كشف الحبيب عمار المدير العام لديوان السياحة خلال ندوة صحفية التأمت أمس بمقر وزارة السياحة ،عن ملامح الحملة الترويجية الجديدة لإعادة دفع عجلة السياحة التونسية بعد الثورة التي يعتزم الديوان الشروع فيها بداية من يوم 9 ماي القادم. وبين أن الحملة الموجهة للسوق الأوربية تقطع مع أشكال الحملات السابقة وستركز على التسويق لصورة تونسالجديدة ما بعد الثورة إلى جانب محاولة نزع عامل الخوف من القدوم إلى تونس الذي ما زال يلازم العديد من السياح لا سيما في ظل تواصل الاضطرابات على الحدود التونسية الليبية. وفي إجابته عن تساؤل "الصباح" حول مدى وجاهة اختيار هذا التوقيت المتأخر للقيام بحملة ترويجية خاصة وأن السائح الأوربي عادة ما يختار البلد الذي سيقضى فيه عطلته في وقت مبكر،بيّن المدير العام لديوان السياحة أن الوضع خلال الأشهر الماضية لم يكن يسمح بالقيام بمثل هذه الحملة الترويجية وذلك بسبب الاضطرابات التي عرفها شارع الحبيب بورقيبة في أكثر من مناسبة إلى جانب الوضع على الحدود الليبية...
وردا على تساؤل آخرل "الصباح" حول حظوظ نجاح هذه الحملة في انقاذ ما تبقى من الموسم السياحي خاصة مع تزامن هذه الحملة الترويجية للصورة الجديدةلتونس الحرية والديمقراطية مع الأحداث التي عاشتها تونس خلال اليومين الماضيين وصورة العنف في قمع المظاهرات السلمية والتعدى على الصحافيين... أشار مدير ديوان السياحة إلى أنه لا يجب النظر إلى المسألة من منظور ضيق بل من منظور أوسع مبينا أن الحملة الترويجية وإلى جانب استهدافها لحجوزات السياح لشهري جويلية وأوت فهي تستهدف أيضا ما بعد موسم الذروة والموسم المقبل. واعتبر الحبيب عمار الوقت مازال يسمح بتدارك البعض من التراجع الذي لحق بحجوزات السياح للموسم السياحي والذي حدد إلى حد الآن بحوالي 45 بالمائة مقارنة بالموسم الفارط.
تراجع مؤشرات القطاع
قال أيضا إن مؤشرات الأربعة أشهر الأولى من السنة الجارية سجلت تراجعا في عدد الوافدين بحوالي 42 بالمائة وتراجعا في عدد الليالي السياحية بأكثر من 53 بالمائة إلى جانب تراجع المداخيل السياحية بحوالي 48 بالمائة. من جهة أخرى اعتبر مدير ديوان السياحة القطاع السياحي مريضا منذ ما يزيد عن 10 سنوات في ظل غياب إرادة سياسية للنهوض به تجسدت على سبيل الذكر لا الحصر في عدم تدعيم ميزانية الترويج التي ظلت في حدود 42 مليون دينار وهو مبلغ لا يمثل سوى ثلث أو ربع ميزانيات بعض الوجهات السياحية المنافسة لتونس... لكنه بين في المقابل أن الثورة اليوم تعد فرصة حقيقية لتحسين وضع القطاع بصفة هيكلية...