رغم تواضع حالته المادية، ومحدودية مستواه التعليمي، تمكن رجل عصامي التكوين يعمل فنيا في مجال الصناعات التقليدية اصيل منطقة العامرة من ولاية صفاقس من اختراع مذهل يتمثل في مولّد كهربائي يعمل دون وقود. ويؤكد السيد عبد السلام القروي في اتصال مع "الصباح" أن اختراعه رأى النور منذ 5 سنوات خلت، وكان يمني النفس حين نجحت فكرة الاختراع أن يتهافت عليه المسؤولون الكبار والمستثمرين واصحاب المؤسسات وتهرع اليه "الستاغ" لاكتشاف عبقرية الرجل وحقيقة الاختراع الذي لو تم تبنيه وتطويره سيحدث ثورة حقيقية في مجال انتاج الطاقة والتحكم فيها فلي بلد فقير للموارد الطبيعية مثل المحروقات التي تعتبر المصدر الأول لانتاج الكهرباء والطاقة في تونس. لكن شيئا من ذلك لم يقع، وظل الاختراع على اهميته طي النسيان ومجهولا الا من بعض المقربين من صاحبه رغم انه حاول -حسب تأكيده- الاتصال بعدة جهات للتعريف بإنجازه. ومن محاسن الصدف أنه نجح اليوم وبعد ثورة الكرامة والحرية بأيام من الحصول على براءة اختراعه بعد تقديمه لطلب في الغرض إلى المعهد الوطني للمواصفات الملكية والفكرية مرفوقا بملف عن طبيعة المشروع.. والسيد عبد السلام هو من مواليد 1960 ببليانة منطقة تابعة لمعتمدية العامرة من ولاية صفاقس وهو فني في الصناعات التقليدية، اثبت قدرة فائقة على استنباط الحلول لعدة مشكلات ويؤمن كثيرا بالمثل القائل "الحاجة ام الاختراع" لذلك هو لا ينقطع عن التفكير ووضع خطط مشاريع يؤكد انها عملية لو وجد من يسانده ويؤمن بجودى افكاره، خاصة في مجال الطاقة. ويتمثل الاختراع في مولد كهربائي يشتغل ذاتيا دون اي نوع من انواع الوقود ولا يحدث ضجيجا، يمكن ان يكون هيكله صغير مثل النسخة التجريبية التي نجح في صنعها بمواد اولية وتمت تجربته على امتداد ثمانية ايام متتالية وكانت النتيجية مذهلة اذ تمت اضاءة مصابيح كهربائية وتشغيلها علما ان قوة انتاج المولد قوية ويمكن ان تصل إلى 220 فولت، كما يمكن تطويرها إلى 380 فولت حسب الحاجة. وعن الفكرة التي دفعته لاستنباط المولد قال عبد السلام ان طبيعة عمله جعلته من المتابعين الأوفياء للإذاعة وجلب انتباهه يوما حديثا عن الطاقة وضرورة المحافظة عليها فاستهوته الفكرة وانطلق في البحث وجرب عديد المرات حتى توصل في النهاية الى الاختراع ووضع مثال فني دقيق يفسر طريقة اشتغال المولد. ويقول عبد السلام إن الاختراع يمكن استخدامه في قطاعات مختلفة منها مجمعات الحليب والمترو، والمستشفيات، والمؤسسات الصناعية..علاوة على ايجابياته على البيئة والاقتصاد في الطاقة وحماية المحيط. وهو الآن لا يدري كيف يمكنه التعريف باختراعه وله أمل كبير في أن يجد من يرشده إلى ذلك دون ان يسطو احد على فكرة اختراعه او على طريقة اشتغاله، كما يرغب في أن يتبنى أحد المستثمرين او المؤسسات تمويل انتاج وتسويق الاختراع مع الاحتفاظ بحقوقه. ويقول ان لديه بحوث ومشاريع أخرى عن مجالات مختلفة منها مشروع تنظيم حركة المرور والحد من حوادث الطرقات.