عقد الأطباء الاستشفائيون الجامعيون الذين دخلوا في إضراب مفتوح منذ الثلاثاء الخامس من أفريل ندوة صحفية بكلية الطب بصفاقس سلطوا خلالها الضوء على مختلف المستجدات والمتغيرات في وضعهم الحالي... وكانت "الصباح" قد تناولت الموضوع في عدد سابق وها هي اليوم تتابع الحدث، خلال هذه الندوة الصحفية طرحنا على المعنيين بالأمر عديد الأسئلة هذا ملخصها: ما هو موقف الإدارة وما هو رد فعل الوزارة ؟ وما هو مدى الاستجابة إلى مطالبهم المتمثلة بالخصوص في عودة هيبة السلك الطبي وإلغاء قرار إقالة مدير المركز الجهوي لنقل الدم ؟ ونقلة الممرضتين اللتين تهجمتا على رئيس قسم الحروق؟ وما هو ذنب المرضى خلال الإضراب الذي اعتبره البعض غير شرعي ؟ وهل سيتواصل أم سيتم فكه؟ الإجابات جاءت على ألسنة الكثيرين من بين المضربين خلال هذه الندوة، الأستاذ شكيب المراكشي أستاذ مبرز في الأمراض السارية وعضو بلجنة الأزمة أكد على أنهم أحسوا بالظلم وأشار إلى أن خلية الأزمة قد تلقت مكتويا من وزيرة الصحة جاء فيه أن الأستاذ جلال القرقوري المقال بصفة غير قانونية وغير شرعية قد تم تكليفه بإدارة برنامج بكلية الطب خلال فترة لم يتم تحديدها إلى حين عودته إلى منصبه كمدير للمركز الجهوي لنقل الدم، واعتبر شرعية الإضراب تماما مثل شرعية إقالة الأستاذ القرقوري، وأكد محدثنا على أن المسؤولين في الجهة لم يكن لديهم موقف بل كانوا يعيشون تحت ضغط أطراف نقابية معينة، أما الوزيرة فقد حاولت التوفيق بين مختلف الأطراف، وعاد إلى الحديث عما جرى بقسم الحروق ووصف ما حدث بأنه أمر يندى له الجبين باعتبار ما تعرض له رئيس القسم من إهانة من قبل أعوان شبه طبيين، وذكر أن لجنة تقصي الحقائق تزور حاليا القسم لرفع تقرير في الغرض للجهات المعنية، وأشارت الأستاذة سماح الغروبي متخصصة في العلاج الطبيعي أن الأطباء يناضلون من أجل كرامتهم الضائعة واستعادة هيبة السلك الطبي وأكدت على أن علاج المرضى بمختلف الأقسام متواصل ولم يتوقف، وفي نفس السياق أكد الأستاذ المراكشي كذلك على أن علاج الحالات الاستعجالية متواصل وكذلك القيام بالعمليات الجراحية المستعجلة والحالات التي تنذر بتعقدها، كما أن الأطباء يواصلون التنسيق فيما بينهم في العمل خلال الإضراب، وبخصوص نقل الممرضتين أكد على ضرورة نقلهما إلى قسم آخر يرضيهما،أما الأستاذ محمد العربي المصمودي رئيس قسم طب الشغل بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر فأشار إلى أن تجاوز هيبة الدولة قد تم من قبل السلط الجهوية يإقالة الأستاذ القرقوري بالرغم من أنه ليس من مشمولاتها بل من مشمولات وزارة الصحة، وقد تم في الأثناء تجاوز هيبة الدولة وهيبة السلك الطبي، وذكر بأن الأستاذ جلال القرقوري لم يحضر ما سمي بالجلسة الصلحية، وأشار إلى أن المسؤولين ما زالوا يتخذون القرارات بنفس الأسلوب خلال سنوات الجمر أي خلال فترة النظام السابق، وأكد بالمناسية على ضعف الإدارة، بل لا وجود لسلطة إدارية، هناك فراغ إداري، وبالتالي فشل المنظومة الصحية، أما الأستاذ رياض المهيري رئيس قسم جراحة الأطفال فأشار بالخصوص إلى أن الطبيب ليس "ماكينة" بل هو كائن بشري، ونضال الأطباء يتواصل ليس من أجل مطالب اجتماعية وإنما من أجل تحقيق الكرامة واستعادة هيبة الطبيب المنعدمة في الوقت الحاضر، وختم الأستاذ المراكشي بالقول:" تم بالتوازي مع الندوة الصحفية عقد جلسة عامة حضرها الأطباء المضربون، هؤلاء صوتوا على تعليق الإضراب باعتبار أن الوزارة استجابت لمطلبين وتواصل لجنة تقصي الحقائق عملها لاتخاذ قرار بخصوص الممرضتين، فأردناه أن يكون دون ضغط وفي إطار الشفافية لذلك تم تعليق الإضراب بالاقتراع وسنواصل الاحتجاج بحمل شارة سوداء أثناء العمل وسنعقد اجتماعا يوم 25 الاثنين أفريل لتقييم الوضع". ومن الضروري أن تسير الأمور لصالح المرضى بالخصوص باعتبار أنهم أكثر المتضررين في قضية الحال وتأمين مصالح وكرامة كل طرف.