تونس الشقيقة تحتل مكانة مرموقة في الإمارات والتعاون الثنائي نموذجي وواعد تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم الموافق للثاني من ديسمبر 2007 بذكرى خالدة وغالية... إنه اليوم الوطني السادس والثلاثون على درب مسيرة كللت بالنجاح، وهي التي تأسست بالقيادة الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان واستمرت رائدة ومتميزة بوفاء وإيمان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لإثراء ودعم المنجزات بكافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. إن دولة الإمارات العربية المتحدة التي لامست آفاق العالمية خلال ثلاثة عقود ونصف من نشأتها، انطلقت في مرحلة تنموية جديدة لتحقيق المزيد من الرقي والتقدم للوطن والمواطنين تحدوها طموحات مشروعة تمثل الشورى وسيادة القانون والعدل وتمكين كل أطراف المجتمع من الإسهام في صياغة المستقبل الواعد مقوماتها الرئيسية. إن للتنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة خصوصياتها الوطنية المتميزة والمتفردة مثلما أكد ذلك صاحب السمو رئيس الدولة حيث «إلى جانب دورها الفاعل في تعزيز الانتاجية ودفع النمو وتحسين الدخل ورفع مستوى المعيشة فإن نجاحها الفعلي يقاس بقدرتها على تعزيز قدرات الإنسان وتمكينه من عيش حياة أكثر أمنا واحتراما وحرية ومشاركة وعطاء في بيئة خالية من التهديد والمخاطر». وقد تهيأت للاستراتيجية التنموية المستقبلية للدولة كل مقومات وأسباب انجازها من خلال تفعيل خطة وطنية للاصلاح السياسي وتطوير العمل الحكومي وفقا لما تقتضيه الآمال والطموحات والرهانات، وشهدت دولة الإمارات تحولا مهما في تطويرتجربتها السياسية باجراء أول انتخابات نيابية لنصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي تزامنت مع حدث تاريخي كبير ألا هو تأمين التمثيل النسائي في المجلس النيابي لأول مرة. وفي 17 أفريل 2007 أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي استراتيجية حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة للأعوام2008 - 2010 وهي أول عمل ملزم للتميز في الاداء الحكومي بنظرة استشرافية حكيمة للمستقبل بكل رهاناته وتحدياته التي تحفز على البذل والعطاء و«توحيد الجهود وحشد الطاقات في إطاراستراتيجي أهداف استراتيجية مبنية على دراسات معمقة». وقد توفقت دولة الإمارات العربية المتحدة في تحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بشهادة تقارير المؤسسات الاقليمية والدولية ونحتت لنفسها مكانة متميزة في الخارطة الاقتصادية العالمية، مثلما أقر بذلك تقرير صندوق النقد الدولي من أكتوبر 2007 حيث أثنى على الاداء المتميز للاقتصاد الوطني مؤكدا بأنه واصل النمو والتوسع بخطى ثابتة للعام الرابع على التوالي ووصل الى4,9% في العام 2006 بما بوأه المستويات الأعلى عالميا. ومن مميزات اقتصاد الإمارات أن مساهمة القطاعات غير النفطية بلغت 64% من الناتج المحلي الاجمالي نتيجة الاستراتيجية التي اعتمدتها الدولة لتنويع مصادر الدخل. وقد استأثرت دولة الإمارات بالمرتبة الأولى عربيا في اجتذاب الاستثمارات الأجنبية التي بلغت 12 مليار دولارفي العام 2006. وتوخت دولة الإمارات سياسة نفطية متزنة ومسؤولة من خلال عضويتها في (أوبك) وحرصت على تأمين الإمدادات النفطية بما يحقق المصالح المشتركة للدول المستهلكة والمنتجة. وأولت دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية كبيرة لتأمين مستوى رفيع من الخدمات العامة في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والماء والكهرباء والرعاية الاجتماعية والمواطنة، ونفذت استراتيجيات متعددة لتأسيس نظام تعليمي متطور يواكب العصر والتقنيات المعرفية الحديثة ويرتقي بالدارسين إلى المستويات العالمية. وحققت الدولة الكثير في مجال العمل وحقوق الإنسان، من منطلق تقدير المجتمع للعمل كركن أساسي من أركان تقدمه وحرصه على توفيره للمواطنين وتأهيلهم له. وجاء تشريع العمل في الدولة متماشيا مع المواثيق والعهود الدولية لحقوق الإنسان وتحقيق المساواة الكاملة بين العامل الواطن والعامل الأجنبي والمساواة بين الرجل والمرأة والالتزام بأحدث المبادئ التي تتضمنها اتفاقيات وتوصيات العمل الدولية والعربية. وتنتهج دولة الإمارات العربية المتحدة سياسة خارجية تتسم بالتوازن والاعتدال فتبوأت مكانة مرموقة جعل صوتها مسموعا في المجتمع الدولي، وقد أقامت علاقات تعاون وتشاور في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية مع العديد من الدول في العالم ومع المنظمات الاقليمية والدولية. ولدولة الإمارات العربية المتحدةمبادرات تحظى بالتقدير والاحترام من أجل دعم العمل الخليجي المشترك وتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط ودفع العمل العربي والإسلامي المشترك ومكافحة الإرهاب، كما تعتز بتطوير برامج مساعداتها الخارجية لدعم التنمية والاستقرار في الدول النامية علاوة عما تضطلع به مؤسسات العمل الخيرية الإماراتية من دور بارز في مجال مساعدة الشعوب الشقيقة والصديقة. أما علاقتنا مع الجمهورية التونسية الشقيقة فإنها ما فتأت تتطور وتتدعم من يوم إلى آخر بفضل الإرادة الصادقة التي تحدو قيادتي البلدين، سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وأخاه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وتحتل الشقيقة تونس مكانة مرموقة في دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا، تتجسم من خلال التشاور بين البلدين وتنسيق المواقف والتطور الملحوظ للتعاون الثنائي بكافة المجالات والذي يتجلى كأفضل ما يكون في تدفق الاستثمارات الإماراتية لإنجاز مشاريع عملاقة في تونس، والتي ستنمو وتتطور بعد الزيارة النوفقة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في أغسطس الماضي. وبفضل القيادة الحكيمة لبلدينا فإن آفاق التعاون التونسيالإماراتي ستكون أقوى وأرحب بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.