أكد رئيس حزب المجد عبد الوهاب الهاني ان ثورة 14 جانفي يجب أن تؤدّي الى انتقال ديمقراطي حقيقي في تونس وارساء ثقافة التعايش والمشاركة واحترام حق الاختلاف في اطار الوحدة الوطنية وثوابت الثورة التي وحدت كل التونسيين. وابرز خلال اجتماع عام اشرف عليه أمس الاحد بصفاقس بحضور عدد من مناضلي الحزب بالجهة أن حزب المجد الذي تحصل على التأشيرة يوم 23 مارس الجاري هو حزب سياسي وسطي مبني على المواطنة والجمهورية والديمقراطية. واوضح انه يدافع على قيمة المواطنة المتمثلة في الحقوق والواجبات وعلى رأسها حق وواجب المواطنين في المشاركة في تسيير الشأن العام باعتبارهم مواطنين وليسوا رعايا مضيفا ان حزب المجد يتبنى النظام الجمهوري الذي يقوم على سلطة الشعب عبر مؤسسات دستورية منتخبة تضمن الفصل بين السلط الثلاث. وذكر عبد الوهاب الهاني أن حزبه طرح رؤية عملية في بناء ديمقراطية محلية عبر تعميم المجالس البلدية المنتخبة بكامل التراب الوطني في المناطق الحضرية والريفية عوضا عن نظام العمد الذين قال انهم «معينون الى الابد» فضلا عن انتخاب المجالس الجهوية واعادة النظر في التقسيم الترابي للبلاد بطريقة تقرب التنمية من المواطن وتضمن التنسيق بين الولايات في اطار أقاليم تنموية كبرى تسيرها مجالس منتخبة. وانتقد رئيس حزب المجد من جهة اخرى الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والانتقال الديمقراطي والاصلاح السياسي التي قال انها «تتسم بالضبابية وبالغياب التام للشفافية في طريقة التعيين وفي أساليب العمل وحتى في طبيعة مهامها» ملاحظا انها ساهمت في حالة الارتباك واطالة فترة اللاشرعية الدستورية بما يفسح المجال أمام قوى الردة الداخلية والخارجية للالتفاف على الثورة. ودعا في هذا السياق الى الاسراع بتنظيم الانتخابات والتعجيل بعرض القانون الانتخابي المؤقت على أنظار المجموعة الوطنية في اطار لجنة للميثاق المدني الانتقالي تضم ممثلين عن كافة الاحزاب وعن المجتمع المدني للاتفاق على الجوانب الاجرائية لتنظيم هذه الانتخابات في كنف الشفافية. واستعرض توجهات الحزب في المجال الاقتصادي مشيرا الى انها تقوم على مبدإ المبادرة الفردية في الاقتصاد مع ضمان الحقوق الاجتماعية والاقتصادية وعلى التكامل بين القطاع العام والخاص والتعاون من اجل تنمية الثروة الوطنية وتحقيق التنمية العادلة والمتوازنة التي تستثمر في اقتصاد المعرفة وفي الانشطة ذات القيمة المضافة العالية بما يمكّن من استقطاب حاملي الشهادات العليا.