سيعاملك وفقا للقانون حتى يتقرر موعد محاكمتك لتنال جزاء ما أنت مسجون من أجله و جزاء ما سيظهر من أفعالك السابقة بعد أن تتوفر حولها قرائن الإدانة. لم أكن أتوقع أن تصبح على مثل هذه الحالة لاني مثل الكثير من ابناء شعبي لم يكن يخطر على بالي ان يسقط حكم بن علي في هذا الوقت لكن سجل التاريخ قابل لكل المفاجآت ومفتوح على كل الاحتمالات... و مهما يكن فأنت اليوم مسجون و رغم وضعك هذا فلن أشمت فيك ولن أتمنى لك الشر كما كنت تتمناه لمن كان خارج سربك فما أتمناه ان يعود اليك رشدك و صوابك و تدرك ما سببته من آلام لغيرك ممن رفضوا أن يبيعوك ضمائرهم و يتبعوا خطاك فأطلقت خلفهم كلابك لتنهش من لحمهم و كانت تتنافس على ذلك طمعا في رضاك و في المزيد مما كنت تغدقه عليها من امتيازات و مكافآت أعتقد أن التحقيق لن يستثنيها اليوم.. وكانت كلابك السائبة تنهش اللحم بأنيابك و أسنانك لأنها لولا أنت لما كانت قادرة على فعل أي شيء فكنت تطعمها من الحلال و الحرام و تنادي عليها فتهرول نحوك مسرعة تنتظر منك أمرا تطيعه فورا بعد أن ترمي لها ارضا قطعة شوكولاتة أو بسكويت... قلت اتمنى ان يعود اليك رشدك و صوابك فتعتذر لمن ظلمت و قهرت و تطلب الصفح عنك بعد أن تكشف كل الحقيقة و تقول كل شيء و تقر بدوافع تصرفاتك و غايات ممارساتك وبمن شاركك في تنفيذها، و لكني أشك في ذلك لان أمثالك لا ضمير لهم. لقد لبست قفاز الرئيس المخلوع و ضربت به من سجلتهم على قائمة أعدائك و سلمت قفازك لأتباعك فضربوا به أعداءك و هم يعتبرونهم أعداءهم في الوقت ذاته لشدة إيمانهم بمقولة «عدو سيدي هو عدوي» و أنت لم تضرب من إعتقدت أنهم أعداءك فقط بل أيضا من أوهموك بانهم أعداء أتباعك. أعترف أنك كنت داهية و ماكرا و خبيثا تأتي أفعالك و تنجح في إبعاد الشبهات عنك و لكن اليوم شبهتك بارزة غير خفية لأنه لم يعد من حولك من يخفيها و يبعدها عنك بل و حتى يتبناها إرضاء لك و تقربا منك. أما فيما يخصني فإن انيابك كانت بارزة ألمحها في صفحات ملفي الاداري المثقل بالمظالم و القرارات المهينة وفيما عانته زوجتي من رعب جماعتك وهي التي تشتغل في ذات المؤسسة التي أعمل بها، و بصماتك لم تكن خافية عني و حتى عن الكثيرين ممن شملهم مثلي ظلمك و ظلم أتباعك في مجال الاعلام والصحافة.. وأعلم أيها القابع وراء القضبان أني وغيري ممن تضرروا منك أكلنا الخبز الحلال و كسبنا قوتنا بشرف و عزة و لم ننحني كما كنت ترغب.. أنا بقيت في تونس متحديا و غيري هاجر بعد أن عانى من تصرفاتك و تعسف أتباعك عليه من خلال مخططك المفضوح بإقصاء الاعلاميين الذين لم يسيروا في ركبك و كنا جميعا نعلم علم اليقين انك وراء كل جزئيات الممارسات الاعلامية السابقة حتى و لو تخفيت وراء من كلفتهم بتنفيذ مخططك و من حام حولهم من الراغبين في مراكز و مواقع لم يكونوا يوما جديرين بها بل كانوا منك يستمدون شرعيتهم ان كانت لهم شرعية. و سواء كان إسمك عبد الوهاب أم عبد الله فلن يغفل عنك القاضي لان جميع الناس سواسية أمام القانون ولم يعد لديك اليوم من يحميك من سلطة القانون. زعماء عصابتك فروا من البلاد و تركوك و أمثالك يتامى فابحث اليوم عن أنصارك و أتباعك فهم بالتأكيد يتألمون، لا على وضعك الحالي وإنما على انهيار حلمهم باستمرار حكم بن علي يتبعه بعد فترة حكم الطرابلسية بما يعنيه ذلك من محافظة على مصالحهم التي هي همهم الوحيد وغايتهم الاولى فأنت لم تكن بالنسبة إليهم سوى الوسيلة...فهل فهمت قدرك الآن ؟