أفاد المتضرر في هذه القضية أنه استهدف لعملية سرقة فقد بموجبها دفتر ادخاره وبطاقة تعريفه، وعلم أن الجاني عمد إلى سحب ألف دينار من رصيده من مكتب بريد القيروان وهو يوجه شكوكه نحو قريبه (أ) الذي يتردد على منزله باستمرار، وقد شاهده شقيقه ليلتها بصدد تفتيش حافظة أوراقه وبموجب هذا تم سماع المتهم من طرف باحث البداية فاعترف بسرقة الدفتر وبطاقة التعريف وتحول بهما إلى مركز البريد أين تمكن من سحب مبلغ ألف دينار وقد أخفى 840د لدى امرأة يعرفها مع دفتر الادخار وبطاقة التعريف على أن يرجع لاحقا لاستلامهما إلا أنه تم القبض عليه قبل ذلك، وتم حجز المبلغ (840د) والدفتر والبطاقة. وفي مرحلة التحقيق أوضح المتضرر أنه افتقد وثائقه فسأل شقيقه عنها فأخبره بكونه ضبط المتهم داخل غرفة النوم ولما سأله عن سبب وجوده في ساعة متأخرة من الليل، أجابه أنه يبحث عن بعض السجائر وأضاف الشاكي أنه وفي الغد اتصل بمكتب البريد للإعلام عن فقدان الدفتر ففوجىء بإعلامه بأن شخصا سحب منه ألف دينار فتم غلق الحساب في انتظار تقديم قضية في الغرض وهو ما وقع... وبسماع الموظفة بمركز البريد أفادت أنها مكلفة بسحب الارصدة المالية وحوالي الثالثة زوالا تقدم شخص لا تعرفه من قبل وقدم لها الدفتر والبطاقة وبتأمله اتضح لها أن ملامحه مطابقة لصورة البطاقة فمكنته من ألف دينار بعد أن أمضى بالبطاقة المخصصة لذلك وأكدت أن الشخص الماثل أمامها لدى البحث هو نفسه وقد عاد إليها بعد نصف ساعة طالب سحب بقية المبلغ بالرصيد (700د) فأعلمته أنه لا يمكنه ذلك في نفس اليوم، وبعد إلحاحه أحالته على القابض الذي حقق معه بدقة حول هويته وحالته العائلية حتى أنه سأله عن جرح بوجهه لا يوجد بصورته على البطاقة فأعلمه أنه أصيب بعد اخراج البطاقة فارجع له وثائقه... ومن الغد قدم شخص آخر مقدما نفس الدفتر.. ونظرا للتفطن لما وقع بالامس لاحظ ذلك الشخص تفطن أعوان البريد لأمره فهرب تاركا الدفتر وبإعادة استجواب المتهم أنكر ما نسب إليه متراجعا في تصريحه الاعترافي مؤكدا أن ذلك انتزع منه تحت الاكراه وأن الخطوط ببطاقة البريد ليست له أما المتهم الثاني فقد أوضح أن صاحبه قدم لوالدته مبلغا كأمانة ثم عرض عليه الدفتر والبطاقة وكلفه بسحب المبلغ الباقي بالرصيد... وفي مركز البريد لاحظ غمزات لدى الموظفين، فخاف وهرب.. وبختم البحث أحيل المتهمان على المحاكمة من أجل التدليس ومسك واستعمال مدلس ويضاف للاول تهمة السرقة المجردة.. وفي الجلسة تبين أنهما غائبان وإثر المفاوضة قضت المحكمة بسجن الاول لمدة تسع سنوات وبسجن الثاني ثماني سنوات.