تونس الصباح: المسألة لا تعود فقط الى فعاليات الدورة السادسة والعشرين لكأس افريقيا للأمم التي احتضنتها غانا مؤخرا وتجنّدت لها القناتان (تونس 7) و«حنبعل» كل على طريقتها وبأسلوبها الخاص لتغطيتها ونقل وقائعها في تنافس بينهما «شرس» على استقطاب العدد الأوفر من جمهور النظارة على امتداد تراب الجمهورية وانما الى ما قبل ذلك بكثير.. ربما الى تاريخ انطلاق البث على قناة «حنبعل» الخاصة.. ذلك ان المادة الرياضية او لنقل الحصص الرياضية مثلت منذ البداية نقطة قوة واشعاع هذه القناة الخاصة الوليدة والتي بها (الحصص الرياضية) ومن خلالها أمكنها ان تستقطب عددا كبيرا من جمهور النظارة داخل تونس وخارجها.. مما جعلها ترتقي وبسرعة الى مرتبة المنافس الاول والجدي للفضائية «تونس 7» في مجال الحصص الرياضية خاصة. وعلى الرغم من ان الحصص الرياضية على قناتي «تونس 7» و«حنبعل» هي متعددة في عناوينها ولا تقتصر فقط على تلك التي ينشطها رازي القنزوعي (على الفضائية تونس 7» او معز بن غربية (على الفضائية حنبعل) فان اسميْ هذين الاعلاميين الرياضيين يبدوان الأكثر اشعاعا راهنا في ساحة الاعلام الرياضي المرئي وذلك بفضل لا فقط حضورهما المتميز على اعتبار انهما يقدمان وينشطان حصصا رياضية شهيرة «تونس 7» بالنسبة لرازي القنزوعي، و«سويعة سبور» على الفضائية «حنبعل» بالنسبة لمعز بن غربية بل كذلك الى ما يتميز به كل منهما من موهبة ومن خصال ومن ثقافة،. معز بن غربية.. الجديد لقد بدا هذا المنشط الرياضي ومنذ أول ظهور له على قناة «حنبعل» وخاصة من خلال حصتيْ «سويعة سبور» و«بالمكشوف» وكأنه يمتلك اسلوبا وخطابا جديدين في مجال ادارة وتنشيط الحصص الرياضية التلفزيونية.. ففضلا عن اسلوبه «الديموقراطي» في ادارة «الشأن العام» للحصة فانه يتمتع ايضا بنوع من الحضور التلفزيوني ومن القدرة على المحاورة واثارة «المسائل» بقدر من الحرفية والذكاء «الاعلامي» هذا فضلا عن سعة اطلاعه ودرجة مواكبته الواسعة لمستجدات الساحة الرياضية الوطنية على مختلف اصعدتها. وما من شك في ان مجموع هذه الخصال هي التي اعطت لمعز بن غربية ولحصصه الرياضية التي ينشطها ويديرها تلك المكانة والحظوة الكبيرة لدى قطاع عريض لا فقط من النظارة بل وكذلك من الرياضيين والمسؤولين من مختلف الاجيال. رازي القنزوعي.. المجدّد اما زازي القنزوعي، فانه بدا بدوره ومنذ ظهوره منذ سنوات قليلة على رأس «ادارة» وتنشيط حصة «الأحد الرياضي» العريقة على الفضائية «تونس 7» وكأنه يخوض عملية تجديد جريئة على مستوى الشكل والمضمون لهذه الحصة.. عملية تجديد بدت ضرورية حتى ترتقي هذه الحصة التلفزيونية الرياضية من حيث مادتها وخطابها وصورتها الى مستوى روح وطبيعة متغيرات ومستجدات واقع الاعلام الرياضي المرئي قي زمن الفضائيات وتعدّدية القنوات الرياضية المختصة وغير المختصة.. والواقع ان ما يتميز به رازي القنزوعي ايضا من ثقافة ومن خصال مهنية ومن موهبة ومن حب «مهنته» هذه وهو الحامل لشهادات جامعية عليا في مجال التجارة والمحاسبة.. أهّلته لان يكون دقيقا في حساباته التجديدية هذه.. فقد أمكن ان يجعل حصة «الأحد الرياضي» على الفضائية «تونس 7» حاضرة بقوة وبامتياز في مشهد الاعلام الرياضي المرئي وذلك على الرغم من شدة المنافسة التي تلقاها من قبل حصص رياضية تلفزيونية اخرى تبث على قنوات خاصة وغير خاصة تجد نفسها متحررة بالكامل من كل الاعتبارات التي «تكبّل» عادة اية حصة رياضية اخرى تبثها قناة تلفزيونية رسمية جامعة. لأجل هذا سوف لن نقول في خاتمة هذه الورقة أن الامتياز هو لرازي القنزوعي او لمعز بن غربية.. بل فقط سنؤكد على أنهما يمثلان كسبا للاعلام الرياضي المرئي في تونس.