نظرت مؤخرا الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بالعاصمة في قضية قتل جدت وقائعها بتاريخ 9 نوفمبر 2005 في حدود منتصف الليل بجهة حي الانطلاقة تورط فيها شاب وجهت اليه تهمتا القتل العمد ومحاولة القتل العمد بعد ان توفي شاب وتضرر اخر تشاجر معهما بسبب سيجارة وكانت محكمة البداية قد ادانته وقضت في شأنه بالسجن مدى الحياة وباستئنافه لهذا الحكم مثل مؤخرا امام انظار الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بالعاصمة. وباستنطاقه نفى ما جاء على لسان المتضرر وذكر ان الهالك هو من طلب منه ولاعة لاشعال سيجارة ورد عليه بالسلب الامر الذي لم يرق للهالك ومرافقه الذي صفعه ثم ذكر انه تبعا لحالة السكر التي كان عليها دخل معهما في مناوشة تطورت الى ما لم يكن يتوقعه ثم ذكر انه كان متحوزا ساعتها على سكين وكانت تحمل اشارات ضوئية ظن الهالك انها ولاعة ثم تمسك المتهم بعدم التدخين واستبعد رواية تقدمه للهالك ومطالبته بتمكينه من سيجارة ثم اكد على ان الهالك ومرافقه استفزاه وأنه لم يكن مدركا لما صدر عنه وذلك تحت تأثير السكر ثم اضاف انه اصيب في الصغر في حادث مرور واثر على مداركه العقلية واصبح يتناول الاقراص المهدئة وباعطاء الكلمة للدفاع اشار محاميه الى بساطة انطلاق وقائع القضية من مناوشة الى تبادل عنف الى حصول الوفاة والاضرار البدنية واكد على ان منوبه لم تنصرف نيته الى ازهاق روح الهالك لانعدام اي علاقة مسبقة واغراض بين منوبه والشاكي ولاحظ ان كل ما حصل كان تحت تأثير الخمر اضافة الى اصابته بمرض الاعصاب مما جعله يتصرف عشوائيا، ولا يعي اماكن الاصابات ثم اشار المحامي الى سبب الوفاة الذي حدده تقرير الطبيب الشرعي والمتمثل في النزيف الدموي الداخلي ولاحظ انه لو تم الاسراع بنقل الهالك الى المستشفي لكتبت له الحياة ثم لاحظ ان منوبه قد عدل عن مواصلة الاعتداء بالسكين وطلب اعتبار الافعال من قبيل الاعتداء بالعنف الشديد والتخفيف عنه. محام ثان ناقش مدى توفر نية القتل من عدمها ولاحظ ان الخلاف جمع منوبه والمتضرر الذي صفعه ولم تنصرف نيته الى قتل الهالك والذي لم يجمعه به اي شيء واكد على ان منوبه كان ينوي الاعتداء على المتضرر وكان ينوي تشويه وجهه وذلك بتصريح المتضرر نفسه لدى التحقيق واكد انه لم تتوفر لديه نية القتل بدليل ان الاصابات التي تعرض لها كانت افقية. وختم مرافعته ملاحظا ان منوبه خسر حياته من اجل سيجارة وطلب في حقه اعتبار الافعال من قبيل الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه موت والتخفيف عنه قدر الامكان. وقررت المحكمة حجز القضية لاخر الجلسة للمفاوضة والتصريح بالحكم.