لئن كشف الكوميدي الهادي اولاد باب الله ان ابنته لاتزال تعاني من مخلفات المظلمة التي تعرض لها بعد أن داهم البوليس السياسي بيته ذات ليلة فإنه شدد على طي صفحة الماضي رغم مرارتها لأنه يعلم أن من أوقفوه ولفقوا له تهما كيدية كانوا يطبقون بدورهم الأوامرفي النظام القمعي للرئيس المخلوع.. وبعد تصريحه لإذاعة «اكسبراس آف-آم» أنه يفكرفي رفع شكوى إلى القضاء لاستعادة حق ابنته التي تملك ملفا طبيا وحقه بما أنه أصبح يعاني من ضغط الدم وأمراض أخرى فإنه تراجع لأنه بطبعه صاحب «قلب أبيض» ومتسامح ولايريد الشرلغيره على حد تعبيره. كما أكد أنه استثمر محنته في مسرحيته الجديدة «السجين رقم 3300» وهورقمه الحقيقي بسجن المرناقية حيث قضى عقوبته السجنية. ويدور محورأحداث المسرحية حول شخصية «أيوب» وهو «سجين رأي « يتعرض إلى مظلمة صارخة في افتكاك فكرته لتتشابك الأحداث.
شاشة عملاقة على الركح
وعن مدى مسايرة مسرحيته للثورة أوضح اولاد باب الله انها لامست مختلف الإشكاليات المطروحة بأسلوب كوميدي نقدي ساخرقائلا: «لقد اخترت تركيز شاشة عملاقة على الركح لأدخل في حوارمع زين الهاربين وأوباما الى جانب الغنوشي والسبسي وعدة وجوه معروفة أخرى من محلية وأجنبية.والمسرحية قراءة مباشرة في ما قبل الثورة وما بعدها مع نظرة استشرافية للمستقبل». وحول مسالة مدى توفقه في تجاوز المباشراتية التي سقط في فخها عديد المسرحيين بعد الثورة إثر إزالة الرقابة على الانتاجات المسرحية أبرزأنه وظف كل الجزئيات في شخصية «أيوب» لتجنب الوقوع في مثل هذه الأخطاء التقديرية موضحا: «المبدع الحقيقي هوالذي يتفطن الى مثل هذه التفاصيل الدقيقة وأنا بطبعي فنان محترف وتجربتي تمتد لسنوات طويلة مما مكنني من»رتق «هذا العمل من مختلف جوانبه. ولعل تفاعل الجمهور مع المسرحية في صفاقس وسوسة والمنستير يؤكد نجاحها بعد إعجابه بالطرح والشكل في انتظارعرضها قريبا بالمسرح البلدي.