في الوقت الذي كانت فيه الهيئة المستقلة للانتخابات تعقد ندوتها الصحفية عشية أمس، عقدت هيئة تحقيق أهداف الثورة في نفس الوقت تقريبا جلسة في مقر مجلس المستشارين بباردو لمناقشة مسالة تأجيل موعد انتخابات المجلس التأسيسي. وشهدت الجلسة نقاشا واسعا من قبل اعضاء الهيئة بين مؤيد لقرار الهيئة المستقلة تأجيل الانتخابات والدعوة لاحترام اسقلالية قرارها، وبين رافض للتأجيل. ورغم أن أغلب اعضاء هيئة تحقيق اهداف الثورة ابدوا مواقف مساندة للهيئة المستقلة للانتخابات، إلا أن بعض ممثلي الأحزاب على غرار الحزب الديمقراطي التقدمي، وحركة النهضة، والمؤتمر من أجل الجمهورية..جددت رفضها تأجيل الانتخابات.. واقترح بعض الأعضاء اصدار بيان مساندة للهيئة المستقلة للانتخابات لكن تدخل عياض بن عاشور رئيس الهيئة كان حاسما في ترجيح كفة ما ذهبت اليه الهيئة المستقلة للانتخابات من أن موعد 24 جويلية كان في الأساس مبرمجا لتنظيم انتخابات رئاسية. فقد كشف بن عاشور أنه شخصيا اقترح حين تمت دعوته لتراس لجنة الإصلاح السياسي تنظيم انتخابات رئاسية بتاريخ 24 جويلية، في حكومة محمد الغنوشي الأولى وأوضح قائلا ": لقد كنت شاهد عيان على تحديد موعد 24 جويلية وكنا نعمل في إطار الفصل 57 من الدستور لكن حين تم تعليق العمل بالدستور واقرار التوجه لانتخاب مجلس تأسيسي عوضا عن انتخابات رئاسية لم ينتبه أحد إلى تاريخ 24 جويلية". ولاحظ بن عاشور أن مرسوم دعوة الناخبين لانتخاب اعضاء المجلس التأسيسي يوم 24 جويلية نص الفصل 4 منه على " فتح باب الترشح بداية من يوم الخميس 2 جوان إلى يوم 8 جوان، وعلى الراغبين في الترشح تسجيل قائمات الناخبين قبل يوم 2 جوان." وأقر بن عاشور باستحالة تطبيق هذا الفصل، داعيا اعضاء الهيئة إلى التوصل لحل وفاقي مقترحا في هذا الصدد ان تعقد الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي جلستين اليوم الجمعة تخصص الاولى للتداول مع رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات حول موعد تنظيم انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، أما الثانية فتعقد بعد الظهر مع وزير الشؤون الاجتماعية محمد الناصر وذلك في اطار صلاحيات الهيئة المتعلقة بابداء الراى في سياسة الحكومة.