دوفيل فرنسا وكالات اختتم زعماء الدول الثماني الصناعية الكبرى أمس قمتهم المنعقدة في فرنسا بتوجيه نداء مشترك للزعيم الليبي معمر القذافي على الرحيل. وركزت القمة التي عقدت في منتجع دوفيل شمال فرنسا بشكل كبير على دعم الانتفاضات العربية والاقتصاد العالمي ومستقبل الطاقة النووية وعدة قضايا أخرى. وشارك في القمة رئيسا الحكومتين الانتقاليتين في تونس ومصر وأمين عام الجامعة العربية لبحث خطة دعم لمساعدة الدول التي تخلصت من الدكتاتوريات في عملية التحول الديمقراطي. وقال ديبلوماسيون أوروبيون إن البيان الختامي للقمة تضمن تعهدات بتقديم 20 مليار دولار أمريكي لمصر وتونس لدعم جهود الإصلاح.
«فقد شرعيته»
وتطرق البيان الختامي للقمة إلى الأوضاع في ليبيا حيث أشار إلى اتفاق زعماء دول مجموعة الثماني على أن العقيد الليبي معمر القذافي ونظامه «يواصلان ارتكاب جرائم خطيرة بحق الشعب الليبي، ولذلك فإن القذافي فقد شرعيته وعليه الرحيل». وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مؤتمر صحفي إنه» من المستحيل الوساطة مع القذافي حتى رغم قول روسيا انها مستعدة للمساعدة على التفاوض من أجل تنحيه عن السلطة». وأضاف ساركوزي أن القذافي إذا لم يرحل «سيتحمل عواقب ذلك». كما أعلن ساركوزي أنه يعتزم التوجه إلى بنغازي معقل المعارضة الليبية برفقة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وكان الرئيس الامريكي باراك أوباما قال في وقت سابق إن الولاياتالمتحدةوفرنسا على اتفاق كامل بضرورة استمرار التدخل الذي يقوده حلف شمال الاطلسي في ليبيا إلى أن تنتهي الأزمة.
وفيما يتعلق بالشأن السوري، تضمن البيان الختامي تهديدا لسوريا ب»تحرك دولي» إذا لم توقف دمشق قمع التظاهرات. وقال قادة الدول الكبرى في البيان «نشعر بالهول لمقتل العديد من المتظاهرين نتيجة الاستخدام الكثيف للعنف من جانب السلطات السورية وللانتهاكات الخطيرة والمتكررة لحقوق الانسان». وأكد القادة أن «طريق الحوار والإصلاحات الجوهرية وحده يمكن ان يقود إلى الديموقراطية وانطلاقا من ذلك إلى امن وازدهار دائمين في سوريا». وحذروا من « أنه إذا لم تستجب السلطات السورية إلى هذا النداء فسوف ندرس تحركا في مجلس الامن».
انتقال سلمي
وفيما يتعلق باليمن أدان زعماء الدول الكبرى العنف الذي تواجه به القوات اليمنية الاحتجاجات السلمية وحثوا الرئيس علي عبد الله صالح على الالتزام بتعهده بانهاء حكمه الممتد منذ 33 عاما. وقال القادة «ندين استخدام العنف في مواجهة الاحتجاج السلمي في أنحاء اليمن». وأضافوا «نحث الرئيس صالح على الوفاء فورا بتعهداته وضمان تلبية التطلعات المشروعة للشعب اليمني». كما دعا الزعماء في بيانهم إلى «انتقال سلمي ومنظم» للسلطة.
انتعاش الاقتصاد
وحول الاقتصاد العالمي، اتفق زعماء الدول على أن انتعاش الاقتصاد العالمي أصبح قابلا للاستمرار بشكل ذاتي على الرغم من أن ارتفاع أسعار السلع يعطل المزيد من النمو. وقالت المجموعة في بيانها الختامي «إن الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة واليابان اتفقت جميعها على التأكيد على أن أوضاعها المالية العامة مستقرة وقابلة للاستمرار».