تحتضن مختلف مناطق ولاية تطاوين ما لا يقل عن العشرين الف ليبي حسب احصائيات غير رسمية موزعين على عدة مواقع من اهمها "مخيم الامارات بمدينة ذهيبة" و"مخيم المفوضية العليا للاجئين برمادة" و"مخيم الهلال الأحمر التونسي بقرية الدويرات" و"مخيم المركز الشبابي بتطاوين" إضافة الى بعض المخيمات الصغرى على غرار "مخيم نكريف بمعتمدية رمادة " والبقية موزعون على جميع أحياء وسط العائلات التونسية أغلبهم داخل مساكن شاغرة وضعها الأهالي على ذمتهم فيما خيرت بعض العائلات الاستقرار وسط عائلات تونسية تقاسمها الفضاء والغذاء. ويشهد الزائرالى مدن وقرى ولاية تطاوين بوضوح التواجد المكثف للسيارات الليبية في الشوارع والاشقاء الليبين في الاسواق والمقاهي وكل الأماكن شأنهم شان ابناء الجهة الذين فتحوا أحضانهم وهبوا هبة واحدة لاستقبال كل العائلات التي فرت من جحيم الحرب وهول الدمارالذي لحق بديارهم فضلا عن انعدام الأمن وأدنى مقومات العيش. وتسهيلا على الإخوة اللاجئين الى بلادنا تم تركيز اكثر من ثلاثة مراكز استقبال من قبل متطوعين سلاحهم الغيرة على الوطن وشعورا بدقة المرحلة وحبا في القيام بالواجب إزاء من انقطعت بهم السبل والتجأوا الينا فرارا من القصف العشوائي التي عاشت على وقعه مدن جبل نفوسة في الأسابيع الماضية. مكاتب استقبال ومتطوعون على مدارالساعة وبهدف التعرف على دورمكاتب الاستقبال ونوعية الخدمات التي تسديها لضيوف الجهة قصدنا «مركزالإحسان للاغاثة» الواقع بالشارع الرئيسي للمدينة وتحدثنا الى السيد البشيرالحرابي الذي أفاد بأنه أقدم على هذا العمل بالاشتراك مع السيد عبدالسلام بن قايد منذ اكثر من 12 يوما لخدمة الأشقاء وقد تمكن الى حد الآن من إسكان أكثر من 6000 ليبي تم توزيعهم على ما يزيد عن 600 مسكن موزعة في عدة ولايات ومدن أغلبها وسط مدينة تطاوين والمعتمديات وحتى القرى على غرار بني مهيرة وقصرأولاد دباب والزهراء والغرياني وقصرعون وهي مساكن تم توفيرها بعلاقات خاصة وعبر شبكة من أهل الخير معترفا بان الإقبال كان أكثرمما كان يتصور.ورغم ذلك تم توفيرمساكن شاغرة للجميع. واضاف محدثنا قائلا: «مجهوداتنا فردية وذاتية وننتظرالتدخل العمومي لأن الحمل ثقيل وتبرعات الأهالي كانت سخية الى أبعد الحدود وقد وفروا المساكن والغذاء وحتى الأدوية في بعض الأحيان راجين من ذلك ثوابا من الله واكد ان الحاجة ما تزال ماسة لمزيد من التبرع بالمواد الغذائية والحشايا والأغطية وكل حاجيات العائلات الليبية التي تحتاج الى الدعم مفيدا بأن أكثر من 300 مسكن شاغرهي على ذمة الإخوة الليبيين القادمين مستقبلا." وأشارإلى "أن ما لا يقل عن 100 عائلة يوميا تفد علينا ونعمل على توجيهها باقصى سرعة إلى مقرها الجديد دون تأخير بعد جمع كل المعطيات اللازمة حولها ويتم تعليقها بالمركز حتى نتمكن من توجيه من يطلب الاتصال بها». واشار الى لوحة واسعة تحمل قوائم إسمية عديدة. وشكر محدثنا الإذاعة الجهوية بتطاوين على كل ما قامت به من مساعدة للمركزعلى توفيرالمساكن الشاغرة والتوجيه ونشرالمعلومة وربط الصلة بالجميع . وأفاد بأن «العائلات الوافدة علينا لا يقل عدد افراد الواحدة منها عن 10» وقال: «ان جمعية وفاء» التحقت بالمركز قبل يومين لمد يد المساعدة وهي جمعية تعمل على الساحة البريطانية . تنويه بالهبة التضامنية حسين الزنتاني يعول 3 عائلات ليبية فرالى تطاوين منذ ايام وقصد هذا المركز الذي وجد من القائمين عليه كل الاستقبال الحسن والمعونة وحيى أبناء الجهة على حفاوتهم وشعورهم الأخوي الصادق الذي ترجم بوضوح صدق الانتماء وحسن الجوار.وحدثنا عن معاناة من بقي الآن في مدن الجبل الغربي دون أمن وغذاء ودواء وماء وكهرباء. لا شي إلا الدمار يخيم على مدنهم التي اصبح العيش فيها أصعب ما يكون" وعبرعن "فرحته بسيطرة الثوارعلى بوابة ذهيبة- وازن؛ مما يتيح لليبيين التنقل باكثر أمان وحرية من قبل حين كانت كتائب القذافي تغلق هذا المنفذ وتجبر العائلات على العبورعبرمسالك وعرة وعلى غاية من الخطر". ونادى محدثنا المنظمات الدولية الى التواجد في الجهة لتقديم المساعدات اللازمة لهم وخاصة الإسراع بتقديم الدعم المادي اللازم للعائلات المهجرة لعجزها عن توفير أبسط حاجياتها الانسانية كما طالب الهلال الأحمر ببذل المزيد من الجهد من أجل صحة الجميع. غيربعيد من هذا المركز ووسط المدينة تضافرت جهود الهلال الأحمرالتونسي والجمعية التونسية للصحة الإنجابية وجمعية حقوق الطفل وبدعم من نقابة اطباء القطاع الخاص ومجلس عمادة الأطباء وأطباء الصحة العمومية ونقابة الصيادلة لفتح مركزطبي يخفف الضغط على المستشفى الجهوي بتطاوين وبقية المراكز الصحية الأخرى وهو يسجل الآن ما لا يقل عن 40 عيادة يوميا . من النشاط الشبابي الى النشاط الانساني المركز الشبابي بحي المهرجان تم تحويله الى مخيم للاجئين الليبيين منذ اكثر من ثلاثة اسابيع ويحتضن الآن ما لايقل عن 120 ليبيا وليبية في حين لا تزيد طاقة استيعابه الأساسية عن 30 سريرا وبالتالي فان المركز لم يعد شبابيا بقدر ما اصبح لأغراض أخرى انسانية.وداخل هذا المركزالذي عج بالشباب والاطفال الليبيين احتفاء» بجمعة الشكر» تحدثنا الى السيد حسن محمد (اسمه الحركي) من منطقة يفرن جاء الى هذا المركز منذ اسبوعين يشكر كل من ساعدهم على الاستقرار بهذا المركز وتوفير كل حاجياتهم مثمنا روح الإخاء والاستقبال والتعاطف الذي لمسه من كل التونسيين في هذه الربوع. وعبرعن فرحته بسيطرة الثوارعلى البوابة الجنوبية ويعتبرها مؤشرا هاما للنصر والزحف الى بقية الأماكن آملا في ان تنتهي ازمتهم في اقرب الأجال ويعودوا الى ديارهم مذكرا بالأيام الحالكة التي عاشوها تحت القصف المتواصل للدبابات وراجمات الصواريخ وشدد على أن ليبيا ستبقى واحدة . وامتنع محدثنا عن التصوير خوفا من رد فعل رجال القذافي ولجانه الشعبية وحرق ممتلكاته في يفرن والتنكيل بأقربائه في طرابلس هامسا بأن عيون القذافي ترقبهم هنا في الجنوب التونسي وفي تطاوين بالذات وبالتالي فإن الحيطة واجبة وان الساحة مفتوحة لطرفي النزاع وبين الإخوة الأعداء. محمد هدية
دارالخدمات الإجتماعية ببن قردان: تجربة ناجحة وجب تعميمها أثمرت الزيارة التي أداها وزير الشؤون الاجتماعية إلى»راس جدير» لمعاينة ظروف اللاجئين الذين توافدوا هناك عن بعث دار لخدمات الضمان الاجتماعي ببن قردان التي كان قد طالب بها سكان المنطقة لتقريب الخدمات الصحية منهم ، وقد انطلقت الدارفي النشاط منذ بداية الشهرالحالي بعد تركيز مكاتب اتصال للتامين على المرض والضمان الاجتماعي والتقاعد والحيطة الاجتماعية. وقد اشارصالح كردلو(المدير الجهوي للشؤون الاجتماعية بمدنين) والمسؤول عن الدارفي تصريح ل «الأسبوعي» الى أن إنشاء دارللخدمات الاجتماعية هومطلب شرعي طالب به أهالي الجهة منذ فترة طويلة وتجاوبا معهم تم بعث هذه الدار لإسداء الخدمات ولهم أذن الوزيرلصناديق التضامن الوطني والضمان الاجتماعي والتأمين على المرض بتوحيد جهودهم وتركيزمكاتب اتصال لهم لتقديم أهم الخدمات الأساسية على أن تبقى بعض الخدمات مرتبطة بالمقرات الأصلية في انتظاراستكمالها في القريب العاجل.كما أضاف أن هذه التجربة حظيت بتجاوب واستحسان كل الأهالي وهو مكسب من مكاسب الثورة المباركة وجب تعميمها في باقي الجهات . سعيدة الميساوي