لا يمكن - وبأي شكل من الأشكال - أن يكون قرار تعويض الاعلامي الشاب والمثقف رازي القنزوعي بزميله الصحفي الرياضي ربيع البحوري في تقديم برنامج «الأحد الرياضي» على «القناة الوطنية» للتلفزة التونسية قرارا عفويا وبلا دوافع... لأنه لو كان كذلك لجاز اعتباره اعتباطيا بامتياز... ولأننا ننزه ادارة التلفزة - ونحن في عهد «مختلف» - عن أن تكون قراراتها اعتباطية أو ذات دوافع غير مهنية بالدرجة الأولى فاننا سنحاول «تقصي» الموجبات المهنية التي قد تكون استوجبت هذا القرار الاداري وتحسس درجة شرعيته ومدى لزوميته... بداية ، نحن نزعم أن الذين تفرجوا - مثلنا - مساء الأحد الماضي على هذه الحصة الرياضية التلفزيونية الشهيرة والذين قد يكون استرعى انتباههم - مثلنا أيضا - «استبدال» رازي القنزوعي بربيع البحوري في خطة تقديمها لابد ان يكون قد عن لهم أن يقيموا أداء وقدرات هذا الوجه الاعلامي «الجديد» (ربيع البحوري) في التقديم والتنشيط وادارة الحوار في المسائل الرياضية مقارنة بأداء زميله رازي الذي قضى - كما هو معلوم - مواسم عديدة في تقديم هذه الحصة الرياضية الشهيرة والذي استطاع أن يقنع بل وأن يحافظ على جماهيرية وشعبية حصة «الأحد الرياضي» على مستوى نسبة المشاهدة حتى لما «تواطأت» ادارة التلفزة في عهد ما قبل الثورة -عهد دولة الفساد الاعلامي والمالي - مع جماعة «كاكتوس» وبلحسن الطرابلسي من أجل سحب البساط من تحت أقدام رازي وبرنامج «الأحد الرياضي» الذي تنتجه - وياللمفارقة - مؤسسة التلفزة نفسها لصالح برنامج رياضي آخر تنتجه مؤسسة انتاج خاصة منافسة (مؤسسة «كاكتوس») عنوانه «ستاد7» كان يقدمه معز بن غربية ؟؟؟ وما من شك أنه - ليس وحده - النجاح الذي تحقق لبرنامج «الأحد الرياضي» على امتداد المواسم التي كان يقدمه فيها الوجه التلفزيوني الرياضي رازي هو الذي سيجعل كفة المقارنة - اليوم - بين أدائه وأداء معوضه على رأس تقديم هذه الحصة نفسها (ربيع البحوري) ترجح لفائدة الأول (رازي) وانما أيضا حالة «الاهتزاز» التي طبعت تقديم وتنشيط ربيع البحوري للحصة الأخيرة (حصة الأحد الماضي) من هذا البرنامج التلفزيوني... اذ لم يكن يبدو «هاضما» كما ينبغي لطبيعة الحصة من حيث أنها تتطلب الماما وحضورا وأداء مهنيا يتجاوز طبيعة الأداء الذي تتطلبه «مهمة» قراءة وتقديم الخبر الرياضي بوصفه مجرد «فقرة رياضية» ضمن نشرة اخبارية جامعة... طبعا ، لا يجب ان يفهم من هذا الكلام أننا ضد أن تتداول عديد الوجوه على تقديم حصة «الأحد الرياضي» أو غيرها من الحصص والبرامج التلفزيونية... وانما نحن ضد ان تبدو أي عملية «تغيير» أو قرار في اسناد «المهمات» و «المسؤوليات» وكأنها تحيل - في حد ذاتها ولو ضمنيا - على اعتبارات لا علاقة لها بالكفاءة والمهنية وبمقاصد التطوير والارتقاء بالأداء المهني... فمثل هذه الاعتبارات يفترض أنها سقطت - منذ تاريخ 14 جانفي 2011 - بسقوط ادارة الجبن والفساد المالي والاداري في صلب مؤسسة التلفزة التونسية...
من «كاكتوس برودكت» الى... «بالرابح للانتاج»
لم أستسغ ، - اطلاقا - معنى أن تسند ادارة التلفزة التونسية مهمة انتاج برنامج حواري سياسي يبث مباشرة ولا تتجاوز مدته الستين دقيقة الى شركة انتاج خاصة هي شركة «بالرابح للانتاج» لصاحبها الاعلامي المتقاعد عبد الملك بالرابح الذي يبدو أن ثورة 14 جانفي المجيدة قد فتحت في وجهه «باب العرش» فأصبح أو يكاد ذلك الحاضر دائما على القناة الوطنية بعد أن كنا لا نكاد نسمع له ولشركة الانتاج التلفزي الخاصة التي يملكها ويديرها «صوتا» الا من خلال تمرير بعض الومضات الاعلانية الاشهارية المدفوعة الأجر عبر ما كان يسمى بقناة «تونس7»... فهل أن «القناة الوطنية» في زمن ما بعد الثورة ليس لها من الكفاءات البشرية الشابة وغير الشابة من هي مؤهلة وبامتياز لادارة برنامج حواري سياسي حتى تسند مهمة انتاجه وتقديمه لمؤسسة انتاج خاصة؟؟؟ نقول هذا الكلام لعدة اعتبارات من بينها أن عبد الملك بالرابح لم نره - مثلا - وهو يحاور السيد الباجي قائد السبسي في ذلك اللقاء - السابقة الذي خص به الوزير الأول في الحكومة المؤقتة القنوات التلفزية التونسية الثلاث... لم نره يأت بما لم تستطعه الأوائل... بل لعلنا لا نظلم الرجل اذا ما قلنا أن أسئلته في ذلك اللقاء كانت الأسئلة الأكثر تفاهة والأقل اثارة... الى درجة أن عديد المواطنين تساءلوا ماذا يفعل هذا الرجل ؟ ومن خوله التحدث باسم «القناة الوطنية» في ذلك اللّقاء الاعلامي الهام وهو المتقاعد من مؤسسة الاذاعة والتلفزة سابقا ؟ ولماذا هو تحديدا ؟ أين الاعلامي خالد نجاح - مثلا - ؟ نقول هذا الكلام أيضا حتى لا نلدغ - ربما - من جحر مؤسسة «بالرابح للانتاج» كما لدغنا من قبل من مؤسسة «كاكتوس برودكت»... و»اللي خاف نجا»...