تظاهرة فنيّة مبتكرة هذه الّتي تنطلق اليوم بفضاء "التّياترو" في دورتها الثانية لتتواصل الى غاية يوم السّبت 30 أفريل الجاري ... التّظاهرة تحمل اسم «قصيرة ولكن لذيذة « وتتمثّل في مجموعة عروض ابداعيّة مبرمجة على امتداد اليومين ... عروض مسرحيّة وفرجويّة وفنيّة وموسيقيّة مختلفة سمتها الكبرى أنّ مدة عرضها لا تتجاوز في أقصى الحالات العشر دقائق ... ادارة «التّياترو» ومن أجل تأثيث هذه التّظاهرة وجّهت الدّعوة الى مجموعة مبدعين في مجالات مختافة ( مسرح - موسيقى - رقص - فنون تشكيليّة - غناء) واقترحت عليهم انتاج أعمال ابداعيّة قصيرة ممسرحة كلّ في مجال اختصاصه محورها ثورة 14 جانفي وذلك كشكل من أشكال الاحتفاء بنجاح هذ الثّورة المجيدة... مسرحيّون وموسيقيّون وتشكيليّون وراقصون وجدوا في الاقتراح - لا فقط - طرافة وجدّة على مستوى الفكرة والتّصوّر بل وأيضا فرصة من أجل اعلان تفاعلهم مع الثّورة - من جهة - ومع فضاء «التّياترو» - من جهة أخرى - ... هذا الفضاء الثّقافي الّذي ظلّ على امتداد سنوات حكم دولة الفساد والاستبداد - لا فقط - عصيّا على التّدجين والتّوظيف الرّسمي لخدمة خطاب الرّداءة والتّخلّف في مختلف صيغه وتمظهراته (ثقافيّا وسياسيّا) بل وأيضا شامخا وقلعة من قلاع النّضال بالمعنى الابداعي والذّوقي الرّفيع للكلمة ... تظاهرة «قصيرة ولكن لذيذة» تشتمل في مجموعها على 12 عرضا فرجويّا بروح مسرحيّة ... بعضها بامضاء مسرحيّين وبعضها الآخر بامضاء موسيقيّين وبعضها بامضاء فنّانين تشكيليّين (من قال انّ الفنّان التّشكيلي لا يصنع الفرجة المسرحيّة؟( مجموع هذه العروض تتراوح مدّتها بين 4 و10 دقائق على الأكثر ما يجعل منها عروضا قصيرة - نعم - ولكنّها بالتّأكيد لذيذة وطريفة شكلا ومضمونا ... من بين هذه العروض واحدا بامضاء الفنّان حاتم القروي بعنوان «ثورة» مدّة عرضه سبع دقائق ومن خلاله نشاهد رجل «سياسة» من أولئك الّذين يجيدون ركوب الأحداث وأخذ القطار وهو يمشي ... نراه يقف خطيبا في جمهرة من النّاس لالقاء خطبة حماسيّة موضوعها الثّورة ... والثّورة ... والثّورة علّه بذلك يجد لنفسه مكانا في المشهد الثّوري ...