بدأ العد التنازلي لموعد انتخابات المجلس التأسيسي، حيث سيختار الشعب في أول ممارساته الديمقراطية بعد الثورة، ممثلين يتنازل لهم على سيادته ويكسبهم الأحقية والشرعية المطلقة لتقرير مصيره... ممثلون بينت مؤسسة "قلوبال سارفيس مانجمنت" GMS في الدراسة التي قامت بها بين 20 أفريل و2 ماي 2011 اعتمادا ،على عينة حددت ب1304 شخصا تراوحت أعمارهم بين 18 سنة فما فوق، حول "التونسيين والسياسة والانتخابات"، أن نسبة 83 بالمائة من منتخبيهم (المستجوبين) لم يحددوا بعد الطرف أو القائمة المرجح انتخابها... كما عبّر أكثر من 53 % منهم عن ضعف ثقافتهم السياسية ومحدودية معرفتهم بالأحزاب والشخصيات السياسية... مسألة تدفع إلى التوقف حول مدى نجاح انتخابات 24 جويلية المصيرية وتحقيق الانتقال الديمقراطي "الحلم"، والتساؤل أين مؤسسات المجتمع المدني التي من مهامها سد هذه الثغرة وتوفير توعية سياسية تهدف الى إنجاح الانتخابات؟ تجدر الاشارة أيضا أن نفس الدراسة بينت أن أكثر من 64 % من المستجوبين شددوا على الإبقاء على تاريخ 24 جويلية كموعد للانتخابات من أجل وضع هيكل شرعي يشرف على تسيير البلاد.
ضيق الوقت..
بعد أن أقرت مفيدة بلغيث الكعلي من الجمعية التونسية للعمل من أجل المواطنة بأهمية موعد انتخابات المجلس التأسيسي في حياة المواطن فهو الذي سيحدد ملامح ديمقراطية تونس، رأت أن الوقت حان للتوجه الى الشارع التونسي، كما أقر أن الوقت ضيق وبدا بالنفاد وعلى جميع مكونات المجتمع المدني تكثيف أنشطتها وخاصة منها المنظمات الحقوقية، التي تهتم بالوعي السياسي والانتخابات..من أجل توفير المادة قادرة على توعية المواطن التونسي المتواجد في جميع أرجاء الجمهورية... تقول أن عمل الجمعيات منقوص نظرا أن مستوى الأمن كان محدودا في الآونة الأخيرة لذلك اضطرت أكثر من جمعية ومنظمة الى تأجيل أنشطتها في الجهات...كما تشير أن جمعية المواطنة انطلقت فعليا في العمل الميداني وبعد تظاهرة الأحد الفارط والتي أثبتت أن المواطن يهتم بهذه التظاهرات ستواصل عملها ومن المنتظر أن تقوم يوم الأحد القادم بنشاط في منتزه أريانة ستهتم فيها بسبر آراء التونسيين لمطالبهم من الانتخابات مع تفسير لمهام المجلس التأسيسي.
الشرعية.. ومحدودية الدعم
وبالنسبة لمحمد علي من جمعية تونس الحرية التي تختص في مراقبة الانتخابات والتوعية السياسية فرأى أن محدودية نشاطهم في هذه الفترة يعود إلى نقص الدعم المادي وعدم الشرعية التي تعاني منها جميع المنظمات التي تحصلت على وصل الإيداع بعد 14 جانفي ويضيف أن ضيق الوقت المتبقي قبل موعد الانتخابات يضطرهم إلى التركيز على الجزء الثاني من برنامجهم فحسب وهو مراقبة العملية الانتخابية في جميع مكاتب الاقتراع مع تحضير سبر للآراء يهتم بتقييم التونسي لظروف الانتخابات، فهي منظمة حديثة العهد، وقد سعت الى تفعيل نشاطها عن طريق تحضير نشاط موحد لأكثر من جمعية في نفس التخصص في انتظار تركيز برنامج أكادمية تونس الحرية والديمقراطية التي ستشرف على تكوين متطوعين يقومون بمهمة المراقبة، الى جانب الانتقال الى الجهات وتقديم دروس توعوية في المدارس والمعاهد ومراكز التكوين... التخصص؟؟ من جانبه قال رضا التليلي عن مؤسسة أحمد التليلي من أجل ثقافة ديمقراطية والتنمية الاجتماعية وأن مساهمتهم في تحضير أرضية الانتخابات ستكون بالإشراف على ترجمة وتوزيع الكتابات من كتب ومقالات ووثائق تهتم بالتثقيف الديمقراطي، على غرار كتابات غاندي ومنديلا... مع التركيز على الكتابات البسيطة، التي تقدم توضيحات بشأن المقاييس العامة للمترشح للانتخابات على غرار السن الذي اصبح يعد مقياسا هاما في انتخابات أمريكا وأوروبا...ورأى التليلي أنه على المواطن أن يكون له دور ايجابي في الانتخابات والسعي الى القراءة والتثقيف السياسي... وفي نفس السياق تقول حليمة الجويني عن جمعية النساء الديمقراطيات أنه في إطار الائتلاف الذي قامت به المنظمات والجمعيات التونسية مؤخرا أسندت مهمة مراقبة الإعلام للنساء الديمقراطيات، والى جانب ذلك تقوم الجمعية بالإعداد لسلسلة من الندوات التي تهتم بتحسيس وحث النساء الى الترشح للانتخابات والعمل على أن يكن رؤساء قائمات من أجل ضمان مبدأ المناصفة داخل المجلس التأسيسي... واعتبرت حليمة الجويني أن الندوات التي تم عقدها من قبل الجمعية داخل الجهات... والتكوين والورشات التي تشرف عليها الجمعية تتنزل ضمن الاحتكاك المباشر مع المواطن...