الجالية التونسية بالخارج بصفة عامة وألمانيا بصفة خاصة ساهمت مساهمة فعالة في نجاح ثورة الشعب التونسي التي فتحت الباب على مصراعيه أمام ثورات عربية أخرى كما أصبح العالم يتحدث عن هذه الثورة التي أسمعت كلماتها كل من به صمم. وقد جرت العادة أن تكثف الاتصالات بالجالية قبل العطلة الصيفية وكانت الوفود تتحول إلى الخارج وعلى رأسها الوفد الإعلامي المتعدد الاختصاصات الذي يضم الشركة التونسية للملاحة وتونس الجوية والسياحة والبنوك والديوانة وديوان التونسيين بالخارج لتعريف المغتربين بالتسهيلات والتشجيعات الممنوحة لهم من الدولة.. اليوم بعد الثورة تغيرت اهتمامات المغتربين وبات شغلهم الشاغل : هل لهم الحق في انتخابات المجلس التأسيسي ؟ هل تستطيع الجالية التونسية بألمانيا الانتخاب هناك دون الحاجة إلى المجيء إلى تونس؟ كيف يمكن للتونسيين المقيمين بألمانيا التعرّف على برامج الأحزاب الكثيرة حتى يكونوا على بيّنة بما تشهده الساحة السياسية في تونس من تحوّلات. إن التونسيين الذين يعيشون في ديار الغربة يهمهم أن تستعيد تونس عافيتها وهذه الأخيرة لا يمكن تحقيقها إلا بالعمل فهو الضمان الوحيد لحصولها على تاشيرة النجاح التي من شأنها جلب المستثمرين وإنشاء المعامل وخلق مواطن شغل لامتصاص ظاهرة البطالة .. هؤلاء المغتربين مستعدون لوضع اليد في اليد مع أبناء بلدهم لبناء اسوار وطن منيع. في النهاية هناك سؤال هام يشغل أبناءنا في الخارج لماذا يطلب منهم دفع 60 دينارا إذا قضوا 6أشهر أو أكثر في تونس والحال أنه كلما زاروها إلا وقاموا بتعمير بطاقة إرشادات خاصة بالأجانب؟