عديد المؤشرات لاحت مؤخرا تشير إلى أن سلامة التراب التونسي بات مهددا من بعض الجهات الإرهابية خاصة أن حدودنا الجنوبية لم تعد في مأمن جراء الوضع في ليبيا وذلك رغم ما تقوم به قوات الجيش والأمن من دور وجهد لضمان سلامة هذه الحدود وضمان امن البلاد. كما أن البعض من الداخل والخارج حاول فرض هذه الفكرة والإشعار بأن تونس في حالة خطر وأنها مهددة من قوى إرهابية إلى أن تأكدت هذه المخاوف أول أمس اثر ما جد في الروحية من معارك بين قوات من جيشنا الوطني وعدد من الإرهابيين أدى الى مقتل عسكريين تونسيين واثنين من بين المهاجمين اللذين قيل انهما من تنظيم القاعدة. ما جرى أول أمس في منطقة الروحية خلف عديد نقاط الاستفهام وأبرزها السؤال الدائر لدى العامة: هل أصبحت تونس عرضة للإرهاب فعلا؟ ولماذا لم تحدث مثل تلك الاحداث الا الآن؟ وهل فعلا تنظيم "القاعدةّ في شمال إفريقيا وضع تونس من بين اهدافه؟ عديد الاسئلة تطرح اليوم والاجوبة عليها ستكشفها الايام القادمة.. لكن السؤال الذي يمكن ان نجد له جزءا من الجواب هو أي دور لفرنسا اليوم في ما يحصل وهل انها قادرة اليوم على مد يد المساعدة لتونس في المجال الامني والاستخباراتي بغاية المساعدة على حمايتنا ممن يرغبون في الابقاء على حالة الاضطراب وبث الفتنة وزرع الخوف في النفوس... سؤال يلقى جوابه في اللقاءات التونسية الفرنسية المكثفة هذه الايام وآخرها زيارة رئيس الحكومة المؤقتة السيد الباجي قائد السبسي الى باريس وفي نفس الوقت زيارة وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان لتونس. هذه الزيارات التي تركزت على الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية بالبلاد وآفاق التعاون التونسي الفرنسي بعد الثورة وضرورة دعمه وتنويع مجالات،تخللتها اتفاقيات ومشاورات انتهت بتعهد فرنسي في إنجاح مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية في تونس. وبتعهد بأن تكون "محامية تونس" خلال قمة الثمانية التي ستنعقد في دوفيل يومي 26 و27 ماي وستكون تونس لاول مرة ضيفة على القمة.. المفاوضات بين تونسوفرنسا في باريس تركزت كذلك على "ضرورة" قيام باريس وتونس بالعمل معا على التصدي للهجرة السرية. مع تأكيد حكومي فرنسي بأن تبقى "الشريك الأول لتونس". اللقاءات الثنائية مثلما كانت كثيفة في باريس كانت كذلك في تونس حيث وقعت تونسوفرنسا اتفاقية تعاون من أجل انشاء مركز عسكري للتدريب المهني في قفصة امضى عليه كل من وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي ووزير الداخلية الفرنسي كلود غايون... هذا التحرك الديبلوماسي الكثيف بين البلدين يبدو أن وراءه رغبة فرنسية في الإبقاء على نفوذها التاريخي على تونس في ظل محاولات أمريكية للسيطرة على المنطقة ككل بعد الثورات التي أطاحت بأحلافهما من الزعماء. . فرنسا وعلى عكس الولاياتالمتحدة- لم تساند الثورة التونسية في بدايتها بل أن تصريحات بعض مسؤوليها كانت مساندة للرئيس المخلوع ونظامه ومن ضمنها تصريحات وزيرة الخارجية ميشال أليو ماري قبيل سقوط بن علي والتي رفضت خلالها دعم مطالب المتظاهرين بل حاولت تقديم الدعم المادي واللوجستي لنظام المخلوع وهو ما هز صورة فرنسا لدى النخب التونسية. ويبدو أن فرنسا تسعى اليوم لتنفيذ خطة إنقاذ وتلميع لهذه الصورة واستعادة دورها السابق في تونس وفي شمال افريقيا بصفة عامة ويمكن أن تكون حققت شيئا من ذلك خلال لقاءات قائد السبسي بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والوزير الاول فرانسوا فيون ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشي وشيخ مدينة باريس برتران دولانوي. سفيان رجب