يجتمع الأساتذة صوفية القلى الناقدة فى ميدان الفن التشكيلى وعائشة القرجى مديرة رواق الفنون / عمار فرحات / والأديب عز الدين المدني والصادق قمش الفنان التشكيلي المعروف وصديق الفقيد في لجنة ستهتم بإعداد برنامج مائوية عمار فرحات الذي ولد سنة 1911 وتوفي سنة 1988 وذلك تحت إشراف وزارة الثقافة . واحتفاؤنا اليوم بعمار فرحات يستمد شرعيته من تفاني هذا الفنان في المحافظة على هويتنا وتاريخنا من خلال اهتمامه برسم البدو والفقراء والموسيقيين الشعبيين والرعاة والباعة المتجولين وأفراح الأعراس البدوية وجل أعماله تفاصيل الحياة اليومية في تونس فكانت لوحاته وثائق صادقة ناطقة بهوية تونس وحضارتها . والحقيقة ان هذا لا يستغرب ممن عاش يتيما وفقيرا وانتقل إلى العاصمة وهو في السابعة من عمره بحثا عن قوت يومه بكل ما يعني ذلك من فقر وحرمان وعذاب إلى ان اكتشف عندما بلغ الخامسة عشرة من عمره ان له موهبة الرسم وبدأ في رسم صور الفنانين المصريين المشهورين في ذاك الوقت -نهاية العشرينات - وعرضها للبيع على أصحاب المقاهي وهذا يعني انه كان بالفعل عصاميا لا فضل لأحد ولا لمدرسة معينة عليه حيث انه لم يدخل أية مدرسة للفن. بل كان له الفضل على فن الرسم والكلام هنا كتبه علي اللواتي الذي قال : «أصبح معه فن الرسم تعبيرا شاملا عن عالم قائم بذاته وهو عالم الطبقة الفقيرة بكل مظاهره وأحداثه والتوترات المعتملة داخله وهو عالم يرصده الفنان بالهام كبير وفي شيء من السخرية « وقد انتهج عمار فرحات للتعبير عن عالم الفقراء بصدق رؤية فنية أصر عليها وأجاد رسم توتراتها دون إغفال قيمة السخرية مما أثرى المدونة الفنية التونسية وجعل إنتاجه يتجاوز المحلية الضيقة ليعانق هموم الإنسان عامة. لهذا من حق هذا الفنان علينا ان نذكر بمسيرته ونعرف أطفالنا وتلاميذنا وطلبتنا عليه في كل المؤسسات التربوية بكتابات تستعرض حياته الفنية وتحسس اليافعين والشبان بالأهمية الجمالية لإبداعات هذا الرسام الفذ. ومن حقه علينا أيضا ان نخصص برامج تذاع وأخرى مصورة تبث في التلفزيون وأن يتناول فنه واختصاصه ورؤيته والمدرسة التي مثلها بالدرس والتحليل في المؤسسات الثقافية والأكاديمية. و قرار الاحتفال بمائوية عمار فرحات يحمل أكثر من مغزى ويسعد الكل لا فقط لقيمة الرجل ولأهمية ما اثرى به المدونة الفنية التونسية والفن الإنساني عامة وإنما أيضا لان الوزارة تفطنت إلى ضرورة مواصلة الاحتفال بمائويات رموز تونس وإعلامها حتى وان تم اتخاذ القرار في النظام السابق لان لهؤلاء الأعلام والرموز علينا حق ولأننا نحتاج إليهم لتأكيد هويتنا والتدليل على ما وصل له التونسيون من ثقافة عميقة وفكر مستنير. بقي أننا نتمنى ان نظفر بمائوية تستحق ما يصرف من اجلها ونتلافى الهنات التي رافقت احتفالنا بمائوية الشابي والمشاكل التي رافقت الاحتفال بمائوية مصطفى خريف بين اللجنة المنظمة واتحاد الكتاب، هذه الاحتفالية التي لم تكتمل وكان صاحبها من رموز النظام السابق. والاحتفال الباهت الذي سلط على مائوية الرسام علي بن سالم، والتي لم تتجاوز على حد علمنا اليوم الدراسي الذي نظمه «بيت الحكمة « بمشاركة نخبة من أساتذة الباحثين والدارسين والذي اشتمل على معرض علقت فيه لوحات الرسام وشريط وثائقي قصير حول مسيرة صاحب المائوية.