القذافي يوافق على «خارطة طريق» الاتحاد الافريقي لحل الأزمة اجدابيا - طرابلس وكالات تمكن الثوار الليبيون أمس من استعادة السيطرة بالكامل على مدينة أجدابيا شرقي ليبيا بعد مهاجمتها على مدى يومين من عدة محاور مستفيدين من التغطية الجوية للتحالف الدولي والذي واصلت طائراته أمس قصف الأهداف العسكرية للعقيد معمر القذافي في عدة مناطق ومن بينها مصراتة التي تتعرض منذ أسبوع للقصف المكثف من قبل كتائبه الأمنية ومنطقة تاجوراء الواقعة بالضاحية الشرقية للعاصمة طرابلس حيث أفاد أحد السكان عن وقوع «ثلاثة انفجارات متتالية هزت الحي وتحطمت بعض الواجهات الزجاجية» واشتعال النيران في موقع عسكري للرادارات. وحسبما نقلت وكالة فرانس براس عن مصدر طبي في أجدابيا أمس، فقد تم العثور على 21 جثة لمقاتلين من قوات القذافي في الصحراء قرب البلدة التي استهدفتها الهجمات الجوية للتحالف العسكري الدولي أول أمس الجمعة. ولاحظ مراسل فرانس براس أن جثثا نقلت على متن سيارة مكشوفة إلى بنغازي معقل المعارضة، التي تبعد 160 كلم شمال عن شرق أجدابيا. وشوهدت جثث أخرى متفحمة في الصحراء، وألقي عليها غطاء.
أسر رجل المهمات الخاصة للقذافي
من جهته، أعلن ناطق باسم المعارضة الليبية في بنغازي، معقل الثوار في شرق البلاد، أن قوات العقيد القذافي تتقهقر نحو الغرب أمام مطاردة الثوار انطلاقًا من أجدابيا التي حررها الثوار. وقد شاهد المراسلون الصحافيون أمس سيارات الثوار وهي تجوب البلدة التي هدأ فيها اطلاق النار، وهم يرفعون ايديهم باشارة النصر، ويلطقون الرصاص ابتهاجًا. وصرح المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي شمس الدين عبد مولاه للصحافيين بأن «أجدابيا باتت مائة في المائة تحت سيطرة قواتنا، ونحن نلاحق قوات القذافي على طريق البريقة» التي تبعد 80 كلم غرب أجدابيا. كما تحدث عن انشقاق ضباط وجنود محنكين من صفوف قوات العقيد القذافي منذ الخميس الماضي، مشيرا إلى أنه تم أسر 13 منهم ومن أهمهم اللواء بلقاسم إبراهيم القانقا، وهو آمر سلاح المدرعات في ليبيا ورجل المهمات الخاصة للقذافي وكان عضوا فيما يسمى «حركة الضباط الوحدويين الأحرار»، التي أسسها القذافي للقيام بالانقلاب العسكري عام 1969. ويعتبره «شباب ثورة 17 فبراير» من العناصر التي كانت وراء جرائم الإبادة التي تعرضت لها مدينة الزاوية مطلع هذا الشهر، والتي أسفرت عن أكثر من ألفي مفقود من الزاوية وفق مصادر بالثوار. وكانت عمليات قصف جوي استهدفت أول أمس مواقع القوات الموالية في هذه البلدة الساحلية التي كان يتحصن فيها الجنود الموالون للقذافي. وقد أعطت السيطرة على اجدابيا دفعة معنوية لمقتلي المعارضة بعد أسبوعين من التراجع، والذين بدأوا على الفور الزحف نحو مدينة البريقة (70 كلم غرب أجدابيا).
غارات على تاجوراء
في هذه الأثناء، أفاد متحدث باسم المعارضة بأن طائرات حربية غربية قصفت مشارف بلدة مصراتة في محاولة لمنع القوات الموالية للقذافي من قصف البلدة. وأكد المتحدث ان قصف قوات القذافي للبلدة هدأ بعد تلك الغارات الجوية. وقال أحد السكان ان 115 قتيلا سقطوا في مصراتة في أسبوع وان القناصة مستمرون في اطلاق الرصاص على الناس من فوق أسطح المباني. ومن جهة أخرى، هزت ثلاثة انفجارات منطقة تاجوراء الليلة قبل الماضية واشتعلت النيران في موقع عسكري في هذه الضاحية الواقعة شرق العاصمة طرابلس. وقال أحد سكان المنطقة الذي يبعد منزله 300 متر عن الهدف الذي اصيب، ان «ثلاثة انفجارات متتالية هزت الحي وتحطمت بعض الواجهات الزجاجية». وأضاف ان «الغارة إستهدفت موقعا عسكريا للرادارات لا تزال النيران مشتعلة فيه». كما سمع دوي انفجارات في طرابلس في ساعة مبكرة أمس مما يشير الى هجمات جديدة شنتها طائرات حربية أو صواريخ.
«خارطة طريق» افريقية
في خضم هذه التطورات، أعلن وفد العقيد القذافي لمحادثات الاتحاد الأفريقي أن طرابلس مستعدة لتطبيق خارطة طريق الاتحاد لحل الأزمة الليبية، فيما كشفت مصادر غربية عن محاولات من مقربين للقذافي لإنهاء القتال والبحث عن مخرج مشرف. وجاء في بيان الوفد الذي ترأسه محمد الزاوي رئيس البرلمان الليبي أول أمس «نحن على استعداد لتطبيق خارطة الطريق التي رسمتها اللجنة عالية المستوى في مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي». وتدعو خارطة الطريق إلى الوقف الفوري لجميع الأعمال العسكرية «والتعاون من جانب السلطات الليبية المعنية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وحماية جميع الرعايا الأجانب». ودعا البيان المجتمع الدولي إلى إجبار «الأطراف الأخرى» في النزاع إلى احترام وقف إطلاق النار. وقال الوفد إن «ليبيا ملتزمة بوقف إطلاق النار وعلى المجتمع الدولي أن يفرض نفس الالتزام على أطراف أخرى. كما أنه ملتزم تجاه مهمة مراقبة من الاتحاد الأفريقي لمراقبة وقف إطلاق النار». كما طالب الوفد «برفع الحصار الاقتصادي ووقف القصف الجوي والحصار البحري الذي تفرضه القوات الغربية والولايات المتحدة».