عقد عشية الأمس حزب العمل التونسي إجتماعه الأول من أجل بعث فروع جهوية وتنسيقيات محلية بالمعتمديات بصفاقس وسط حضور وجوه عمّالية تنتمي إلى الوسط النقابي. مؤسسو حزب العمل التونسي يراهنون ليس فقط على الطبقة العمالية وإنما كذلك بقية المهنيين الذين يرون في ضرورة إرساء نموذج إقتصادي وطني مندمج يقطع مع العولمة المتوحشة ذات الإختيارات النيوليبرالية وما يدعّم انتماء تونس الجغراسياسي المغاربي والعربي والإسلامي والإفريقي والمتوسطي على حد السواء. في مصافحة اولى مثلما ارادها حزب العمل التونسي مع إطارات ولاية صفاقس تحدّث المنسّق والناطق الرسمي للحزب عبد الجليل البدوي في مداخلته عن انكباب الساحة السياسية على طرح القضايا السياسية وكونه صار يحظى في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد بنصيب أوفر من الجانب الإقتصادي والإجتماعي ورأى في ذلك خطرا يهدد الثورة التونسية التي انبنت على كرامة الإنسان وترنو إلى توزيع عادل للثروة. فكرة تأسيس الحزب مثلما وردت في المداخلة برزت منذ اكثر من 60 سنة من قبل بعض النقابيين وعادت لتطفو على السطح من جديد بعد ان وقع تهميش جميع القيم من معرفة ومواطنة وأن هذا الحزب لن يشمل سوى الأجراء بل يتسع لعديد الفئات من تجّار وحرفيين وكذلك رجال الاعمال الذين تعرّضت فئة كبيرة منهم إلى محاصرة المافيا التي أطلقها المخلوع على المستثمرين. حزب العمل التونسي مثلما اسس له مكتبه السياسي يهدف إلى ضرورة بعث جبهة تفرض أساسا وجود قطب يهيكلها غير ان الإضافة الجديدة هي تركيز الحزب على المشروع الإقتصادي والإجتماعي وفتح آفاق لعيش كريم وتوفير الشغل مستندين في ذلك على مفهوم الديمقراطية والإشتراكية والحداثة والمعاصرة ومن ثم الإنخراط في الحركة الإصلاحية. أما في حديثه عن مفهوم الحزب للإشتراكية فقد اورد مؤسس الحزب هذا المفهوم في إطار الديمقراطية الإجتماعية على أساس الحرية والعدالة الإجتماعية والتعاون والتضامن وعلى اساس هذه المبادئ سيتم تحقيق الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية من خلال إعادة الإعتبار لدور الدولة في شكل مرن ومتغير. صابر عمري