تظاهرة فنية أخرى تعيشها بلادنا انطلاقا من اليوم وإلى غاية 8 من الشهر القادم يكون فيها الرقص أداة لتجسيد مشاركة فئة أخرى من الناشطين في الميدان الثقافي والفني تتيحها لهم الدورة العاشرة لتظاهرة ملتقى قرطاج للكوريغرافيا في دورته العاشرة. وقد اختارت الأطراف المشرفة على تنظيم هذه الدورة أن تكون نسخة هذه السنة التي تدور تحت عنوان «تونس عاصمة للرقص» استثنائية وتستجيب في العروض التي يتضمنها برنامجها لما يعكس ويتماشى مع راهن بلادنا في هذه المرحلة الانتقالية. وقد انتظمت صباح أمس بالمسرح البلدي بالعاصمة ندوة صحفية قدم خلالها حفيز ضو- الذي يشرف على تنظيمها صحبة رفيقة دربه عائشة مبارك، التي تغيبت بسبب مشاركتها في تظاهرة بلبنان- التظاهرة الدولية في دورتها الأولى بعد الثورة، أكد خلالها أن فضاءات المسرح البلدي والفن الرابع وناس الفن ستفتح أبوابها لتساهم في تنشيط الحركة الثقافية من جهة وتفسح المجال للاحتفاء بالثورة طيلة أيام التظاهرة عن طريق تعبيرات جسدية يرسمها راقصون من بلدان عربية وأوروبية كمصر والجزائر والمغرب وفرنسا. فضلا عن راقصين محترفين من تونس من خريجي المعهد العالي للرقص وممن ينشطون في بلدان أوروبية. موضحا أن أغلب العروض مستوحاة في مضامينها من مسائل ومواضيع مطروحة في الشارع التونسي معتبرا أن اللوحات الفردية أو الجماعية ، التي سيجسدها أسماء لامعة وشهيرة في عالم الرقص اليوم كماجي ماران واللبناني عمر رجاح ، تتميز بالتنوع والثراء في المعاني والإيحاءات ك»أحنا هكة» لرضوان المدب التونسي المقيم بفرنسا أو « نية» لبركة أبو ونوال الأٌقرع من الجزائر و» قهوة» للثنائي حفيز ضو وعائشة مبارك و»أنانية» للمغربي توفيق إزديو وغيرها من العروض الأخرى ك» خليني عايش» وجسدي هو وطني «... لتكون هذه التظاهرة مناسبة للوقوف على إبداعات فنية من خلال ابتكارات وتنويعات يرسمها راقصون بواسطة أجسادهم في حركات جمالية وتشكيلات لليونة الحركة لتحمل الجمهور عبر مراحل وأطوار للثورة التي كان الجسد والفكر وراء تحقيقها. وإضافة إلى عروض الرقص سينتظم على هامش هذه التظاهرة لقاء مع الكاتبة الجزائرية المغتربة بفرنسا وسيلة تامزالي التي تميزت بكتاباتها عن المرأة وحرية الإبداع والفكر للشعوب. تعبيرات استشرافية لم يخف بعض المشاركين تفاعلهم الايجابي مع هذه التظاهرة باعتبار أن أغلبهم لم يكن في تونس أثناء الثورة معتبرين التظاهرة مناسبة لمشاركة أبناء هذا البلد في الحدث بتقديم تعبيرات استشرافية لواقع مرتقب يضمن الحرية والمواطنة والعيش الكريم للجميع خاصة بالنسبة لفن الرقص الذي لا يزال بعيدا عن اهتمامات سلطة الإشراف مما جعل أغلب المواهب والكفاءات المتخرجة من المعهد الأعلى للرقص للبحث عن فرص للعمل والبروز خارج تونس ومن هؤلاء حمزة بن يوسف وياسين رمضانية اللذان سيشاركان في عرض « للهيب هوب» وعلي السلميني وأميمة مناعي وحمدي الدريدي في « التكنو»... من جهة أخرى أكدت سهام بلخوجة أنها وجدت صعوبات كبيرة في الدورات الأولى لبعث ملتقى قرطاج للكوريغرافيا بسبب نقص الخبرة والكفاءات التونسية لتخير الالتجاء إلى الكفاءات الأجنبية للقيام بتربصات في الغرض إلا أنها اليوم أصبحت فخورة بما تزخر به الساحة التونسية اليوم خاصة من عناصر شابة متميزة قادرة على تغيير مستقبل القطاع.