مع احتدام الوضع السياسي والأمني في عدد هام من بلدان العالم العربي, انطلقت النسخة الثامنة من برنامج "ستارأكاديمي" العربي الذي تبثه قناة ال"أل بي سي" مساء كل جمعة فيما تبث قناة "نغم" اليوميات داخل الأكاديمية على امتداد ساعات اليوم. وكان "البرايم" الأول مزيجا من الغناء والرقص مع ايثار للفقرات التي تغنّت بالوطن ودافعت عن حق المواطن في الحرية والكرامة, وقد استحسن جل المتابعين هذه الاطلالة رغم أن الملاحظة التي ردّدها التونسيون هي غياب علم تونس في تلك الفقرات التي وظفت فيها الأغاني الوطنية وطغت المشاركة المصرية فيه على المشهد وكأن ريح الثورة لم تمر سوى من بلد الفراعنة رغم تقديرنا للثورة المصرية التي تلت أحداث 14 جانفي في بلدنا بأسابيع قليلة. ومرّت تلك الاطلالة بسلام وتغيّر المقترح في الأسابيع الموالية وأصبحت بعض الممارسات التي لاحظها البعض مثيرة للتساؤل والحيرة, فما الذي تفعله «رولا سعد» بأبناء الأكاديمية وهي التي قيل سابقا وعلى لسان بعض المشاركين أنها تكتب «سيناريوهات» الحياة اليومية للطلاب, وتقحم فيها التشويق بطرق غير منطقية بالمرّة؟ هل تعي هذه المديرة أن في ليبيا يقتل الطفل غدرا بقنابل وحشية في كل لحظة؟ هل تشاهد «رولا سعد» نشرات الأنباء وكيف يتواصل موت المواطن اليمني والسوري برصاص غاشم لا يرحم؟ في سهرات «البرايم» تخلع رولا سعد عن الطلاب كل ما من شأنه أن يذكّر بالمشاهد التي ذكرت, وكأن العالم العربي لا يرزح تحت وطأة الوجيعة ولا يموت أطفاله ولا رجاله ونساؤه في كل لحظة. وان كنت تمنيت لو أن النسخة الثامنة كانت قد تفطنت الى مثل هذه الأحداث فراعتها ووظفتها فنيا, فانني اليوم أتمنى أن يتوقف هذا البرنامج, شأني شأن آلاف المتابعين لأجواء الفرح والمرح والفساتين المتلألئة والعارية التي تطل علينا أسبوعيا. الى جانب ذاك العراء وتلك الاختيارات الغنائية المتهلهلة التي ترحب بأغنية «نوتي» لهيفاء وهبي, يفاجئك بعض المشاركين بتصرفاتهم الفاضحة وبصورهم المخلة بالآداب والتي اكتسحت صفحات الانترنتي .فضلا عن حواراتهم التى تفتقد الى الوعي السياسي أو الانساني,لتبدو تصرفاتهم من قبيل «الدروشة» والميوعة. ولعلنا سنستثني المشاركة التونسية ورفيقتها المصرية اللتان أظهرتا قدرا من الاحترام لا يمكن انكاره. وتعيش الأكاديمية المذكورة على وقع قصة حب ملتهبة بين المشاركين السوريين «حسام» و»سارة», والمراهقين المتابعين للبرنامج يشاهدون -بلا شك- قبلهم المسروقة وعناقاتهم المتواصلة وكل الايحاءات الخفية التي يأتونها للتعبير عن معاناتهم «العشقية «ولعلنا سنتساءل عن دور المديرة في مثل هذه الحالات وهل تتدخل بين الفينة والأخرى لتعدّل تلك الممارسات. يحدث هذا وأكثر في برنامج تنجح الدعاية الضخمة له في توريط شبابنا في «اللعبة» التي يستفيد منها المستشهرون الراغبون في مزيد من الثروة عبر التصويت واستغلال المشاعر واستبلاه البعض, فهل نأمل في توقف ..المهزلة قريبا؟